القوات الاسرائيلية تواصل اليوم اخلاء ثلاث مستوطنات في قطاع غزة

القوات الاسرائيلية اقتحمت مستوطنة عتصمونا* كاتس يطالب بالامتناع عن نقل سقوف المستوطنات التي تحوي مواد خطيرة الى اسرائيل وتركها تنهار في غزة !* الجيش الإسرائيلي سيبقى في القطاع عدة أسابيع

القوات الاسرائيلية تواصل اليوم اخلاء ثلاث مستوطنات في قطاع غزة
أفادت مصادر إسرائيلية، الجمعة، أن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت بحفر خنادق بعمق ثمانية أمتار شرقي المستوطنات التي تم إخلاؤها في غوش قطيف.

وجاء أن الهدف من حفر هذه الخنادق هو لوقف المسيرات الشعبية الفلسطينية باتجاه المستوطنات قبل مغادرة الجيش للمنطقة.

دخلت القوات الاسرائيلية صباح اليوم الاحد مستوطنة عتصمونا في قطاع غزة فيما اضرم مستوطنون النار في اطارات مطاطية. وتنقل الجنود الاسرائيليين من بيت الى اخر في المستوطنة وامهلوا المستوطنين بضع ساعات لاخلاء انفسهم من دون ان نرغمهم القوات الاسرائيلية على الاخلاء.

وتصوت الحكومة الاسرائيلية، اليوم الأحد، على إخلاء بقية المستوطنات التي تشملها خطة فك الارتباط في فيما اعلنت وزيرة المعارف، ليمور لفنات، المعارضة للخطة، نيتها التصويت ضد الانسحاب من مستوطنات شمال الضفة الغربية وشمال قطاع غزة. وكما في الاسبوعين الأخيرين، خلال التصويت على اخلاء القسمين الأول والثاني من مستوطنات قطاع غزة، كررت لفنات الادعاء بأن التصويت على الاخلاء يتناقض كليا مع قرار الحكومة الذي ينص على تقييم كل مرحلة قبل المصادقة على المرحلة التي تليها.

ومن المنتظر ان تصادق الحكومة الاسرائيلية اليوم على اخلاء مستوطنات سانور وحومش وغينيم وكديم في شمال الضفة الغربية، ومستوطنات نيسانيت ودوغيت وايلي سيناي في شمال قطاع غزة، علما ان الثلاث مستوطنات الاخيرة باتت شبه خاوية بعد مغادرة المستوطنين طوعا. ويرجح بأنه لم يتبق فيها الا بعض نشطاء اليمين الذين تسللوا الى القطاع لعرقلة خطة الجلاء.

من جهته قال الوزير داني نفيه، المعارض للخطة ايضا، والذي صوت في المرتين السابقتين ضد الاخلاء، انه سيطالب خلال جلسة الحكومة بتوضيحات لتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليسا رايس التي قالت في وقت سابق من الاسبوع المنصرم ان الانسحاب يجب الا يتوقف في غزة وان على اسرائيل القيام بخطوات اخرى ازاء الفلسطينيين. وحسب ادعاء نفيه ن الضغط يجب ان يوجه الآن الى الفلسطينيين.

اما الوزير الثالث المعارض للخطة، يسرائيل كاتس، فاطلق تصريحا عنصريا فظا قال فيه انه سيقترح على الحكومة تغيير سياستها الامنية في غزة والامتناع عن نقل المواد الخطيرة المستخدمة في بناء المستوطنات الى اسرائيل.

ودعا كاتس في تصريحه العنصري الى "ترك سقوف بيوت المستوطنين تنهار ليهرب سكان غزة الى سيناء بدل هرب سكان اشكلون والنقب الغربي الى تل ابيب".

لكنه قال انه سيطالب بهدم بيوت المستوطنات الثلاث الواقعة في شمال غزة فقط واقامة منطقة امنية هناك تبعد صواريخ القسام عن سكان اشكلون!

كما يطالب عضو الكنيست اليميني ايهود ياتوم، ليكود، الحكومة بالتراجع عن قرار اخلاء مستوطنات شمال القطاع وضمها لى "التواصل الاقليمي لمدينة اشكلون الاسرائيلية". وسوغ مطلبه هذا قائلا "ان قطع هذه المستوطنات عن اشكلون يشكل سابقة في العودة الى حدود 1967، الامر الذي لم تفعله من قبل اي حكومة اسرائيلية"!

وقالت الإذاعة الإسرائيلية امس، ان الجيش سيعرض على الحكومة اليوم، تفاصيل عملية الإخلاء وجدولاً زمنياً لتنفيذ عملية هدم المباني.

وافاد مصدر اسرائيلي، امس، انه لم يتم الاتفاق نهائيا بين مصر واسرائيل على اخلاء انقاض المستوطنات الاسرائيلية من قطاع غزة الى صحراء سيناء، علما ان رئيس الدائرة السياسية الامنية في وزارة الامن الاسرائيلية، عاموس غلعاد، كان قد اجرى مباحثات مكثفة مع الجانب المصري بهذا الشأن، وادلى عدة تصريحات قال فيها ان توقيع الاتفاق بات وشيكاً.

وبموجب الاتفاق الذي يجري الحديث عنه ستقوم اسرائيل بدفن المواد الخطيرة والمسببة للسرطان، مثل الاسبست، في داخل اسرائيل بشكل مراقب فيما يتولي البنك الدولي تشغيل شركات فلسطينية ومصرية في تدمير ركام المنازل التي يبلغ عددها 2800 منزل ونقله الى صحراء سيناء.

وكان الجيش الاسرائيلي قد بدأ الجمعة بهدم البيوت الثابتة في مستوطنة "كيرم عتصمونا" فيما قال شهود عيان انهم شاهدوا رافعات كبيرة ترفع البيوت المتنقلة وتشحنها على متن شاحنات كبيرة نقلتها الى اسرائيل. وتوقفت عملية تدمير المنازل بعد ظهر الجمعة على ان تستأنف اليوم.

وينوي الجيش الإسرائيلي، اليوم ايضا، إستكمال عملية إخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية والمتوقع حسب الشرطة الاسرائيلية ان ينتهي يوم الاثنين او الثلاثاء المقبلين. وقال مصدر عسكري ان الجيش سيقوم بإخلاء مستوطناتهه الأخيرة في غوش قطيف؛ وهي عتسمونا (80 عائلة) نيتساريم (60 عائلة) وقطيف (60 عائلة)، وبشكل مواز سيتم إخلاء عدد من المستوطنات نهائياً مثل شلو (10 عائلات) ودوغيت وإيلي سيناي ونيسانيت، حيث تبقى فيها عدد قليل من العائلات.

وجاء أنه سينتهي يوم الإثنين إخلاء مستوطنة نيتساريم (60 عائلة)، وبالرغم من الإتصالات التي جرت في الأيام الأخيرة مع قادة المستوطنة لم يتم التوصل إلى إخلائها بالإتفاق، في حين تعهد قادة المستوطنة بعدم اللجوء إلى العنف!

وأفادت المصادر ذاتها أن الجيش ينوي نقل قوات الشرطة من قطاع غزة إلى شمال الضفة الغربية يوم الثلاثاء القادم.

وتوقعت قيادة المركز أن ينتهي إخلاء مستوطنتي سانور وحومش يوم الخميس، وفي الوقت نفسه تجري دراسة إمكانية تأجيل الإخلاء إلى مطلع الأسبوع التالي.

ومن المتوقع أن تكون معارضة شديدة للإخلاء في المستوطنتين، خاصة بعد أن تعززت التقديرات لدى أجهزة الأمن باحتمال وجود أسلحة بحوزة المستوطنين وأنه من الممكن أن يلجأوا إلى إستعمالها ضد قوات الإخلاء.

يشار إلى أنه يوجد في المستوطنتين ما يقارب ألفي مستوطن، غالبيتهم من نشطاء اليمين المتطرف، وفقط 15 عائلة من المستوطنين في حومش هم من سكان المستوطنة.

التعليقات