بذكرى 25 يناير.. الشعب المصري ما زال يتوق للحرية

تصادف اليوم الذكرى السابعة لاندلاع ثورة 25 كانون الثاني/يناير في مصر والتي انطلقت وقتها تزامناً مع الاحتفالات السنوية بعيد الشرطة، حين قرر مجموعة من الشباب تنظيم مظاهرة اعتراضا واحتجاجا على ممارسات الشرطة التي أودت بحياة العشرات تحت التعذيب.

بذكرى 25 يناير.. الشعب المصري ما زال يتوق للحرية

(أ.ف.ب.) أرشيف

تصادف اليوم الذكرى السابعة لاندلاع ثورة 25 كانون الثاني/يناير في مصر والتي انطلقت وقتها تزامناً مع الاحتفالات السنوية بعيد الشرطة، حين قرر مجموعة من الشباب تنظيم مظاهرة اعتراضا واحتجاجا على ممارسات الشرطة التي أودت بحياة العشرات تحت التعذيب، كان آخرهم وقتها خالد سعيد، الشاب الذي توفي وظهرت صورة بشعة له أثارت قلق المصريين بشدة.

دعوة عبر الفضاء الافتراضي لم يلتفت إليها الكثيرون، استجاب لها الآلاف عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وترجمها المئات على أرض الواقع يوم 25 يناير 2011، للمطالبة بـ"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

لم يكن يتخيل أحد أن تتحول تلك المظاهرات إلى ثورة عارمة شملت عشرات المحافظات المصرية لتشهد البلاد واحدة من أكبر الثورات في تاريخها انتهت بعزل الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وكي لا يتكرر مشهد الثورة، أكدت وزارة الداخلية المصرية أنها استعدت لفعاليات ذكرى 25 يناير، اليوم، بحوالي 260 ألف ضابط وجندي.

وقالت الوزارة في بيان لها إن أجهزة الأمن على اتم الاستعداد لمواجهة احتمال تنظيم مظاهرات في كافة الميادين والمباني والمنشئات في ذكرى احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير، وإن كافة دعوات جماعة الإخوان المسلمين "التي تهدف لإرباك الصف وشق النسيج الوطني"، حسب الوزارة، "مرصودة ويتم توجيه ضربات أمنية استباقية لإجهاض تلك الدعوات وإنه تم ضبط عدد من مخازن السلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين".

ودعا تحالف دعم الشرعية التابع لجماعة الإخوان المسلمين، أنصاره "للنفير العام" لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير بدءا من يوم غد، الجمعة، بالميادين الرئيسية، ودعا التحالف إلى الحشد بدءا من الجمعة "لإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية" على حد وصف البيان، والتوجه إلى ميداني التحرير بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية.

دخلت مصر بعد هذه الثورة في عدد من الاستحقاقات الانتخابية ما بين تعديل الدستور وانتخابات برلمانية ورئاسية انتهت بفوز الرئيس الأسبق محمد مرسي وغالبية للإخوان المسلمين بالبرلمان. لتتصاعد الاتهامات لهم بإقصاء باقي التيارات السياسية ومحاولات "أخونة الدولة".

لم يكمل مرسي عامه الأول حتى اندلعت أحداث 30 حزيران/يونيو لتنتهي بانقلاب عسكري وعزله، بعدها ترشح قائد الجيش المصري ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وجرت انتخابات شكلية نافسه فيها حمدين صباحي ليفوز السيسي. وتستعد مصر هذه الأيام لانتخابات رئاسية جديدة وسط حالة عامة من التشكك في جدوى المنافسة أمام السيسي.

هناك من يرى بأن الأحداث التي مرت بها مصر أفقدتهم الأمل في الديمقراطية وبأن الأمور لن تصلحها في مصر صناديق توضع فيها الأصوات ليتم ازاحتها فيما بعد إن لم تعجب نتائجها فئة معينة، وهناك من يؤكد بأن البلاد تسير بالفعل على طريق بناء ديمقراطية جديدة بعد إنقاذها من مصير دول أخرى تحيط بها.

وشهدت مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 وحتى عام 2013 عددا من الاستحقاقات الدستورية ما بين انتخابات نيابية واستفتاء على الدستور وانتخابات رئاسية. بعد كل ما مرت به مصر، هل ما يزال الشباب يؤمن بالديمقراطية؟

يقول الناشط السياسي محمد عادل: "شاركت بصفتي أحد أعضاء حركة شباب 6 أبريل في ثورة 25 يناير. كنا نؤمن أن هذا اليوم سيأتي قريبا، مع عملنا في التوعية للشباب بضرورة التغيير والإطاحة بسلطة مبارك التي قصمت ظهر الشباب. كنا نؤمن بأن التحول نحو حياة ديمقراطية في البلاد كفيل بأن يضع البلاد على المسار الصحيح نحو بداية نهضة مصرية جديدة، ولكن مع الأسف في ظل التطورات التي شهدتها مصر منذ 3-7-2013، فإن الوضع آخذ في التراجع".

يضيف عادل: "وجدنا أفراداً يتجهون نحو استخدام العنف، بسبب تعامل من هم في السلطة مع الشباب المعارض. نعم البعض شعر بالإحباط رغم كونه مازال مؤمن بالديمقراطية، لكن هذا يدفعنا من أجل العمل على توطين أفكار التغيير والتعامل السلمي مع الأحداث كلها في البلاد، وخاصة مع المجموعات الطلابية والشبابية الجديدة".

ويختتم محمد عادل بالقول: "رغم اعتقالنا لفترات طويلة تراوحت بين3-7، إلا إننا مازلنا مؤمنين بالتحول نحو الديمقراطية، وإيجاد مساحات للتعبير عن الرأي بسلمية في كافة القضايا، لان هذا هو السبيل الوحيد نحو نهضة مصر، أما الانفراد بالرأي فلن يؤدي إلا إلى التراجع في كل المجالات.

 

التعليقات