07/07/2014 - 19:37

المجتمع الافتراضي بات يفرض قواعد سلوكية ولياقات خاصة

هل يقبل الموظف طلب مديره إضافته على فيسبوك؟ هل ينبغي أن ينشر المستخدم صور زواج صديقه على صفحته؟ هل يعيد المستخدم نشر رسالة من صفحة صديقه؟ أسئلة كثيرة باتت تؤرق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية التعامل بلياقة في العالم الافتراضي.

المجتمع الافتراضي بات يفرض قواعد سلوكية ولياقات خاصة

أصبح العالم الافتراضي شديد الحضور في حياة الإنسان، وبات يشكل مجتمعًا قائمًا بذاته يفرض قواعد اجتماعية خاصة وآدابًا سلوكية ينبغي مراعاتها.

هل يقبل الموظف طلب مديره إضافته على فيسبوك؟ هل ينبغي أن ينشر المستخدم صور زواج صديقه على صفحته؟ هل يعيد المستخدم نشر رسالة من صفحة صديقه؟ أسئلة كثيرة باتت تؤرق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول كيفية التعامل بلياقة في العالم الافتراضي.

يقول ستيفن بيترو الذي ألّف كتيبًا حول آداب السلوك الاجتماعي الافتراضي "لقد باتت التكنولوجيا مصدر قلق".

ولذلك وضع كتيبه الذي يوضح فيه ما يراه من قواعد مناسبة للسلوك، فهو مثلًا ينصح بألا تظهر كل أسماء المرسل إليهم أو عناوينهم البريدية في الرسائل المرسلة إلى مجموعة من الناس، وكذلك يوصي بألا تنشر صور لأشخاص آخرين في حفل زفاف مثلًا، قبل الاستئذان من أصحاب الشأن.

ويقول بيترو لوكالة فرانس برس "الأصل في ذلك أن نعود إلى القواعد الاساسية، الاحترام واللياقة والادب".

وبات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك يطرح مشكلات في اللياقة، فالرسائل التي تعلن حالة وفاة أو ولادة أو خطوبة في عائلة، من شأنها أن تسبب الإحراج مع افراد من العائلة الواسعة بعيدين لم يجر الاتصال بهم ودعوتهم لحضور المناسبة.

ورغم ان مستخدم الفيسبوك يمكنه أن يحدد خصوصية عالية لحسابه، إلا أنه في بعض الحالات يقوم أصدقاء مقربون منه بإعادة نشر ما نشره، مسببين له الإحراج دون أن يدركوا ذلك، بحسب الخبيرة المعلوماتية إميلي يوفي.

وتقول: "لا يمكن التحكم في الرسالة بعد أن تنشر فعلًا"، ولذلك فهي توصي بالا ينشر المستخدم شيئًا لا يرغب في أن يكون معلنًا للجميع.

ويشير بيترو إلى أمور أخرى يراها غريبة، مثل أن يضغط البعض أعجبني على إعلان وفاة أو خبر سيء آخر.

ويقول: "المقصود من ذلك ليس أن الخبر أعجب المستخدم، ولكن هي إشارة منه أنه اطلع على الرسالة، ولكن أعتقد أنه ينبغي في هذه الحالات كتابة عبارة ما أيضًا لتوضيح هذا القصد".

في بعض الأحيان، يرسل المدراء طلب صداقة لحسابات موظفيهم على فسيبوك، ما قد يسبب احراجًا للموظف. وفي هذه الحالات ينصح بيترو أن يبقى المدراء بعيدين عن حسابات موظفيهم، ولذلك يوصي الموظفين بأن يقترحوا مقابل ذلك الإضافة على مواقع أخرى ذات اهتمامات مهنية مثل لينكدين.

ودخلت اللياقات الافتراضية الالكترونية على معهد اميلي بوست الذي يعنى منذ نصف قرن بالتدريب على قواعد السلوك.

ويقول دانيال بوست سينينغ الذي وضع كتابًا حول هذا الموضوع العام الماضي: "لقد غيرت التكنولوجيا حياة الناس، وبات الناس مثلًا يهتمون بمن هم بعيدون عنهم على حساب من هم قريبين"، موصيًا بأن يتحلى المرء بإرادة الانفصال عن الانترنت وإطفاء الهاتف النقال أو جهاز الكومبيوتر.

وتتيح مواقع التواصل أن تتنشر الرسائل بسرعة فائقة، مسببة مشكلات كبيرة لا يمكن تداركها في بعض الأحيان.

وتقول يوفي: "هناك أشخاص فقدوا أعمالهم بسبب تغريدات على تويتر اعتبرت غير مناسبة وانتشرت بسرعة كبيرة".

وفي الآونة الأخيرة، أثارت شركة الخطوط الجوية الهولندية استياءً واسعًا حين غردت على تويتر "اديوس اميغوس" (الى اللقاء يا اصدقاء)، ساخرة من هزيمة المكسيك أمام هولندا في مباريات كأس العالم لكرة القدم. وقد عادت الشركة الهولندية وقدمت اعتذاراتها، لكن الضرر كان قد وقع، وعلى نطاق واسع.

 

التعليقات