01/10/2014 - 20:48

في غزة يحولون بقايا صواريخ الاحتلال لتحف فنية

في وسط غرفة استقبال الضيوف في منزل المواطن حسام الضابوس في مدينة غزة، هناك أربع مزهريات يتبين بعد التدقيق فيها أنها بقايا صواريخ وقذائف اسرائيلية أعيد ترميمها بشكل فني.

في غزة يحولون بقايا صواريخ الاحتلال لتحف فنية

في وسط غرفة استقبال الضيوف في منزل المواطن حسام الضابوس في مدينة غزة، هناك أربع مزهريات يتبين بعد التدقيق فيها أنها بقايا صواريخ وقذائف اسرائيلية أعيد ترميمها بشكل فني.

وحصل هذا الشاب (33 عاما) على بقايا هذه الصواريخ والقذائف الإسرائيلية من أرض حدودية مع إسرائيل شمال غزة، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وكانت إسرائيل قد أطلقت عشرات آلاف الصواريخ خلال العدوان الذي شنته على قطاع غزة في الثامن من تموز (يوليو) الماضي واستمر أكثر من خمسين يوما، قتل خلاله 2100 فلسطيني على الأقل.

وقال الضابوس الذي يسكن في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع: "أخذت الصاروخين كذكرى لكن الأهل والجيران خافوا من منظرهما، ففكرت بالرسم عليهما لتصبحا تحفتين جميلتين".

وأضاف: "أردت أن احتفظ بهما ليراهما أطفالي حين يكبرون وأخبرهم أنهما من مخلفات عدوان 2014 ،الذي سقط خلاله أكثر من ألفي شهيد وكيف حولت القتل إلى حياة بعمل مزهرية من هذه الصواريخ".

ومع افتقاره للخبرة في الأعمال الفنية، لجأ الشاب الذي يعمل في انتاج العسل إلى جاره الذي يمتلك ورشة للتصميم والإعلانات لمساعدته في تزيين هذه القذائف.

لكنه لاحظ إقبالا واسعا من أصدقائه وجيرانه على اقتناء بقايا هذه الصواريخ المزينة، ما دفعه للتفكير في استثمار الفكرة لعمل عدد أكبر منها وبيعه كما يقول. وفي سبيل الحصول على المزيد من بقايا الصواريخ الإسرائيلية وتزيينها، لجأ للشرطة.

وأوضح "طلب مني العشرات أن اقوم بعمل تحف لهم من بقايا الصواريخ الإسرائيلية، لذلك ذهبت للشرطة لأحصل على عدد كبير منها وفعلا أعطوني تصريحًا لأخذ العدد الذي أريده بشرط استخدامه في الأعمال الفنية فقط".

لكن بالرغم من حصوله على تصريح من الشرطة بأخذ أي عدد يريده من بقايا هذه الصواريخ، إلا أنه اكتفى بأخذ دفعة أولى من نحو عشرين قطعة متنوعة بين قذائف مدفعية وطيران وهاون. وقال "أخشى أن يعتقد الناس أنها صواريخ حقيقية، فتقوم اسرائيل بقصف منزلي".

ويرفض الضابوس الإفصاح عن السعر الذي سيبيع به هذه التحف مبينا أن ذلك يعتمد على نوعها والعمل الذي سنقوم به فيها، مشيرا إلى أنه ينوي عرضها في معرض.

أما خضر أبو ندى (32 عاما)، أحد الزبائن الذين طلبوا من الضابوس تزيين بقايا صاروخ إسرائيلي له، فيقول "أعجبتني الفكرة، أريد أن أحصل على تحفة من بقابا صواريخ إسرائيل التي يقتلوننا بها".

ويتابع الشاب الذي دمر مصنعه لصناعة مواد التنظيف شرق مدينة غزة في العدوان الأخير "سأضع المزهرية في بيتي وأزرع فيها الورود، فالله يحب السلام ونحن في غزة كذلك".

وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، يزين محمد الزمر (33 عاما) أيضا حديقة منزله بالعديد من التحف التي صنعها من بقايا صواريخ وقذائف الهاون الإسرائيلية وأيضا بعض الشظايا التي تطاير عدد منها على منزله في العدوان الإسرائيلي الأخير.

ويشير الشاب الذي يعمل نادلا في مقهى إلى بقايا صاروخ مدفعية اسرائيلية كتب عليه "لا للحرب، كفى" إلى جانب خريطة رسمها لفلسطين، ويقول "هذه رسالتي".

ويتابع "نحن شعب نحب الحياة لكن ما يفرضه علينا الاحتلال هو القتل والدمار، أريد تحويل القتل والحرب الإسرائيلية إلى حياة فلسطينية نابضة بالحب والحياة".

ويرفع شظية صاروخ اسرائيلي قام بتثبيتها على لوح خشبي وزينها بشريط قماشي، وكتب عليها "نحن شعب لا نستسلم إما ننتصر أو نموت" ويقول: "أعتز بهذه القطعة، فهذه الشظية سقطت على منزلي في العدوان الأخير ونجوت حينها من الموت بأعجوبة".

ورغم أن الشاب لم يتلق دراسة جامعية أو أي دورات في الفنون الجميلة، إلا أنه يعلق العديد من اللوحات التي رسمها في منزله وفي الحديقة مستخدما في بعضها عددا من الرصاصات الإسرائيلية الفارغة.

وتتصدر حديقة منزله نوتة موسيقية يطلق عليها "سيمفونية الموت والحياة" صنعها من الخشب وعلق عليها عددًا من الرصاصات الإسرائيلية متفاوتة الأحجام، وقنبلة إلى جانب ريشة للرسم و"مفتاح العودة" الذي يرمز إلى حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة لأراضيهم التي هجروا منها في العام 1948.

وفي الجهة المقابلة من الحديقة أيضا، يحتفظ الزمر بصاروخ أطلقته طائرات اف-16 إسرائيلية وما زال يحتوي على مادة متفجرة، إلا أنه يقول إن "الرأس الكيميائي الذي يقوم بتفجيره انتزع منه".

ولم ينته الشاب من العمل على هذا الصاروخ الذي كتب عليه عدد من أسماء الاطفال الذين استشهدوا في العدوان الأخير. ويقر أن جمع هذه الصواريخ محفوف بالمخاطر. ويقول "قد أذهب لإحضار بعض من بقايا هذه الصواريخ وأموت".

التعليقات