07/06/2015 - 16:02

باحثون يتصفحون الإنترنت بحثا عن الجهاديات

وفي الحساب ذاته كميّة من التغريدات المُعادة ولقطات فيديو دعائية لتنظيم (داعش) ومقالات صحافيّة خصوصًا خلال فترة الهجوم على المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو في باريس في كانون الثاني/يناير الماضي.

باحثون يتصفحون الإنترنت بحثا عن الجهاديات

 تتفحص ميلاني سميث، الباحثة في كينغز كوليج، في أحد المكاتب في وسط لندن بواسطة جهاز الكمبيوتر الخاص بها حسابًا على موقع تويتر يعود لمراهقة تبلغ من العمر 17 عاما انضمت إلى تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).

وتقول الباحثة البالغة من العمر 23 عامًا 'هنا إعلان لحظة مقتل زوجها'، في تغريدة تعود إلى أشهر خلت حيث يمكن قراءة عبارة 'أتضرع أن يتقبل الله زوجي شهيدًا'.

وفي الحساب ذاته كميّة من التغريدات المُعادة ولقطات فيديو دعائية لتنظيم (داعش) ومقالات صحافيّة خصوصًا خلال فترة الهجوم على المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو في باريس في كانون الثاني/يناير الماضي.

وهذا الحساب واحد من تلك الحسابات العائدة لسلمى هالاني، الطالبة التي فرت من مانشستر في تموز/يوليو 2014 مع شقيقتها التوأم زهراء، للانضمام إلى تنظيم 'داعش' في سوريا.

والتوأم هالاني من بين نحو 550 من النساء في الدول الغربية انضممن إلى التنظيم في سوريا والعراق.

ووضعت سميث وزميلتها ارين سلتمان من معهد الحوار الاستراتيجي قائمة تتضمن 108 من مجموعة النسوة عبر التدقيق في أنشطتهن على شبكات التواصل الاجتماعي، ضمن مشروع يهدف إلى فهم أفضل لدور الجهاديّات.

ولا تتبادل الباحثتان الحديث مع الجهاديات إنما تتابعان أنشطتهن عبر شبكة الإنترنت.

وتقول سلتمان، الخبيرة في شؤون التشدد والتطرف العنيف، ضاحكة 'نحن نختلس النظر' للحصول على معلومات.

وتضيف الباحثة (30 عاما) 'بالإمكان رؤية مشاهد مزعجة مثل نحر الرؤوس وأطفال قتلى وهذا ليس سهلا دائما'.

وقد تعرض بعض الباحثين العاملين في هذه القضايا لعوارض الإجهاد ما بعد الصدمة، وأصبحوا أهدافًا بحد ذاتهم.

وأشارت سلتمان 'أنا شخصيا تلقيت تهديدات بالقتل'.

وقد بدأت سميث العمل قبل عام لإنشاء قاعدة البيانات هذه عبر أرشفة الرسائل التي تكتبها هؤلاء النسوة، وأصغرهن سنا في ال14 من العمر فقط.

وقالت 'إنني أظهر تعاطفا مع الأصغر سنا لكن هذا الشعور يختفي عندما يصبح الخطاب أكثر تطرفا'.

والأبحاث محدودة بالضرورة كونها تركز خصوصا على الحسابات باللغة الإنكليزية.

وكانت دراسة أميركية أخيرة كشفت أنه ما لايقل عن 46 ألف حساب في موقع تويتر من مؤيدي تنظيم 'الدولة الإسلامية' مشيرة إلى أن ثلثيها تستخدم اللغة العربية.

وأدى تحليل الحسابات ال 108 إلى التشكيك في مقولة الزوجات 'الساذجات' بحيث يظهر اقتناعهن أيديولوجيا بشكل مساو للرجال.

ولأنه يسمح لهن المشاركة في القتال، فإنهن يستخدمن شبكات التواصل الاجتماعي لبث الدعاية والتباهي بتقديم العناية الطبية أو الرفقة بين 'الأخوات' سعيا وراء جذب مجندات.

لكن في بعض الأحيان فإن الإشارة إلى معاناتهن جراء التخلي عن العائلة تبدو واضحة من خلال رسائلهن.

كما يظهر في بعض الأوقات هاشتاغ 'لا أحد يعتني بالأرامل' ما يشير إلى أن بعضهن يشعر بالوحدة إثر مقتل أزواجهن.

وتستخدم الكثير من الفتيات 'القابا' لإخفاء هوياتهن الحقيقية ما يستدعي إغلاق حساباتهن بسبب انتهاك القواعد الخاصة ببث مواد متطرفة.

وتقول الباحثتان أنهما تبلغان تويتر أو فيسبوك عندما تشير إحداهن إلى هجمات فعلية كما اتصلت الشرطة بهما إثر تنبيه وجهتاه بهذا الخصوص.

ومع ذلك، فإنهما تعتبران أن الرقابة تأتي بنتائج عكسية.

وقالت سميث إنه 'اذا قمت بإغلاق حساب، فسيتم فتح ثلاثة آخرين'.

وإدراكا منهن بأن أنشطتهن على شبكات التواصل الاجتماعي خاضعة للرقابة والتدقيق من قبل الباحثين وأجهزة الأمن خصوصا، تستخدم هؤلاء النسوة تطبيقات على الشبكات الخاصة مثل كيك وشورسبوت وويكر وواتساب لإعطاء تفاصيل حول الطرق الواجب اتباعها للوصول إلى سوريا.

التعليقات