على مرّ السنين، أصبحت شركات الأثاث الكبرى مثل IKEA وAshley Furniture وغيرها أسماء مألوفة، حيث تقدّم مجموعة واسعة من المفروشات وبأسعار معقولة، ومع ذلك، فإنّ إنتاج ومصادر الموادّ اللازمة لهذه المنتجات أثار مخاوف بشأن تأثيرها البيئيّ، لا سيّما فيما يتعلّق بإزالة الغابات وتدهورها.
وتعتبر صناعة الأثاث العالميّة صناعة ضخمة، إذ تبلغ قيمتها السوقيّة أكثر من 450 مليار دولار سنويًّا، حيث يقوم اللاعبون الرئيسيّون في هذه الصناعة بالحصول على الموادّ من جميع أنحاء العالم لتلبية الطلب على منتجات الأثاث المتنوّعة وبأسعار معقولة، إذ يعدّ الخشب أحد الموادّ الأساسيّة المستخدمة في إنتاج الأثاث، وغالبًا ما يؤدّي مصدره إلى عواقب بيئيّة كبيرة، خاصّة عندما لا تعطي الشركات الأولويّة للممارسات المستدامة.
وواحدة من أهمّ المخاوف المتعلّقة بتأثير شركات الأثاث على الغابات هي إزالة الغابات، حيث تعدّ الغابات موطنًا لأنواع لا حصر لها من النباتات والحيوانات والكائنات الحيّة الدقيقة، وعندما تتمّ إزالتها، تفقد هذه الأنواع موطنها، وقد يواجه الكثير منها خطر الانقراض، كما تلعب الغابات دورًا حيويًّا في التخفيف من تغيّر المناخ عن طريق امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون، تؤدّي إزالتها إلى إطلاق الكربون المخزّن مرّة أخرى إلى الغلاف الجوّيّ، ممّا يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراريّ والاحتباس الحراريّ.
وخضعت ايكيا، باعتبارها واحدة من أكبر شركات بيع الأثاث بالتجزئة في العالم، للتدقيق بسبب ممارساتها في مجال مصادر الأخشاب، ومع ذلك، اتّخذت الشركة عدّة خطوات لمعالجة تأثيرها على الغابات وتعزيز الاستدامة، وإحدى المبادرات الرئيسيّة الّتي تبنّتها ايكيا هي شراكتها مع مجلس رعاية الغابات (FSC).
ويعتبر مجلس رعاية الغابات هو منظّمة دوليّة تعمل على تعزيز الإدارة المسؤولة للغابات، وهي تضع معايير للغابات المستدامة وتصادق على المنتجات الّتي تلبّي هذه المعايير، حيث تلتزم ايكيا بتوريد جزء كبير من منتجاتها الخشبيّة من مصادر معتمدة من مجلس رعاية الغابات (FSC)، وهذا يضمن أنّ الخشب المستخدم في أثاث ايكيا يأتي من غابات تتمّ إدارتها بطريقة مسؤولة بيئيًّا واجتماعيًّا.
واضطرت شركة ايكيا لبذل جهود لزيادة الشفّافيّة في سلاسل التوريد الخاصّة بها، حيث تتبّع أصول منتجاتها الخشبيّة إلى الغابات حيث تمّ حصاد الأشجار، ممّا يسمح بمزيد من المساءلة وضمان أنّ الأخشاب تأتي من مصادر قانونيّة ومستدامة.
في حين أنّ شركات الأثاث الكبرى اضطرت لأخذ إجراءات كبيرة لمعالجة تأثيرها البيئيّ، إلّا أنّ التحدّيات لا تزال قائمة، حيث يمكن أن تكون سلاسل التوريد العالميّة لهذه الشركات معقّدة، ممّا يجعل من الصعب تتبّع أصول جميع الموادّ المستخدمة في منتجاتها، وضمان الحصول على جميع الأخشاب من مصادر مستدامة هو عمليّة مستمرّة تتطلّب يقظة مستمرّة، ويمكن أن تكون تلبية متطلّبات المستهلكين المهتمّين بالتكلفة مع الالتزام بالممارسات المستدامة بمثابة عمليّة توازن دقيقة، حيث لا يرغب بعض العملاء في دفع أسعار أعلى مقابل الأثاث الصديق للبيئة، ممّا يجعل من الصعب على الشركات إعطاء الأولويّة للاستدامة.
وفي حين أنّ شهادات مثل FSC تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الغابات المستدامة، فإنّ الإنفاذ والرصد يمكن أن يشكّل تحدّيًا، لا سيّما في المناطق الّتي تعاني من ضعف الإدارة والتنظيم.
التعليقات