التجار المقدسيون يستعدون بحذر لشهر رمضان ويتوقعون تصعيدا إسرائيليا

يستعد المقدسيون بحذر شديد لشهر رمضان، وذلك في ظل التصعيد الإسرائيلي الذي بات طقسا من طقوس شهر رمضان في المدينة المحتلة، وسط مخاوف من تكبد المزيد من الخسائر في ظل الاستفزازات والتضييقات المستمرة لسلطات الاحتلال.

التجار المقدسيون يستعدون بحذر لشهر رمضان ويتوقعون تصعيدا إسرائيليا

("عرب 48")

تزداد مخاوف التجار المقدسيين عشية شهر رمضان من تصعيد من قبل سلطات الاحتلال في القدس، خاصة أن السنوات الأخيرة لم تكن سهلة على التجار الذين تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المواطنين والزائرين للمدينة المحتلة والمسجد الأقصى، إذ بات التاجر المقدسي يشتري بضائعه بحذر كبير بسبب الخسائر التي تكبدها خلال السنوات السابقة.

وفي الأعوام الماضية، شهدت الأحياء والبلدات المقدسية، وخاصة منطقة باب العامود النابضة بالأمسيات والفعاليات الشعبية خلال شهر رمضان، تصعيدا واعتداءات متواصلة من قبل شرطة الاحتلال على المقدسيين والزائرين من مختلف المناطق الفلسطينية، وفي رمضان عام 2021 وضعت سلطات الاحتلال سواتر حديدية المدرج في ساحة باب العامود، في محاولة لمنع الفلسطينيين من الاحتفال خلال شهر رمضان.

وفي حديث لـ"عرب 48"، قال التاجر وديع الحلواني، إن المقدسيين يستعدون لاستقبال شهر رمضان، وأوضح أن "رمضان في مدينة القدس يختلف عن كل المناطق، خاصةً بتوافد الآلاف لزيارة المسجد الأقصى يوميًا لإحياء شعائر الشهر الفضيل وتأدية الواجبات الدينية".

وأفاد بأن الزوار يتوافدون إلى القدس والأقصى من جميع المناطق الفلسطينية ومن العام الإسلامي، وأكد الحلواني، وهو صاحب محل للبقالة في البلدة القديمة، أن التجار المقدسيين "على أتم استعداد لاستقبال الوافدين من كل مكان".

رمضان في القدس.. مختلف

وعبّر الحلواني عن أمله بأن تشهد المدينة حالة من "الأمن والاستقرار" خلال رمضان وأن يمتنع الاحتلال عن "وضع عراقيل أمام الزائرين أو الاعتداء على المواطنين"، وأضاف أنه "خلال السنوات الأخيرة شهدت العديد من الاستفزازات التي اشعلت المنطقة".

وأضاف "نتأمل أن لا يتم فرض تقييدات على أهالينا من الضفة الغربية والسماح لهم بدخول القدس والمسجد الأقصى المبارك دون معيقات".

وحول تخوّف التجار من التصعيد المحتمل، قال: "بالطبع هناك تخوفات كبيرة لدى التجار، إذ أننا نشتري بضائع بحذر شديد، خاصة أنه خلال السنوات الأخيرة قمنا بتحضير كميات كبيرة من البضائع وبسبب التصعيد تكبدنا خسائر كبيرة".

وأضح أن التجار في القدس ينتظرون شهر رمضان لأنه يمنحهم "دفعة قوية لثلاث أو أربعة أشهر، ولكن بسبب التصعيدات الأخيرة التي افتعلتها السلطات الإسرائيلية، جعلنا نتكبد خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة أن التجار في مدينة القدس لا يتلقون دعما من أحد فيما تلاحقهم سلطات الاحتلال على أبسط الأمور".

خسائر كبيرة

ولفت الحلواني إلى أن "القدس بحاجة لتواجد من قبل الفلسطينيين لملء أسواقها والمسجد الأقصى، إذ أن تواجد الفلسطينيين في القدس في شهر رمضان تحديدا يمنع الاستفراد بالمقدسيين"، وأضاف أنه "صحيح أن أهالي القدس يدافعون بكل قوة عن المقدسات، لكن وجود الفلسطينيين في القدس يمنع الاستفراد بأهلها".

من جانبه، أفاد التاجر جميل الحلواني، في حديث لـ"عرب 48" بأن "التجهيزات لشهر رمضان المبارك من قبل تجار وأهالي القدس على أتم استعداد. رغم كل الظروف سيمر شهر رمضان شهر الخير والرحمة والبركات رغم كل محاولات الاستفزاز بحق المقدسيين من قبل السلطات الإسرائيلية".

وأضاف "نتوقع أن يكون الإقبال أقل من المعتاد أو ربما يكون ضعيفا جدًا، ومن هنا ندعو كل الفلسطينيين لزيارة مدينة القدس للصلاة في المسجد الأقصى، وأيضًا لدعم التجار المقدسيين الذين يعانون من أوضاع سيئة للغاية بسبب التضييقات والممارسات التي تتبعها السلطات الإسرائيلية تجاه التجار والمقدسيين".

وتوقع الحلواني أن تتجه قوات الاحتلال للتصعيد ضد المقدسيين في رمضان، مستدركا "لكن هذا أصبح وضعا طبيعيا ومعتادا ولن يؤثر علينا، وكل ما يحصل ناتج عن استفزازات الجنود والشرطة التي تنكل بالفلسطينيين؛ لا يعقل أن يضرب الجنود والشرطة المواطنين والنساء دون أن يكون رد من الأهالي، كل ما قد يحصل من تصعيد هو نتيجة استفزازات الاحتلال".

استفزازات الاحتلال سبب التصعيد

وشدد على أنه "في حال لم يتواجد الجنود في منطقة باب العامود وأبواب المسجد الأقصى المبارك، لن يحدث مشاكل. السبب الرئيسي للأجواء المتوترة في القدس هو وجود الجنود، وفرض تقييدات على المواطنين منها منع الجلوس في منطقة باب العامود ومنع المظاهر والأنشطة الاحتفالية، كل هذا سببه الأول والرئيسي الجنود والشرطة التي تستفز المقدسيين بكل الطرق، وتمنعهم من الاحتفالات في الشهر الذي ينتظرونه سنويًا".

من جانبه، قال التاجر عامر تيّم، في حديث لـ"عرب 48"، إن المقدسيين يأملون أن "يمر شهر رمضان دون تصعيد من قبل السلطات الإسرائيلية، ولكن ما اعتدنا عليه خلال السنوات الأخيرة من تصعيد جعل من ذلك أمر معتاد بالنسبة لنا كتجار، لكن نأمل أن لا يكون تصعيد هذه السنة ويمر الشهر على خير".

وفي سياق تجهيزات التجار المقدسيين لشهر رمضان، قال إن "ما حصل في السنوات الأخيرة من تصعيد واعتداءات، جعل التجار يتجهزون بحذر شديد، خاصة بعد تكبد التجار خسائر كبيرة، إذ أن معظم البضائع التي يقوم التجار بشرائها تبقى كما هي".

وأضاف أن ذلك "يخيف التجار بشكل كبير جدًا، لذلك نأمل أن يمر الشهر على التجار الذين يتكبدون خسائر كبيرة بسبب سياسات السلطات الإسرائيلية". وختتم بالتشديد على ضرورة الصمود، وقال: "لأننا بأرض الصمود ويجب علينا الصمود في وجه كل شيء هذه رسالتي لجميع الفلسطينيين".

التعليقات