إستكمال إخلاء 25 مستوطنة بإنتهاء إخلاء مستوطنتي سانور وحوميش

وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش والمفتش العام للشرطة يكيلون المديح للمستوطنين وقيادتهم على الدور الذي قاموا به، ويؤكدون على أهمية الإنخراط في صفوف الجيش

إستكمال إخلاء 25 مستوطنة بإنتهاء إخلاء مستوطنتي سانور وحوميش
قالت الشرطة الاسرائيلية ان مستوطنا، يبدو انه من المتسللين الى حومش، حاول، ظهر امس طعن احد الجنود الذين يتولون اخلاء المستوطنين، لكن الجنود تمكنوا من السيطرة عليه واعتقاله. كما اصيبت في سانور شرطية، كما يبدو طعنا، على ايدي احدى المستوطنات.

ويتواصل في حومش وسانور اخلاء المستوطنين الذي بدأ صباح امس، والذي جاء، حتى الآن، مخالفا لتكهنات الاجهزة الامنية بشأن وجود اسلحة في المستوطنتين واحتمال استخدامها ضد قوات الاخلاء، حسب ما قاله اكثر من مسؤول امني للاذاعة الاسرائيلية. الا ان المستوطنين يقاومون الاخلاء بعنف واشارت تقارير الى قيامهم، منذ ساعات صباح أمس برشق قوات الشرطة بمواد غذائية واصباغ وحجارة ما ادى الى اصابة شرطي من حرس الحدود برأسه .

وكانت قوات من الوحدات الخاصة قد اقتحمت ابواب الطابق السفلي للقلعة، وبدأت باخلاء المتواجدين في الطابق السفلي، فيما تقول الشرطة انها قد تستخدم الاقفاص لانزال المعتصمين على سطح القلعة.

ويعتصم فوق سطح القلعة غالبية المتسللين من نشطاء عصابات كهانا وشبيبة التلال المتطرفين وهم الجهة التي افادت المعلومات الامنية انه يخشى قيامها باستخدام اسلحة لمقاومة الاخلاء.

وكانت قوات الشرطة والجيش قد اخلت مسجد سانور الذي حوله المستوطنون الى كنيس يهودي، واعتصم بداخله قرابة 40 مستوطنا من جماعة "حباد" الدينية المتشددة. وجاء اخلاء المسجد بالقوة بعد رفض المستوطنين اقتراحا قدمه قائد قوات الاخلاء الذي عرض عليهم فتح الابواب لدخول القوات واخراج المعتصمين سوية مع كتاب التوراة.

وفي المقابل قامت قوات الاخلاء باقتحام الكنيس الذي اقيم في المستوطنة على اسم رفائيل ايتان وتم تدشينه قبل اسبوع.

وفي حومش واجهت قوات الاخلاء مقاومة عنيفة من قبل المستوطنين الذين جاء غالبيتهم من خارج المستوطنة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان المعتصمين داخل على سطح احد البيوت قاموا برشق الجنود وافراد الشرطة بالبيض والبنادورة والطحين والحجارة والاصباغ. وتمكن الجنود قرابة الساعة 11:35 من الصعود الى السطح والسيطرة على المعتصمين هناك حيث تم انزالهم بواسطة كف جرافة عسكرية واعتقالهم.

وقد بدأت قوات الشرطة والجيش باخلاء المستوطنين والمتسللين من سانور وحومش في شمال الضفة الغربية، وسط مقاومة عنيفة من قبل المستوطنين والمتسللين. وقالت الشرطة انها اعتقلت عشرات الشبان والفتيات الذين قاوموا قوات الشرطة ورشقوهم بالحجارة والقمامة.

وكانت قوات من الشرطة والجيش قد اقتحمت بوابتي المستوطنتين عند الساعة السابعة صباح أمس في سانور، وعند الساعة السابعة والنصف في حومش، وبدأت بازالة الحواجز والعثرات التي نشرها المستوطنون ونشطاء العصابات الكهانية واليمينية المتطرفة على الشوارع.

وحسب المفتش العام للشرطة، موشي كرادي، فان الاخلاء جرت بصورة هادئة نسبيا، وان المقاومة التي واجهتها قوات الاخلاء لم تتجاوز الخطوط الحمراء بعد، مضيفا ان رد الشرطة والجيش كان وفقا لمستوى المقاومة. وبدأت جهات امنية في الجيش والشرطة التراجع، بشكل حذر، اليوم عن تصريحات سابقة حذرت من احتمال تعرض قوات الاخلاء الى هجوم باسلحة نارية من قبل المعتصمين داخل المستوطنات.

وكان اقتحام المستوطنتين قد تم، صباح امس، وسط تخوف امني كبير من حدوث مواجهات عنيفة مع المستوطنين وقرابة 2000 متسلل من نشطاء اليمين المتطرف الذين يعتصمون هناك. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان من بين المعتصمين في حومش 70 متسللا من مستوطنة يتسهار، مضيفة ان هؤلاء يعتصمون داخل ملجأ المستوطنة.

وافادت الاذاعة ان عضو الكنيست اليميني المتطرف ارييه الداد، الذي انتقل مؤخرا للاقامة في المستوطنة، يقف على سطح احد المباني ويطالب الجنود برفض تنفيذ الأوامر. وقال الداد ان "رسالتنا هي أن أرض اسرائيل ملك لكل الشعب اليهودي. ومن غير المقبول تطهيرها من اليهود."

وحسب الاذاعة الاسرائيلية تزودت قوات الاخلاء، خلافا لما حدث في قطاع غزة بالهراوات وبمعدات وقائية خشية تعرضهم الى الرشق بمواد كيماوية كما حدث في كفار داروم.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل حشدت قرابة ثمانية الاف شرطي وجندي لاخلاء المستوطنتين، اي اكثر من عشر القوات التي استخدمت لاخلاء مستوطنات قطاع غزة.

وادعت جهات استيطانية ان المستوطنين لا يملكون اسلحة وان الانباء التي نشرت حول وجود كميات كبيرة من السلاح والقنابل داخل المستوطنتين هي شائعات تروجها سلطات الامن تمهيدا لاستخدام العنف ضد المستوطنين"، حسب زعم مسؤولين في مجلس الاستيطان.

وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي، صباح أمس ان بين المعتصمين في حومش جنديان فرا من الخدمة العسكرية وبحوزتهما سلاحهما العسكري، علما ان احد الفارين من الخدمة كان قد ارتكب مجزرة شفاعمرو في الرابع من آب الجاري.

وكان قائد المنطقة الوسطى يئير نفيه قد اعرب عن تخوفه، امس، من "خروج الارهابي اليهودي المقبل" من سانور، مشيرا الى ان الجيش قام بجمع الاسلحة العسكرية من مستوطني سانور "الا ان هناك ثلاثة اشخاص وصلوا الى المستوطنة الليلة قبل السابقة وانضموا الى المتسللين" وهؤلاء، حسب نفيه لا يخضعون لامرة حاخامات المستوطنة ومنهم يمكن ان يخرج الارهابي المقبل. واضاف ان "القوات ستواجه هناك شبانا يمكنهم اجتياز الخط المشروع".

وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية التي تبث مباشرة من داخل المستوطنتين ان اكثر من مئتي متسلل من نشطاء الحركات الكهانية واليمينية المتطرفة المعروفين باسم "شبيبة التلال" يتحصنون على سطح القلعة البريطانية في سانور وقد تسلحوا بقضبان حديدية ودروع وكميات كبيرة من الحجارة.

وقال مراسل الاذاعة الاسرائيلية ان المستوطنين رشقوا الجنود بالقمامة والزجاجات الفارغة ورددوا هتافات ضد الانفصال ورئيس الحكومة الاسرائيلية. كما قاموا بسكب الزيت على مدخل مستوطنة حومش في محاولة لمنع الجنود من التقدم.

وفي مستوطنة حومش استولى المتسللون على منازل المستوطنين الذين سبق لهم الجلاء عن المستوطنة وفق الصفقات التي وقعوها مع السلطات الاسرائيلية. وقام هؤلاء، كما في سانور باحراق اطارات على مداخل المستوطنة واحاطتها بالاسلاك الشائكة استعدادا لمواجهة مع قوات الامن.

وافادت مصادر في الشرطة الاسرائيلية ان الشرطة اعتقلت الليلة رئيسة مجلس كدوميم المستوطنة المتطرفة دانييلا فايس، بسبب خرقها لقيود فرضت عليها بعد اعتقال سابق. وكانت فايس قد قامت، في وقت سابق من الاسبوع الماضي باقتحام معسكر للجيش قرب كدوميم وبرفقتها خمسة من نشطاء اليمين المتطرف والاعتداء على الممتلكات الخاصة للجنود.وكانت قد شارفت عمليات اخلاء المستوطنين في مستوطنتي سانور وحوميش في شمال الضفة الغربية على نهايتها ظهر أمس الثلاثاء بعدما سيطرت قوات اسرائيلية على سطح القلعة البريطانية في سانور وعلى سطح مبنى في حوميش تمترس فيهما مستوطنون متطرفون.

وتكرر في مستوطنة سانور مشهد اخلاء الكنيس في مستوطنة كفار داروم في قطاع غزة الاسبوع الماضي.

ونقلت رافعةٌ حاويةً كبيرة بداخلها افراد شرطة من وحدة حرس الحدود الى سطح القلعة البريطانية فيما كان المستوطنون المتمرسون هناك يحاولون عرقلة هبوط الحاوية على السطح.

وبعد مناورات عدة هبطت الحاوية على سطح القلعة البريطانية من دون ان تكون هناك اية معارضة من جانب المستوطنين الذين كان غالبيتهم العظمى من كبار السن.

وفي مستوطنة حوميش سيطرت قوات الامن الاسرائيلية على سطح مبنى تمترس فيه عشرات من شبيبة المستوطنين.

واستخدمت القوات الاسرائيلية السلالم للوصول الى سطح المبنى المؤلف من طابق واحد.

واصيب خلال ذلك ستة من قوات الامن بسبب احاطة سطح المبنى باسلاك شائكة.

كما اصيب 30 من شبيبة المستوطنين بجروح طفيفة خلال عملية اخلائهم.

ونقلت القوات الاسرائيلية المستوطنين اثر اخلائهم الى حافلات لتقلهم الى مستوطناتهم فيما اعتقلت عشرات من الذين شاركوا في اعمال شغب.
انهت قوات الجيش والشرطة إخلاء 25 مستوطنة، 21 مستوطنة في قطاع غزة و4 مستوطنات شمال الضفة الغربية، بعد ظهر أمس بانتهاء عملية إخلاء مستوطنتي سانور وحومش، في إطار خطة فك الإرتباط.

وقد تم إخلاء 620 شخصاً من مستوطنة سانور 709 أشخاص في مستوطنة حومش.

وأصيب في المواجهات في المستوطنتين 31 شخصاً من أفراد الشرطة والجيش بجروح خفيفة، في حين تم إعتقال 17 مستوطناً.

بعد إنتهاء عملية إخلاء 25 مستوطنة في إطار فك الإرتباط، كال وزير الأمن الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش والمفتش العام للشرطة، المديح للمستوطنين على الدور الذي قاموا به، وأكدوا على أهمية إنخراطهم في الجيش، رغم كل الممارسات التي قاموا بها أثناء تنفيذ عملية الإخلاء، وعربداتهم في القرى الفلسطينية على جانبي الخط الأخضر.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، مساء أمس أن عملية إخلاء المستوطنات بموجب خطة فك الإرتباط كانت "مؤلمة وقاسية إلا إنها أنتهت بصورة لائقة".

وفي جولة قام بها في مستوطنة سانور إثناء عملية إخلائها اليوم، امتدح قوات الإخلاء والمستوطنين على الطريقة التي عارضوا فيها عملية الإخلاء!

كما أكد أن جهاز الأمن سيعمل على مساعدة الذين تم إخلاؤهم في عملية إستيعابهم في أماكن سكنهم الجديدة، في إطار "رتق التمزقات والمحافظة على الوحدة".

ومن جهته قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، أن المرحلة الأولى من بين أربع مراحل فك الإرتباط قد انتهت، وبقي الآن إخلاء الممتلكات من المستوطنات ثم هدم المباني، وأخيراً إخلاء الجيش من قطاع غزة. وبحسب أقواله فإن عملية الهدم ستستغرق عشرة أيام.

كما أشار حالوتس إلى ان عملية الإخلاء قد استكملت بأسرع مما كان متوقعاً، في إشارة إلى أداء الجيش والشرطة من جهة، وإلى مسؤولية المستوطنين.

وبشكل مناقض للتعليمات بعدم قبول معارضي فك الإرتباط الذين يلجأون للعنف مع قوات الجيش للخدمة العسكرية، قال حالوتس:" إننا بحاجة إلى الجميع ولا ننوي التنازل عن أحد ممن يجب أن يكونوا في صفوف الجيش".

كما قال المفتش العام للشرطة، موشي كرادي، أن فك الإرتباط إنتهت بدون إصابات وبالطريقة الأفضل. كما امتدح المستوطنين الذين تم إخلاؤهم وامتدح قيادتهم المسؤولة!






التعليقات