13 عاما على الحصار: غزة مقبلة على كارثة خلال أشهر

المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في تقرير أصدره اليوم: "على مدار 12 عاما، تسبب الحصار بأزمات إنسانية متكررة نتيجة لتقييد حركة السكان ونقص الأدوية والمعدات الطبية وقلة الوقود، إضافة إلى القيود المفروضة على دخول مواد البناء الأساسية".

13 عاما على الحصار: غزة مقبلة على كارثة خلال أشهر

رفح (أ ف ب)

قالت منظمة حقوقية أوروبية، اليوم الأربعاء، إن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة تنهار، مع دخول الحصار الذي تفرضه إسرائيل عامه الثالث عشر.

وقال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، في تقرير أصدره اليوم: "على مدار 12 عاما، تسبب الحصار بأزمات إنسانية متكررة نتيجة لتقييد حركة السكان ونقص الأدوية والمعدات الطبية وقلة الوقود، إضافة إلى القيود المفروضة على دخول مواد البناء الأساسية".

وأوضح المرصد أن "المعدل اليومي لإمدادات المياه للشخص الواحد بغزة يبلغ 60 لترا، أي أقل من الحد الأدنى الموصى به، والذي يقدر بنحو 100 لتر"، وذكر المرصد أن 97% من مياه قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري.

الصحة

وتعاني حوالي 6 عائلات من كل 10 عائلات، انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، بحسب المرصد.

وحتى شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، فإن نسبة الأدوية التي انعدمت في مخازن وزارة الصحة الفلسطينية بلغت حوالي 45%، بواقع فقد نحو 230 صنفا دوائيا بشكل كامل.

فيما وصلت نسبة العجز في المستلزمات الطبية في مخازن وزارة الصحة إلى 28%، وفق المرصد.

وقال المركز إن حوالي 50% من أطفال قطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي، فيما يعاني 55% من سكان القطاع من "الاكتئاب".

أزمة الكهرباء

ورصدت المنظمة الحقوقية الأوروبية حرمان 30% من سكان قطاع غزة من المياه، بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وقال المرصد إن "حوالي ألفي شخص من ذوي الإعاقات الجسدية، يعيشون تحت تهديد الإصابة بقُرح الفراش (قرح الضغط)، بسبب العجز عن نفخ الفرشات الهوائية، نتيجة أزمة الكهرباء".

كما بين أن "نحو 5 آلاف ومئة شخص يعانون من مشاكل مزمنة في الجهاز التنفسي، ومهددون بخطر الإصابة بمضاعفات صحية، بما فيها الوفاة، في حال توقفت أجهزة الأوكسجين والتبخير عن العمل".

وجراء أزمة الكهرباء، أوضح المرصد أن "عددا من المستشفيات في غزة اضطرت لتأجيل العمليات غير الطارئة، الأمر الذي أدى إلى زيادة فترات الانتظار من 5 ـ 8 أشهر في الربع الأول من عام 2017، إلى ما بين 10 ـ 15 شهرا في بقية العام.

الفقر والبطالة

وحتى نهاية 2017، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت حوالي 43.6%، بينهم 60% من الشباب، بحسب المرصد.

كما رصدت المنظمة الحقوقية الأوروبية وصول نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة العاطلين من العمل في غزة إلى 90%.

وارتفعت معدلات الفقر (الفقر المدقع) لدى عائلات قطاع غزة إلى 65%، فيما تجاوزت نسبة انعدام الأمن الغذائي 72%، بحسب المرصد.

معابر القطاع

وخلال عام 2017، رصدت المنظمة الحقوقية الأوروبية خروج 6 آلاف حالة فقط شهريا عبر معبر بيت حانون (إيريز) شمالي القطاع، مقابل خروج 12 ألفا و150 حالة بشكل شهري خلال 2016.

وأما فيما يتعلق بمعبر رفح جنوبي القطاع، فقال المرصد إن عدد أيام فتح المعبر خلال عام 2017 وصل إلى 36 يوما فقط، مقابل 44 يوما عام 2016.

كما ذكر المرصد أن نسبة إغلاق المعبر التجاري الوحيد في غزة كرم أبو سالم جنوبي القطاع، بلغت 30% خلال 2017.

وخلال ذلك العام، قال المرصد إن عدد شاحنات البضائع التي دخلت قطاع غزة بشكل شهري، بلغ 9 آلاف و729 شاحنة.

قطاع الصيد

وقال المرصد في تقريره، إن 95% من صيادي قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر.

ومنذ عام 2000، انخفض عدد الصيادين المسجلين في قطاع غزة من 10 آلاف صياد إلى 4 آلاف فقط.

وبين المرصد أن حوالي 200 قارب صيد، و5 قوارب بمحركات صغيرة معطلة، في ظل غياب المواد والمعدات اللازمة لإصلاحها.

الحواجز

سجل المرصد "الأورومتوسطي" حوالي 430 اعتداء إسرائيليا على المزارعين والمواطنين الفلسطينيين في المناطق الحدودية خلال عام 2017، تسببت بمقتل حوالي 7 مواطنين.

وخلال العدوان الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة منتصف عام 2014، استهدف الاحتلال حوالي 140 ألف دونم زراعي بشكل مباشر، ودمرت نحو 70 بئر مياه، بحسب المرصد.

وبلغ إجمالي خسائر القطاع الزراعي بسبب العدوان الحربي الأخير حوالي 550 مليار دولار أميركي، وفق المرصد.

كارثة خلال أشهر

وقال مركز حقوقي فلسطيني إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة "تشهد تدهورًا متسارعًا غير مسبوق، يهدد بكارثة خلال أشهر معدودات".

جاء ذلك في بيان لـ"مركز الميزان لحقوق الإنسان" الفلسطيني، اليوم أكد فيه أن "تداعيات الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة تهدد السلم الاجتماعي والاستقرار الأمني والسياسي".

وتابع: "يرجع تدهور الأوضاع في القطاع إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والمشكلات السياسية (الانقسام الفلسطيني)".

وحذر من أن القطاع "سيشهد كارثة لن يكون بمقدور السكان تحملها، خلال أشهر معدودات، إذا ما استمر تجاهل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعصف به على هذا النحو".

وناشد المركز، المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية الإنسانية، وكافة الأطراف "بالتحرك العاجل واتخاذ خطوات عملية وجدية على الأرض لوقف هذا التدهور، وإنقاذ الحياة في قطاع غزة، وتقديم الدعم المالي العاجل والسريع".

والإثنين الماضي، أعلن مستشفى "بيت حانون"، شمالي قطاع غزة، إيقاف تقديم خدماته الصحية؛ بسبب نفاد الوقود الخاص بتشغيل المولدات الكهربائية في ظل تواصل "أزمة الكهرباء".

وفي 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، تجميد مبلغ 65 مليون دولار من مساعداتها لـ"أونروا".

وتقدم "أونروا"، خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسورية، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي).

وتفرض إسرائيل حصارًا على القطاع منذ الانتخابات البرلمانية في 2006، ثم شددته منتصف 2007، عقب سيطرة حركة حماس على القطاع.

 

التعليقات