15/01/2015 - 18:49

"الفاشلون" الصينيون فوتوا عليهم قطار النمو الاقتصادي

ليس لتشاو جون (30 عاما) حبيبة أو مدخرات أو وظيفة جيدة، وهو باختصار مثال عما يعرف بالصين ب "دياوزي"، أي الفاشلين الذين فاتهم الالتحاق بركب النمو الاقتصادي.

ليس لتشاو جون (30 عاما) حبيبة أو مدخرات أو وظيفة جيدة، وهو باختصار مثال عما يعرف بالصين ب "دياوزي"، أي الفاشلين الذين فاتهم الالتحاق بركب النمو الاقتصادي.

وبحسب دراسة شاركت في إعدادها جامعة بكين العريقة عن هؤلاء الفاشلين الذين يحصون بالملايين في الصين، يقر 72% بأنهم غير راضين عن أحوالهم. ولدى أكثر من ثلثهم ميول للإحباط، وأغلبيتهم عزب نزحوا من مسقط رأسهم.

وصل تشاو جون الذي أصله من جيانغسو إلى بكين سنة 2006، وبالرغم من الشهادات التي حاز عيلها من جامعة العلوم والتكنولوجيا في هاربين، لا يكسب سوى 3 آلاف يوان (393 يورو) في الشهر الواحد في شركة تزيين.

وصرح لوكالة فرانس برس: "أسكن في شقة أرضية غرب بكين أستأجرها مقابل 500 يوان (65 يورو) في الشهر الواحد، وأعجز عن ادخار الأموال، إذ لأن المعيشة جد غالية هنا".

وكشفت الدراسة التي أجريت بين الأول من أيلول (سبتمبر) و الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، أن "الفاشلين" ينفقون ما يعادل 39 يوان (5 يوروهات) على ثلاث وجبات غذائية يومية، ويملكون هاتفا ذكيا يعمل بنظام تشغيل "أندرويد" من ماركة صينية أرخص بكثير من هاتف "آي فون".

وتنهكهم ساعات العمل الإضافية (في 70% من الحالات) والتنقلات الطويلة في وسائل المواصلات العامة، ويلجأون للنوم أو ينفسون عن ضغطهم من خلال معاقرة الخمر.

ويمضون عموما أوقات فراغهم وهم يلعبون ألعاب الفيديو ويشربون بيرة رخيصة الكلفة أو يدخنون سجائر لا يتخطى سعر علبها اليورو الواحد.

ويبدو أن الطريق مسدود في وجه هذه الفئة من السكان، حتى لو كان هؤلاء الشباب يعملون في قطاع التكنولوجيات الجديدة. وكان مصطلح "دياوزي" المتدوال بداية على الإنترنت يحمل أولا مدلولات سلبية، لكنه أصبح في ما بعد رمزا للفخر والتضامن في أوساط شبان يعتزون بأنهم ليسوا لا موظفين حكوميين ولا أبناء محظيين.

ويتشارك آي كي البالغ من العمر 28 عاما غرفة مع زميل آخر في أحد المباني القرميدية الحمراء التي شيدت في بكين في الخمسينيات لاحتواء تدفق النازحين. وكشف الشاب الذي استقال من عمله في درا نشر في نيسان (أبريل) أن "مفهوم دياوزي يعني أننا لا نملك نقودا ... وكنت أشعر بالإحباط كل مرة كنت أدخل فيها إلى المكتب وقلت في نفسي إنني لا أستطيع الاستمرار على هذه الحال".

فخاض غمار التجارة الإلكترونية على موقع "تاوباو" (أي نظير "إي باي" في الصين)، لكن مشروعه باء بالفشل. وهو يريد اليوم مغادرة العاصمة.

وبحسب الدراسات، يجاهر عشرات ملايين الصينيين بانتمائهم إلى فئة دياوزي، تحديا على الأرجح لمجتمع مادي يهمشهم أو رفضا لاستهلاك مرتفع الوتيرة يشهدون عليه من بعد.

وقد تكون ردة فعلهم هذه ناجمة عن الضغوطات الكثيرة المفروضة عليهم اجتماعيا لإحراز مسيرة مهنية جيدة والزواج وامتلاك العقارات. وتطرقت "صحيفة الشعب" الرسمية إلى موضوع هذه الثقافة المضادة، وكتبت أنه "ينبغي التخلي عن هذه ميول المذمة الذاتية هذه والتنديد بها، إذ أنها تؤذي كثيرا روح الشباب".

وكان فينغ شياوغانغا، المخرج المفضل عند الصينيين قد نعت ب "الأغبياء" هؤلاء الذين يجاهرون بانتمائهم إلى هذه الفئة في رسالة على الإنترنت تم تداولها عشرات آلاف المرات.

وفي الهرم الاجتماعي الصيني، يقابل مصطلح "دياوزي" مصطلح "غاوفوشاي" الذي يدل على الرجال "الكبار والوسماء والأثرياء" و"بايفوماي" الذي يعني النساء "الثريات والحسنوات والفاتحات البشرة".

وقد نشرت شركة لإنتاج ألعاب الفيديو مصطلح "الفاشلين" بالرموز الصينية على الشاشة العملاقة الشهيرة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، لكن سرعان ما سحبته بعد أن اعتبر الإعلان جد سوقي.

التعليقات