14/01/2015 - 15:15

المعارض الأكبر سنا في الصين يحتفي بعيد ميلاده التاسع بعد المئة

ولد تشو يوغوانغ في عهد آخر أباطرة الصين، ويحتفل اليوم مؤسس نظام بينيينغ لكتابة الصينية بالأحرف اللاتينية بعيده التاسع بعد المئة، ويبقى على قناعته الثابتة بأن مستقبل البلاد هو رهن الديموقراطية.

 المعارض الأكبر سنا في الصين يحتفي بعيد ميلاده التاسع بعد المئة

ولد تشو يوغوانغ في عهد آخر أباطرة الصين، ويحتفل اليوم مؤسس نظام بينيينغ لكتابة الصينية بالأحرف اللاتينية بعيده التاسع بعد المئة، ويبقى على قناعته الثابتة بأن مستقبل البلاد هو رهن الديموقراطية.

وصرح عالم اللسانيات والمعارض الأكبر سنا على الأرجح على وجه الأرض لوكالة فرانس برس، 'بعد 30 عاما من الإصلاحات الاقتصادية، لا يزال ينبغي على الصين أن تسير على درب الديموقراطية'. وأضاف: 'إنه الدرب الوحيد ولطالما كنت مقتنعا بذلك'.

ويعرف تشو بـ'أبو البينيينغ' وهو نظام يسمح بكتابة الرموز الصينية بالأحرف اللاتينية اعتمد في الخمسينيات في الجمهورية الشعبية وبات اليوم يستخدم من قبل مئات ملايين الأشخاص في الصين وفي العالم أجمع لتعلم اللغة الصينية التي لا أبجدية لها.

ويعيش هذا الرجل المتواضع في شقة ضيقة في بكين كلها كتب، من بينها عشرات الكتب من تأليفه. وعترف تشو 'لا أشعر بالفخر. ولا أظن بأنني قمت بإنجاز كبير'.

ولد تشو في عائلة أرستقراطية سنة 1906، وعايش السنوات الأخيرة لسلالة كينغ (1644 - 1911) قبل الإطاحة بها، درس في شنغهاي ثم اليابان قبل أن يلجأ مع زوجته وطفليه إلى شونغكينغ خلال الاجتياح الياباني ويعمل في مصرف في وول ستريت بعد العام 1945، والتقى بألبرت آينشتاين مرتين عند أصدقاء في برينستاون.

وعاد إلى الصين بعد انتصار ماو سنة 1949، وكتب في فترة لاحقة 'كان الشيوعيون يقدمون أنفسهم في تلك الفترة على أنهم ديموقراطيون'. ودرس الاقتصاد وعين مستشارا لتشو إن لاي الرجل الثاني في النظام.

وفي عام 1955، كلف رئيس الوزراء هاوي الألسنيات هذا برئاسة لجنة شكلت لإصلاح اللغة الصينية ومكافحة الأمية، واستند إلى نظام أعد في الاتحاد السوفياتي لنقل رموز اللغة الصينية إلى أحرف لاتينية في إطار ما يعرف بالبينيينغ (أي حرفيا المجموعات الصوتية) الذي بات يعلم حكما لجميع متعلمي اللغة الصينية.

وأدى تطور هذا النظام دورا أساسيا في انتشار اللغة المندرية وتعليمها، علما أن 90 % من سكان البلاد يتكلمونها اليوم، في مقابل 20 % لا غير في الخمسينيات. وأضفت سلطات بكين طابعا رسميا على نظام بينيينغ الذي حل محل غيره من أنظمة نقل الرموز الصينية.

وقال لوو ويدونغ، الأستاذ المحاضر في جامعة اللغات في بكين، 'يتعذر على القارئ لفظ الرمز الصيني بمجرد النظر إليه، لذا كان البينيينغ كثير الإفادة في التعليم'. واستخدم هذا النظام خصوصا في ربط اللغة المندرية بالرموز المعلوماتية.

لكن إنجاز تشو لم يجلب له استحسان نظام ماو، فقد أمضى المفكر سنيتن في معسكر الأشغال وكان يفترش الأرض خلال الثورة الثقافية (1966 - 1976). وكتب عن زملائه في المعسكر: 'عندما تكونون في عداوة، من الأفضل لكم أن تكونوا متفائلين، فالمتشائمون أكثر عرضة للموت'.

وأضاف: 'بصراحة، ليس لدي أي تعليقات إيجابية على ماو تسي تونغ'، معتبرا أن 'ازدياد الصينيين ثراء ليسا مهما فالتقدم البشري هو، لا محال، تقدم نحو الديموقراطية'. وتقاعد تشو عندما كان في الخامسة والثمانين وألف منذ تلك الفترة عدة كتب يدافع فيها عن فكرة أن الإصلاحات الاقتصادية لا تجدي نفعا من دون تغيير سياسي.

وأكد ختاما أن المشكلة ليست في الرئيس بل 'في النظام حيث لا مكان فيه لحرية التعبير'.

التعليقات