استطلاع بالضفة والقطاع: تضاعف شعبية حماس وتأييد واسع لـ"طوفان الأقصى"

غالبية عظمى تعتقد أن إسرائيل لن تحقق أهداف حربها، وأن حماس ستبقى مسيطرة في قطاع غزة؛ 64% في القطاع قالوا إن أحد أفراد عائلاتهم استشهد أو أصيب بالحرب؛ شعبية السلطة وعباس بالحضيض، ورفض واسع لحل الدولتين

استطلاع بالضفة والقطاع: تضاعف شعبية حماس وتأييد واسع لـ

قتل ودمار في خانيونس جراء قصف إسرائيلي، الخميس الماضي (أ.ب.)

أظهر استطلاع أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" بالتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" في رام الله، أن التأييد لحركة حماس بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد ارتفع بشكل كبير في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما برز بشكل خاص التأييد الواسع لرئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، مقابل انخفاض التأييد للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، إلى حضيض غير مسبوق.

وبرز في الاستطلاع، الذي أجري بين 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي و2 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن التأييد لحماس وهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنّه مقاتلوها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جاء أعلى في الضفة قياسا بالقطاع. وقال 72% (في الضفة 82% وفي القطاع 57%) إن القرار بشن الهجوم كان صحيحا. بينما قال 22% (في الضفة 12% والقطاع 37%) إنه قرار غير صحيح.

ورأى 81% (89% بالضفة و69% بالقطاع) أن الهجوم جاء "ردا على اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى وعلى المواطنين الفلسطينيين ولإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية". واعتقد 14٪ (5% في الضفة و27% في القطاع) أن الهجوم "مؤامرة إيرانية".

وقال 53% إن هدف إسرائيل من الحرب هو تدمير قطاع غزة وقتل أو طرد سكانه. في المقابل، اعتبر 42% (50% في القطاع و37% في الضفة) أن الهدف هو الانتقام من حماس والمقاومة وتدميرهما تدميرا كاملا.

شبان فلسطينيون على ظهر دبابة إسرائيلية بعد "طوفان الأقصى"، 7 أكتوبر (أ.ب.)

وأكد 73% (83% بالضفة و59% بالضفة) أن إسرائيل لن تنجح في إحداث نكبة ثانية للفلسطينيين في قطاع غزة، كما ادعى وزير إسرائيلي، فيما اعتبر 24% (14% بالضفة و40٪ بالقطاع) أنها ستنجح في ذلك.

ويعتقد 70% (87% بالضفة و44% بالقطاع) أن إسرائيل ستفشل في تحقيق هدفها في القضاء على حماس والمقاومة، فيما يعتقد 8% أنها ستنجح، وقال 21% إنها ستضعف حماس والمقاومة فقط.

وشدد 85% (96% بالضفة و70% بالقطاع) أن إسرائيل لن تنجح في طرد سكان القطاع. وقال 13% (3% بالضفة و29% بالقطاع) أنها ستنجح.

وأفاد 56% من سكان قطاع غزة بأنه لا يوجد لديهم ما يكفي من الطعام والماء ليوم أو يومين. وقال ثلثهم إنه بإمكانهم الوصول إلى مكان للحصول على مساعدة، لكن الثلثين ليس بإمكانهم ذلك.

والمعطى الرهيب، لكنه ليس مفاجئا، هو أن 64% من المستطلعين في القطاع قالوا إن أحد أفراد عائلاتهم قد استشهد أو أصيب خلال الحرب.

وتحمل أغلبية الفلسطينيين (52%) إسرائيل المسؤولية في التسبب بمعاناة سكان قطاع غزة الراهنة، فيما حمل 26% المسؤولية على الولايات المتحدة. واعتبر 11٪ (6% بالضفة و19% بالقطاع) أن حماس المسؤولة، و9% حملوا المسؤولية على السلطة الفلسطينية.

دمار رهيب - مدينة غزة، أمس ( Getty Images)

وأيد 85% (92% بالضفة و75% بالقطاع) صفقة تبادل الأسرى التي نُقذت حتى الآن، وعارضها 13% (7% بالضفة و22% بالقطاع).

وقال 84% إنه بموجب القانون الدولي يُسمح بأسر الجنود، و76% أنه يسمح بقتال الجنود في قواعدهم العسكرية. بينما شدد 78% على أنه لا يسمح بشن هجمات على المدنيين، أو قتل النساء والأطفال في منازلهم. كذلك قال 77% إنه لا يسمح بقصف المستشفيات، و76% قالوا إنه لا يسمح بقطع الكهرباء والماء عن السكان المدنيين. وقال 52٪ إنه لا يسمح بأخذ المدنيين كأسرى حرب.

وأكد 95% أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال الحرب الراهنة، مقابل 10% الذين يعتقدون أن حماس هي الأخرى ارتكبت جرائم كهذه. وادعى 4٪ أن إسرائيل لم ترتكب جرائم كهذه؛ و89% يعتقدون أن حماس لم ترتكب جرائم حرب خلال الحرب الراهنة.

ويتوقع نصف الجمهور الفلسطيني (45% بالضفة و54% بالقطاع) حدوث وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، فيما يتوقع 21٪ في الضفة و32٪ في القطاع استمرار الحرب لأسابيع وشهور. ويتوقع 28% بالضفة و9% بالقطاع أن تقوم إسرائيل "بإنهاء الحرب من جانب واحد والبدء بالانسحاب تحت ضغط المقاومة". و2% يتوقعون أن "توقف حماس وقوى المقاومة الأخرى في غزة القتال وتنسحب إلى مناطق أكثر أمنا في قطاع غزة".

ويعتقد 70% أن حماس ستخرج منتصرة في هذه الحرب، بينما نصف سكان القطاع فقط يعتقدون الشيء ذاته. كذلك، وفي حين أن 1% فقط في الضفة يعتقدون أن إسرائيل ستخرج منتصرة، فإن حوالي ثلث سكان القطاع (31%) يعتقدون ذلك. و14% (12% بالضفة و18% بالقطاع) يعتقدون أن أيا منهما لن يخرج منتصرا.

ويعارض 64% مشاركة السلطة الفلسطينية في لقاءات مع الولايات المتحدة بمشاركة دول عربية، مثل الأردن ومصر، لبحث مستقبل قطاع غزة بعد توقف الحرب. لكن 33% يؤيدون ذلك.

وحول الجهة التي ستسيطر على القطاع بعد الحرب، رأى 64% (73% بالضفة و51% بالقطاع) أنها ستكون حماس. واعتبر 11% أنها السلطة الفلسطينية بقيادة عباس. وادعى 4% أنها ستكون إسرائيل. 3% اختاروا دولة عربية أو أكثر.

وقال 60% (75% بالضفة و38% بالقطاع) إنهم يفضلون بقاء سيطرة حماس في القطاع بعد الحرب، و16% اختاروا السلطة الفلسطينية بدون عباس، و7% اختاروا السلطة مع عباس.

في حال توحيد الضفة والقطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بعد الحرب، فإن 28% فقط سيؤيدون ذلك. و70% (77% بالضفة و60% بالقطاع) سيعارضون نشر قوة أمنية عربية من دول مثل مصر أو الأردن، من أجل تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية ومساعدتها على الحفاظ على الأمن.

إرهاب المستوطنين بمساندة جيش الاحتلال في حوارة (Getty images)

لكن لو كان الوجود العربي بعد انتهاء الحرب، من دول مثل مصر والأردن، يهدف إلى توفير الخدمات الأساسية والإدارية والصحية للسكان الفلسطينيين، فإن نسبة التأييد لذلك الدور ترتفع إلى 45%، و53% سيعارضون هذا الوجود.

وقال 70% أن فكرة حل الدولتين الذي تطرحه الولايات المتحدة والدول الغربية خلال الحرب ليس جديا.

ويتبين من الاستطلاع أن الرضا من دور حماس خلال الحرب هو الأعلى وبلغت النسبة 72% (85% بالضفة و52% بالقطاع). يليها السنوار بنسبة 69% (81% بالضفة و52% بالقطاع)؛ نسبة الرضا من إسماعيل هنية 51% (57% بالضفة و43% بالقطاع)؛ ونسبة الرضا من حركة فتح 22%؛ السلطة الفلسطينية 14%؛ محمود عباس 11%؛ محمد اشتية 10%.

وفي ما يتعلق بالجهات الفاعلة العربية/الإقليمية، فقد ذهبت أعلى نسبة رضا إلى اليمن وهي 80%، تليها قطر (56%)، ثم حزب الله (49%)، ثم إيران (35%)، ثم تركيا (34%)، ثم الأردن (24%)، ثم مصر (23%)، ثم الإمارات (8%)، ثم السعودية (5%).

لو جرت انتخابات رئاسية جديدة اليوم، وترشح فيها اثنان فقط هما محمود عباس وإسماعيل هنية، فإن عباس سيحصل على 16% من الأصوات مقابل 78% لهنية فيما كانت النسب قبل 3 أشهر 58% لهنية و37% لعباس.

وفي حال ترشح الأسير مروان البرغوثي في انتخابات كهذه، فإن نسبة التصويت سترتفع، وسيحصل البرغوثي على 47%، هنية 43% وعباس 7%.

أما لو كانت المنافسة بين البرغوثي وهنية، سيحصل البرغوثي على 51% وهنية على 45%. قبل ثلاثة أشهر بلغ التصويت للبرغوثي 60% ولهنية 37%.

وتبين من الاستطلاع أن لحركة حماس أعلى نسبة تأييد بين الفلسطينيين، وهي 43%، تليها فتح 17%، و12% أيدوا مجموعات أخرى. 28% قالوا إنهم لا يؤيدون أيا من الحركات أو لا يعرفون.

قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التأييد لحماس 22٪ ولفتح 26٪. أما في الضفة الغربية فتبلغ نسبة التأييد لحماس 44٪ (مقارنة مع 12٪ قبل ثلاثة أشهر) ولفتح 16٪ (مقارنة مع 26٪ قبل ثلاثة أشهر).

أما في قطاع غزة فتبلغ نسبة تأييد حماس اليوم 42٪ (مقارنة مع 38٪ قبل ثلاثة أشهر) ونسبة تأييد فتح 18٪ (مقارنة مع 25٪ قبل ثلاثة أشهر).

وقال 14% فقط في الضفة إنهم يشعرون بالأمن، و86% يشعرون بانعدام الأمن والسلامة، فيما كان الشعور بالأمن 48% قبل ثلاثة أشهر.

وتقول أغلبية من 68% أن السلطة الفلسطينية قد أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني. وتقول نسبة من 28% فقط أنها إنجاز للشعب الفلسطيني. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 62% أن السلطة عبء وقالت نسبة من 35% أنها إنجاز.

ووفقا للاستطلاع، فإن نسبة من 34% تؤيد ونسبة من 64% تعارض فكرة حل الدولتين، وقد عُرضت هذه الفكرة على الجمهور دون إعطاء تفاصيل هذا الحل. قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التأييد لهذا الحل في سؤال مماثل 32%.

وتعتقد نسبة من 65% أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني، لكن نسبة من 32% تعتقد أنه لا يزال عملياً. كذلك، تقول نسبة من 66% أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمس القادمة ضئيلة أو ضئيلة جداً وتقول نسبة من 32% أن الفرص متوسطة أو عالية. قبل ثلاثة أشهر قالت نسبة من 71% أن حل الدولتين لم يعد حلاً عمليا بسبب التوسع الاستيطاني.

وقالت نسبة من 39% أنها تؤيد اللجوء لمقاومة شعبية غير مسلحة، بينما قالت نسبة من 69% أنها تؤيد العودة للمواجهات والانتفاضة المسلحة، وقالت نسبة من 58% أنها تؤيد حل السلطة الفلسطينية، مقابل نسبة من 29% تؤيد التخلي عن حل الدولتين والمطالبة بدولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين.

وحول الطريقة الأمثل لإنهاء الاحتلال وقيام دولة مستقلة، بنظر الفلسطينيين، قالت أغلبية من 63% (68% بالضفة و56% بالقطاع) أنها العمل المسلح، فيما قال 20% أنها المفاوضات، وقالت نسبة من 13% أنها المقاومة الشعبية السلمية.

وإثر تصاعد إرهاب المستوطنين، رأى 56% من الفلسطينيين في الضفة أن الوسائل الأكثر نجاعة في محاربة هذا الإرهاب بحيث تكون أيضاً الأكثر قابلية للتطبيق، هي تشكيل مجموعات مسلحة من سكان المناطق المستهدفة لحماية مناطقهم، واختارت نسبة من 15% نشر قوات الشرطة الفلسطينية في المناطق المستهدفة، واختارت نسبة من 16% قيام الجيش الإسرائيلي بمنع إرهاب المستوطنين واختارت نسبة من 8% فقط تشكيل مجموعات غير مسلحة من سكان المناطق المستهدفة لحماية مناطقهم.

ويعتقد 43% أن الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية. في المقابل فإن 36% يقولون إن الغاية الأولى يجب أن تكون الحصول على حق العودة للاجئين وعودتهم لقراهم وبلداتهم التي هُجروا منها في عام 1948، وتقول نسبة من 11% أنها ينبغي أن تكون بناء فرد صالح ومجتمع متدين يلتزم بتعاليم الإسلام كاملة، وتقول نسبة من 7% أن الغاية الأولى ينبغي ان تكون بناء نظام حكم ديمقراطي يحترم حريات وحقوق الإنسان الفلسطيني.

وحول المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة للفلسطينيين اليوم، قال 51% (42% بالضفة و64% بالقطاع) أنها الحرب المستمرة على قطاع غزة، وقالت نسبة من 32% أنها الاحتلال، وقالت نسبة من 7% أنها الانقسام، وقالت نسبة من 5% أنها البطالة، وقالت نسبة من 4% أنها الفساد.

التعليقات