اهالي المبعدين الفلسطينيين يبحثون عن "صاحب الاتفاق"!

لم يكن قرار الحكومة الاسرائيليه مفاجئا لاهالي المبعدين الفلسطينيين بقدر ما كان القرار الاوروبي فاضحا للاتفاقيه التي تنصل من تفاصيلها الجميع .

وفي الوقت الذي كانت فيه اوروبا تعلن انها لن تستطيع الاستمرار في استضافه المبعدين لاكثر من 6 اشهر وحتى نوفمبر القادم كانت اسرائيل تعلن انها لن تستقبل اي منهم وبل حتى انها ستعتقلهم من اجل تقديمهم للمحاكمه بحجة التورط في عمليات ضد الاسرائيليين .وقال رامي الكامل المبعد الى ايرلندا والذي يسكن بعيدا عن العاصمة دبلن لاكثر من 320 كم ويمنع من ممارسه اي عمل، قال في تصريحات خاصة، انهم لم يتلقوا اي بلاغ رسمي او حتى شفهي من الدولة المضيفة او الاتحاد الاوروبي حول مدة انتهاء استضافتهم واضاف انهم متمسكون بحقهم في العودة الى ارض الوطن قبل ان يحمل ويطالب السلطة الفلسطينيه بالوقوف عند مسؤولياتها ومتابعه احوالهم وقضاياهم الامنيه والمعيشيه التي قال انها مترديه الى حد بعيد حيث ان غلاء المعيشه هناك يفوق ما يصرفه لهم الصليب الاحمر الايرلندي كمخصص شهري وحيد وتساءل الكامل عن دور السفارة الفلسطينيه في متابعه احوالهم وصرف رواتبهم المقرره التي يرفض وزير الماليه الفلسطينيه صرفها على حد قوله وكما اكد لنا والده ايضا الذي اشار الى ان السفاره الفلسطينيه تستثنيهم حتى من نشاطاتها المختلفه .

ويذكر ان رامي الكامل قد فقد يده اليمنى في محاوله اغتيال فاشله لمجموعة من كتائب الاقصى في بيت لحم قبل ان يبعد مع 13 من رفاقه الى دول اوروبيه مختلفه بعد الحصار الشهير لكنيسه المهد قبل عامين .

ويقول والده كامل عيد وهو رئيس لجنه اهالي المبعدين ان اللجنه قد اجتمعت مع ممثلي القناصل الايطالي واليوناني والاسباني ومسؤول الامن الاوروبي اكثر من مره لنقاش هذه القضيه بعد ما تسربت اخبار حول نيه الاوروبين ترحيل المبعدين والسماح لهم بالتنقل بين الدول الاوروبيه وهي الفكره التي رفضها اهالي المبعدين خوفا من اي استهداف اسرائيلي لابنائهم وقال اننا لم نخرج باي نتيجه تذكر وفي الحقيقه فان وراء كل سؤال كان لديهم اجابه واحدة مفادها ان علينا ان نعود للسلطة الوطنيه الفلسطينيه واضاف اننا لا نعرف عن اي سلطه يتحدثون ؟ فلم نتحدث مع احد في السلطه يعرف اي شيء عن الاتفاق رغم اننا اجتمعنا بالرئيس ياسر عرفات الذي وعدنا بانه لن يتخلى عن ابنائه المبعدين وبحضور هاني الحسن وحكم بلعاوي اللذان قالا لنا ان علينا ان نجتمع بمحمد رشيد الذي وقع على الاتفاق..وردا على سؤال حول اجتماعهم بمحمد رشيد قال رئيس اللجنه ان لا احد يعرف اين هو ونحن نحاول منذ سنتين ان نلتقيه وحتى الحسن وبلعاوي قالا انهم لا يعرفون اين هو رشيد .

ومعروف ان محمد رشيد قد وقع الاتفاق الشهير القاضي بابعاد 13 شخصا الى اوروبا و26 اخرين الى قطاع غزه عندما تدخل في الايام الاخيره للاتفاق وقطع الطريق على الوفد المحلي المفاوض والذي كان يراسه صلاح التعمري انذاك
وشدد الكامل على ضروره عودة جميع المبعدين الفلسطينيين وحتى اولئك الذين ابعدوا الى غزه لكنه رفض عودتهم اليوم طالما بقيت الظروف الامنيه سيئه ودون تقديم ضمانات جديه لامنهم وسلامتهم .

وهذا ما تؤكده الحاجه ام المبعد خالد ابو نجمه احد افراد جهاز المخابرات الفلسطينيه والتي قالت لنا انها تفضل ان يبقى ابنها مبعدا لدى الحكومه الايطاليه على ان تعتقله اسرائيل وبخلاف ما يدور ربما في ايرلند فانها تشكر اداء السفير الفلسطيني هناك والذي يتابع ابنها عبر دعوته للمشاركه في النشاطات واللقاءات رغم انها اكدت غير مره انهم هناك وهنا ايضا في فلسطين لا يقدمون له شيئا كما انهم حتى لم يقوموا بزياره زوجته وابنائه الخمسه والذين يسكنون في مخيم الدهيشه للاجئين الفلسطينين .

ولا يرى المواطنون في بيت لحم اي افاق مطمئنه لنهايه حكاية المبعدين التي يتناقل الناس اخبارهم في كل يوم بين عاتب عليهم لانهم قبلوا مبدأ الابعاد خارج الوطن وغاضب من تفاصيل الحكايه التي لا يجدون لها نهايه ولا مبررا ولا حتى اي مسؤول يقول لهم انه يعرف .