25/12/2017 - 15:55

بيت لحم في الميلاد: القدس عاصمة فلسطين

ومنذ صباح أمس الأحد، بدأت الاحتفالات الدينية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، احتفالا بعيد الميلاد لهذا العام، للطوائف التي تسير حسب التقويم الغربي، تحت شعار "القدس عاصمة دولة فلسطين".

بيت لحم في الميلاد: القدس عاصمة فلسطين

(وفا)

دعا حارس الأراضي المقدسة، بيير باتستا بيتسابالا، في كلمة له خلال قداس منتصف الليل (الأحد/ الإثنين) للصلاة من أجل مدينة القدس ومن أجل السلام لها.

جاء ذلك في احتفالات عيد الميلاد المجيد، حسب التقويم الغربي، في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وقال إن "هذه الليلة بداية جديدة للخلاص علينا اغتنامها".

ولفت بيتسابالا إلى أن "عيد الميلاد دعوة لبداية جديدة (...) الصراع مستمر من حولنا في كل يوم".

وطالب الجميع بالصلاة من أجل مدينة القدس، ومن أجل السلام للقدس.

ودعا أصحاب القرار في المنطقة للتحلي بالشجاعة والجرأة من أجل مستقبل الأجيال للعيش بسلام، وقال: "نحن بحاجة إليكم، أحزموا أمركم ولتكن لكم رؤية واضحة".

ولفت إلى أن مدينة القدس هي مدينة "السلام، وأمٌ تحب الجميع".

وشهدت ساحة كنيسة المهد حضور مئات المسيحيين العرب والأجانب رغم الأمطار، حيث احتشد المحتفلون في قاعات مركز السلام بجوار الساحة.

وحضر القداس، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس وزرائه، رامي الحمد الله، ووزراء من حكومته، ودبلوماسيين عرب وأجانب.

ومنذ صباح أمس الأحد، بدأت الاحتفالات الدينية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، احتفالا بعيد الميلاد لهذا العام، للطوائف التي تسير حسب التقويم الغربي، تحت شعار "القدس عاصمة دولة فلسطين".

وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، إن مدينة بيت لحم "تؤكد اليوم على حقيقة رسالتها الإنسانية رسالة السلام والمحبة، رغم الاحتلال وممارساته بحق المدينة".

وخاطب العالم قائلا: "مسيحيو بيت لحم اليوم يؤكدون رغم المحن، تمسكهم بحقوق شعبهم بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

وفي ساحة كنيسة المهد، والتي يعتقد المسيحيون أنها بنيت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، عليه السلام، بدأت الفرق الكشفية عروضها منذ صباح الأمس، وتستمر حتى مساء اليوم.

ومنذ بداية الشهر الجاري زينت البلدية، شوارع وساحات المدينة، بزينة الميلاد، ونُصبت لافتات على مداخل البلدة القديمة، وفي ساحة الكنيسة، كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "القدس عاصمة دولة فلسطين".

بدوره قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون المسيحية، زياد البندك، إن رسالة الميلاد لهذا العام "رسالة أمل وسلام، وتحد ومقاومة".

وأَضاف البندك: "هذا العام يمر شعبنا بظروف صعبة إثر اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن شعبنا يصر على المواجهة لإحباط كل المؤامرات التي تحاك ضده".

وقال: "اليوم نعيش احتفالات أعياد الميلاد المسيحية ونفرح، فالفرح مقاومة، شعبنا يقاوم بطرق مبتكرة في كل الأوقات".

وأضاف البندك: "احتفالات هذا العام تؤكد أن القدس عاصمة لدولة فلسطين الأبدي".

بدوره، قال رئيس حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن الشعب الفلسطيني يحتفل هذا العام بعيد الميلاد "منتصرا على قرار ترامب، من خلال تصويت 128 دولة في الجمعية العامة للיمم المتحدة لصالح المشروع الفلسطيني".

وأضاف: "رسالة الميلاد هي رسالة صمود ومقاومة، رسالة أن القدس عاصمة لدولة فلسطين".

وقالت سلمى أنطوان (فتاة من بيت لحم) بينما كنت تتجول في ساحة الكنيسة: "اليوم عيد وفرح بالرغم مما تشهد بلادنا من توتر إثر اعلان الرئيس الأميركي"، وأَضافت:" بيت لحم اليوم تؤكد إن القدس عاصمة دولة فلسطين".

وكانت الطوائف المسيحية ومحافظة بيت لحم قد قررت اقتصار مظاهر الاحتفال في ساحة كنيسة المهد الليلة، على الشعائر الدينية وقداس منتصف الليل، وذلك نصرة للقدس احتجاجا على قرار ترامب.

ويأتي هذا القرار وسط انخفاض ملحوظ في أعداد الفلسطينيين الذين توافدوا إلى بيت لحم لإحياء عيد الميلاد المجيد بسبب حواجز الاحتلال الإسرائيلي التي تحاصر المدينة.

كما أقدمت الطوائف المسيحية في قطاع غزة على نفس الخطوة وألغت احتفالات العيد، واكتفت بأداء قداس منتصف الليل والصلوات العامة في الكنيسة.

وأثار اعتراف ترامب، في 6 من ديسمبر/ كانون أول الجاري، بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة، رفضا دوليا واسعا.

وأقرت الأمم المتحدة، الخميس، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار يؤكد اعتبار مسألة القدس من "قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وبيت لحم مدينة تاريخية تكتسب قدسيتها من احتوائها على كنيسة المهد التي يعتقد أن عيسى عليه السلام ولد في الموقع الذي قامت عليه.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي (من بينها الكاثوليك) بعيد الميلاد يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر، بينما تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي (بينها الأرثوذكس) بالعيد يوم 7 كانون الثاني/ يناير الجاري.

التعليقات