15/11/2010 - 05:26

الحنّاء: فنّ عربيّ شرقيّ أصيل يفوزُ باهتِمامِ الغرب

يُعتبر الحنّاء في البلاد العربية ومنطقة الشّرق الأوسط جزءًا من التّراث القديم، ويُعد من أدوات الزينة التي ارتبطت بالمرأة على مر العصور، وعلى الرغم من مرور الزمن فإن هذا التقليد لم ينطفئ، حيث لازالت الفتيات يحرصن عليه في كافة المناسبات والأعياد والمناسبات الاجتماعية، وخصوصًا في دول الخليج العربيّ والعراق والمغرب، فيما نجد إقبالا بين السائحات من جنسيات مختلفة عليه خلال زيارتهن للمناطق الأثرية العربيّة، إذ يرتبط هذا التقليد ارتباطًا وثيقًا بالعادات والتراث الشعبي

الحنّاء: فنّ عربيّ شرقيّ أصيل يفوزُ باهتِمامِ الغرب

يُعتبر الحنّاء في البلاد العربية وشرق آسيا جزءًا من التّراث القديم، ويُعد من أدوات الزينة التي ارتبطت بالمرأة على مر العصور، وعلى الرغم من مرور الزمن فإن هذا التقليد لم ينطفئ، حيث لازالت الفتيات يحرصن عليه في كافة المناسبات والأعياد والمناسبات الاجتماعية، وخصوصًا في دول الخليج العربيّ والعراق والمغرب، فيما نجد إقبالا بين  السائحات من جنسيات مختلفة عليه خلال زيارتهن للمناطق الأثرية العربيّة، إذ يرتبط هذا التقليد ارتباطًا وثيقًا بالعادات والتراث الشعبي.

تقول الإماراتيّة عَفراء سعيد، الخبيرة في نقش الحنة عن المواد المستخدمة في هذا الفنّ: "تُستخرج من نبتة ((الحنَّاء))، وتؤخذ من مسحوق الأوراق والزهور، بالإضافة إلى الجذور"، مشيرة إلى كتب قليلة تحتوي على مجموعة النقوش المشهورة، وكيفية رسمها  بأحجامها المختلفة قائلة إن "الأجنبيات يفضلن الرسوم الصغيرة على الذراع أو الأرجل واللون البني الداكن فيما تفضل الإماراتيات النقش على كافة اليدين ".

عفراء تحضّر خلطة الحنة بشكل يدوي، وتؤكد على ضرورة استخدام أفضل أنواع الحناء الحمراء الطبيعية، والتي لا تؤثر في الجلد، ومشيرة أنها صحية جدًّا للبشرة وآمنة، وتمنحها ملمسًا ناعما، إذ لا تُخلط بأي مواد صناعية أو أصباغ كيماوية قد تتسبب في حساسية أو أي أضرار جلدية أخرى.

لور ديفس، سائحة بريطانية قصدت ركن نقش الحناء في المنطقة التراثية في الإمارات، قالت لمجلة إيلاف إنها تُفضل الحناء على الوشم، وأضافت: "الوشم قد يؤدي إلى التهابات جلدية خطيرة أحيانًا، لا سيما إن كانت الإبر المستخدمة أثناء عملية الوشم غير معقمة"، مبينة "أن الحنة المصنوعة من مواد طبيعية لا تؤذي البشرة كما أنها لا تبقى لمدة طويلة، فيما الوشم لا يمكن التخلص منه بسهولة إذا ما رغب الموشوم في ذلك."

من جهتها عبرت الفرنسية جوزيه دانيون للمجلّة عن فرحتها بالنقش على يديها قائلة: "إنها تجربة مثيرة"، مضيفة: "لقد قررت رسم يدي بالحناء لأول مرة، وأنا معجبة جدا بالأشكال والتصاميم المختلفة والنقوش، إنها عمل فني رائع".

أمّا "أم منصور"، وهي سيدة إماراتية أيضا، فتشير إلى أن الحناء من العادات القديمة الجميلة التي تحبها المواطنات الإماراتيات، وما زال المجتمع يحتفظ بها، وتقول:" منذ نعومة أظافرنا تعودنا على نقش الحناء في كل مناسبة، ولازال ذلك من تقاليد الزواج حتى الآن"، مشيرة إلى ليلة الحناء، حيث يخصص يومٌ كاملٌ للحنة، تتزين فيه العروس وأفراد أسرتها وصديقاتها بأجمل رسومات الحِنة، وأنها كانت وهي صغيرة تشعر بالفرح عندما ترى أقماع الحناء في ليلة العيد، وتضيف: "إن البنات كنّ يتهافتن  جميعًا على المحنيّة، وهي المرأة التي تنقش الحناء ويتحلّقن حولها بانتظار دورهنّ."

وعن اختلاف الرسوم بين الماضي والآن قالت: "الرسوم تغيرت وأصبحت أكثر دقة وتنوعا، حيث يتم الآن اختيار رسوم كثيرة مبتكرة، فيما كان بالسابق الأمر مقتصر على أشكال معينة وكانت لها طرق مختلفة، أما الآن فأصبحت بالنقش فقط من خلال رسومات جاهزة تحضر خصيصاً لها".

الفراعنة أيضًا عرفوا الحنّاء

عُرِفَت الحنّاء منذ القِدم، فقد استعملها الفراعنة في أغراضٍ شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونةً لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وُجِد كثير من المومياء الفرعونية مخضّبة بالحنّاء، واتّخذ الفراعنة عطرًا من أزهارها، ولها نوع من القدسيّة عند كثير من الشعوب الإسلامية، إذ يستعملونها في التّجميل بفضل صفاتها الممتازة، فإضافة إلى أنّها تُخضّب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، فإن بعض الشعوب الإسلامية، يفرش أهلها الحناء في القبور، تحت موتاهم.

من أصناف شجيرة الحنّاء: البلدي، الشّامي، البغدادي، والشّائكة.

نبتة الحنّاء شُجيرة من الفصيلة الحنّائية حوليّة أو معمّرة، تمكثُ حوالي ثلاث سنوات وقد تمتدّ إلى عشرة، وهي مستديمة الخضرة، غزيرة التّفريع، يصل طولها إلى ثلاثة أمتار، ونبات الحنّاء شجيّري مُعمّر وله جذور وتديّة حمراء وساقه كثيرة الفروع ، والأفرع جانبية وهي خضراء اللّون، وتتحوّل إلى البنّي عند النضج، وأوراق الحنّاء بسيطة جلديّة بيضاوية الشكّل بطول 3-4 سم، بيضيّة أو ستانية عريضة، متقابلة الوضع، بلونٍ أحمر خفيفٍ أو أبيض مصفّر. والأزهار صغيرة بيضاء لها رائحة عطرية قوية ومميّزة. والثمرة علبةٌ صغيرةٌ تحوي بذورًا هرمية الشّكل. وشجرة الحنّاء لها صنفان يختلفان في لون الزهر كالصنفِ "ألبا" ذي الأزهار البيضاء، والصنف "منياتا" ذي الأزهار البنفسجية، ومن أصناف الحنّاء: البلدي، الشامي، البغدادي، والشّائكة.

جنوب غربي آسيا هو الموطن الرّئيسي للحنّاء، فهي تحتاج لبيئةٍ حارةٍ، لذا فهي تنمو بكثافةٍ في البيئات الاستوائية لقارّة إفريقيا، فضلاً عن جنوب شرق آسيا، كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.

وأهم البلدان المُنتجة لها: مصر والسودان والهند والصين.

للحنّاء مكانة مرموقة في الطّب العربيّ الاسلاميّ

وقد ثبُت علميًا أنّ الحنّاء إذا وُضِعَت في الرّأس لمدّةً طويلةً، بعد تخمّرها، فإنّ المواد القابضة والمُطهّرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الرّأس من الميكروبات والطّفيليّات ومن الإفرازات الزّائدة للدّهون، كما تُعد علاجًا نافعًا لقشر الشّعر والتهاب فروة الرّأس، ويُفضّل استعمال معجون الحنّاء بالخل أو اللّيمون، لأنّ مادة اللّوزون المُلوّنة لا تصبغ في الوسط القلوي.

كان للحنّاء مكانتها المرموقة عند الأطبّاء المُسلمين، فقد ذكر ابن القيم أنّ "الحنّاء مُحلّل نافع من حرق النار؛ وإذا مُضِغَ نفع من قروح الفم والسّلاق العارض فيه ويبرئ من القلاع، والضّماد فيه ينفع من الأورام الحارّة المُلتهبة، وإذا ألزقت به الأظافر معجونًا حسّنها ونفّعها؛ وهو يُنبِتُ الشعر ويُقوّيه وينفع من النّفاطات والبثور العارضة في السّاقين وسائر البدن."

 

 

 

التعليقات