الهدنة المؤقتة... فرصة أهالي جنوبيّ غزّة لقطف الزيتون

يستغل مزارعون في قطاع غزة الهدنة الإنسانية المؤقتة التي بدأت الجمعة بين حركة "حماس" وإسرائيل"، لقطف ثمار الزيتون || صاحب معصرة خانيونس: الحرب قضت هذا العام على موسم الزيتون، وهناك خسائر كبيرة لدى المزارعين.

الهدنة المؤقتة... فرصة أهالي جنوبيّ غزّة لقطف الزيتون

أهال يقطفون الزيتون في "جحر الديك" بغزة (Getty Images)

استغلّ أهالي ومزارعي جنوبيّ قطاع غزة الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي بدأت الجمعة الماضي بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "حماس" وإسرائيل، لجني ثمار الزيتون التي تأخرت، بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ونشط بعض المزارعين في قطاع غزة في جني الزيتون، حيث اعتادوا على جني الثمار منتصف تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، لكن هذا الموسم تزامن مع الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع، والتي خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، علاوة على توقف الإنتاج الزراعي والحيواني، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وبوساطة قطرية مصرية أميركية، بدأت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، هدنة إنسانية لأربعة أيام، وتم تمديدها 3 أيام إضافية، ومن بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني.

ويُعدّ جني الزيتون من المهن الموسمية المهمة في القطاع، لأنها تخلق فرص عمل لآلاف العمّال والعاملات الفلسطينيين، وفق تقدير وزارة الزراعة بمدينة غزة.

ومن المهن الأخرى، التي يُنعشها موسم قطف الزيتون "تخليل الثمار وإنضاجها، والتشريح، والنقل، إلى جانب استخدام زيته في بعض الصناعات التجميلية".

رمز للتمسّك بالأرض

المزارع الفلسطيني طه شُرَّاب من مدينة خانيونس جنوب القطاع، يقول: "نستغل الهدنة الإنسانية المؤقتة لقطف ثمار الزيتون".

ويضيف شُرَّاب: "تأخرنا في قطف ثمار الزيتون هذا العام بسبب الحرب، ونقوم بقطف الزيتون، رمز السلام، لتأكيد التمسك بالأرض".

ويتابع: "آمل أن يتحقق وقف شامل لإطلاق النار في كافة مناطق القطاع، كي يتجنب الناس الدمار، وأن يكملوا حياتهم في غزة بأمان".

أهال خلال قطف الزيتون (Getty Images)

ودعا المزارع "العالم للضغط من أجل وقف إطلاق النار، لأننا نرغب في العيش بأمان، كفانا فقدا لأطفالنا وشيوخنا ونسائنا".

ووفق تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن مساحة أشجار الزيتون تشكل 63 بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة في قطاع غزة، 34 بالمئة منها في خانيونس.

الهدنة مكنت المزارعين من قطف الزيتون

بدوره، يقول المهندس محمد وافي، صاحب معصرة للزيتون في خانيونس: "الحرب قضت هذا العام على موسم الزيتون، وهناك خسائر كبيرة لدى المزارعين".

ويضيف وافي: "خلال الحرب، لم يكن أحد من المزارعين قادرا على قطف ثمار الزيتون، مما أثر بشكل كبير على الموسم".

وتقدر الخسائر اليومية المباشرة في الإنتاج الزراعي، نحو 1.6 مليون دولار، نتيجة توقف عجلة الإنتاج في قطاع غزة.

فيما يقدر إجمالي الخسائر الزراعية ما يفوق 180 مليون دولار "في ظل إتلاف إسرائيل خلال عدوانها على غزة لآلاف الأشجار وتجريف العديد من المساحات والممتلكات الزراعية"، وفق معلومات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وحول فوائد الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع، يقول المهندس وافي: "الهدنة مكنت المزارعين من قطف الزيتون، وعصره".

(Getty Images)

ويشير إلى أن المزارعين يواجهون "تحديات كثيرة، تتمثل في عدم توفر وقود لتشغيل المولدات"، مبينا أن كل مواطن يحضر ثمار الزيتون لعصرها، يحمل معه السولار لتشغيل المعدات.

وأعرب وافي عن أمله في "وقف الحرب بشكل دائم في قطاع غزة، وأن يعم السلام".

وتُفضّل شريحة واسعة الحصول على زيت الزيتون المُستخرج عبر التقنيات التقليدية البدائية، باستخدام حجارة الجرانيت، باعتبارها واحدة من الموروثات الثقافية.

كما يعتقد أصحاب التقنيات التقليدية في استخراج الزيت الأخضر، أن هذه الطريقة تحافظ على الفائدة والجودة.

ويشهد أحيانا، بدء موسم جني الزيتون وعصره في قطاع غزة مراسم حكومية واحتفاء شعبيا، ويتوشح العاملون بالكوفية الفلسطينية، ويقضون أوقات عملهم بإنشاد الأهازيج الفلسطينية، على اعتبار أن الموسم بالنسبة لهم هو فرصة لتأكيد الهوية.

التعليقات