08/02/2011 - 14:56

في ميدان التحرير... أسر مصرية تكسر حاجز الخوف وتحتج لأول مرة

لم يكن لأسرة أيمن عطية المكونة من خمسة أفراد أي نشاط سياسي لا من قريب أو بعيد لكنها قررت فجأة النزول لميدان التحرير بوسط القاهرة تعبيراً عن تضامنها مع من سمتهم «ثوار التحرير».

في ميدان التحرير... أسر مصرية تكسر حاجز الخوف وتحتج لأول مرة

لم يكن لأسرة أيمن عطية المكونة من خمسة أفراد أي نشاط سياسي لا من قريب أو بعيد لكنها قررت فجأة النزول لميدان التحرير بوسط القاهرة تعبيراً عن تضامنها مع من سمتهم «ثوار التحرير».

  

ولا تقتصر احتجاجات الميدان على الشبان والرجال بل فيها نساء وأطفال ومن مختلف الأعمار والأطياف السياسية والاجتماعية. وهناك أناس شجعتهم «ثورة النيل» على كسر حاجز الخوف والمشاركة في نشاط سياسي للمرة الأولى في حياتهم نظرا لما تحمله من "أهداف جماعية" بحسب ما يرى خبير في علم الاجتماع السياسي.

 

وقال أيمن عطية، الذي شارك وزوجته وأبناؤهما الثلاثة في اعتصام ميدان التحرير، أمس الاثنين وهي المرة الأولى التي يقدمون فيها على فعل ذلك: «لم يعد هناك أي خوف... لقد كسرنا حاجز الخوف الذي زرعته الحكومة في نفوسنا لعقود... عليهم الآن تغيير الدستور وتنفيذ مطالبنا لان هذا هو السبيل الوحيد».

 

وأضاف عطية وهو مهندس ميكانيكا (44 عاما) لرويترز: «أردت أن يرى أطفالي هذه الوجوه الثائرة وأن يشاركوا ولو بشكل رمزي في التغيير الذي يحدث في بلدهم».

  

وتعهدت الحكومة الجديدة في أول اجتماع لها بعد الاحتجاجات بالابقاء على مخصصات الدعم بصورة كاملة وجذب الاستثمارات الاجنبية. كما أعلنت في بيان يوم الاثنين انها سترفع بعض الرواتب الحكومية والمعاشات بنسبة 15 في المئة. لكن كل هذا لم يمنع عطية من اصطحاب زوجته دعاء وأطفاله الثلاثة للمشاركة في الاحتجاجات التي انطلقت يوم 25 يناير(كانون الثاني) الذي يوافق عيد الشرطة.

 

وقالت دعاء، وهي أيضا مهندسة لكن في مجال الهندسة المدنية: «نريد أن نشارك هؤلاء الشباب كي نشعر أن لنا دورا فيما يحدث...  بدأت اشعر بالأمان، لأن ما حدث كان فضيحة للحكومة أمام العالم ولن تلجأ الحكومة لإستخدام العنف بعد ما حدث».

 

وأضافت: «لم نعد نخشى شيئا ... مضى وقت الخوف وحان وقت التغيير».

 

ووصف سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ما شهدته مصر مؤخرا بأنه «ثورة شعبية اشتركت فيها كل الطبقات وكل مكونات المجتمع المصري».

 

واعتبر صادق في تصريح لرويترز أن السبب الذي كسر حاجز الخوف لدى الكثير من الأفراد والأسر الذين لم يسبق لهم المشاركة في أي عمل سياسي، والذي دفعهم للمشاركة في الاحتجاجات الأخيرة هو أن «هذه الثورة لها أهداف جماعية وليست مجرد احتجاجات فئوية تعبر من مطالب طبقة أو فئة محددة».

 

وقال حسن الغول (42 عاما)، الذي قضى الليل في ميدان التحرير لرويترز اليوم الثلاثاء: «لم نشارك في أي نشاط سياسي أو مظاهرات من قبل ولكن بعدما رأينا ما فعله هؤلاء الشباب زال عنا الخوف... هدفنا من المشاركة التغيير والعدالة الاجتماعية وحرية المواطن».

 

وأضاف الغول الذي يعمل محاسبا في القطاع الخاص: «هذه ليست ثورة جياع... نريد الكرامة والحرية... أكبر حسنة قدمها النظام دون أن يقصد انه خلق مدينة فاضلة في ميدان التحرير».

 

وقالت زوجته هويدا، وهي ربة منزل من ميدان التحرير لرويترز: «شاركت بعد أن كنت مغيبة من الإعلام الحكومي ولكن شاهدت الشباب وأردت أن أشاركهم... لقد انتهى الخوف فانا لم اعد أخشى بطش النظام لأنه فقد الشرعية».

وشجعت مشاركة عطية وزوجته في الاحتجاجات أطفاله على إبداء رأيهم في ما تشهده البلاد. وقالت ابنته هاجر (12 عاما): «عايزة الريس يمشي والبلد تتصلح علشان كده جيت المظاهرات».

 

وحتى ابنته منة، التي لم يتجاوز عمرها أربع سنوات كانت لها مطالب وقالت: «عايزة أروح كارفور (سلسلة متاجر كبيرة) عشان اشتري لعب من هناك بس كارفور اتسرق.. عايزة حسني مبارك يمشي علشان أروح كارفور».

 

وكانت العديد من المحال التجارية الكبرى تعرضت لأعمال سلب ونهب على يد «بلطجية» في أعقاب اختفاء أفراد الشرطة في رابع أيام الاحتجاجات والذي أطلق عليه "جمعة الغضب".

 

وقال صادق إنّ الفضل يرجع كذلك في هذه المشاركة الواسعة في الاحتجاجات إلى «سياسات الحكومة وأخطاء الحكومة وبطئها وطريقة تعاملها المتكبرة» مع مظالم الشعب ومطالبه.

التعليقات