منظمة "أنتيفا" قد تُدرَج على اللوائح الأميركية للإرهاب... فما هي؟

طالب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإخراج منظمّة "أنتيفا" عن القانون بعدما زعم أنها حفّزت المُتظاهرين على العنف ضد أفراد الآمن. وكرّرت وسائل إعلام هذه الاتهامات، وأصبح اسمها لافتًا في الأخبار الواردة من هناك

منظمة

تظاهرة "أنتيفا" حديثًا (أ ب)

طالب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإخراج منظمّة "أنتيفا" عن القانون بعدما زعم أنها حفّزت المُتظاهرين على العنف ضد أفراد الأمن، فيما كرّرت وسائل إعلام مختلفة هذه الاتهامات، حتى أصبح اسم المنظمة لافتًا في الأخبار الواردة في الأيام الأخيرة، ولا سيّما في ظلّ تصاعُد الاحتجاجات الأميركية المتواصلة، والتي بدأت شرارتها بعد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي، جورج فلويد، على يد أحد عناصر الشرطة.

فما هي هذهِ المنظمّة؟

تُعدّ منظمّة "أنتيفا" حركة محتجين يسارية مناهضة للفاشية تبرز في أثناء الصراعات السياسية سواء في الإنترنت أو في الأماكن العامة، ويقوم أفرادها باستخدام وسائل متنوعة للتعامُل مع معارضيهم من الذين يصفونهم بالعنصريين والفاشيين أو اليمينيين المتطرفين.

ويعارض المحتجون أيضًا الرأسمالية ويعتنق أغلبهم الأفكار الشيوعية والاشتراكية واللا سلطوية مع بعض الأفكار الليبرالية.

وازداد نفوذهم واحتجاجاتهم بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ترشحه للرئاسة الأميركية وثم فوزه بمنصب الرئاسة، واقترح ترامب مؤخرًا تصنيفهم كجماعة إرهابية.

تظاهرة في الولايات المتحدة لمنظمة "أنتيفا" (أ ب)

وقال المؤرخ، والأستاذ في جامعة روتجرز، ومؤلف كتاب "أنتيفا: معاداة الفاشية"، مارك براي، إنه لا "يوجد هيكل هرمي للمنظمة، فهي مجموعة من التكتيكات والأساليب التي تجعل وجودها معروفًا على الفور وعند الجميع، على الرغم من أن الأعضاء غالبًا يميلون إلى تبني وجهات نظر ثورية ومناهضة للاستبداد"، مضيفًا "أنهم يفعلون أشياء مختلفة في أوقات مختلفة وبطرق مختلفة، بعضها يُدلّل على خرقهم للقانون".

ما هي الممارسات والتكتيكات؟

وتشجع أدبيات منظمة "أنتيفا" متابعيها وأعضائها على مراقبة أنشطة الجماعات العنصريّة البيضاء، ونشر المعلومات الشخصية لـ "أعداء" المجتمعات غير الأوروبية والمهاجرين، وتطوير أنظمة تدريب للدفاع عن النفس وإرغام المنظمات الأخرى على إلغاء مناسبات أو كلمات متحدثين وضيوف "داعمة للفاشية"، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس لعام 2018.

وبرزت المنظمة في مظاهرات هامّة ومظاهرات مضادة على مدار السنوات الثلاث الماضية، والتي تنطوي أحيانًا على شجار وإتلاف الممتلكات العامّة. وتحركوا ضد مسيرة "تفوّق العرق الأبيض" في شارلوتسفيل، فيرجينيا، في آب/ أغسطس 2017.

واشتبك أفرادها مرارًا وتكرارًا مع الجماعات اليمينية المتطرفة في بورتلاند، وأوريغون، بما في ذلك في مسيرة الصيف الماضي التي أسفرت عن اعتقالات عديدة.

بالمقابل، تشارك وتبادر منظمة "أنتيفا" في حملات مساعدة أثناء حدوث كارثة طبيعيّة، أو أزمات لاجئين ومهجرين. ويتطوع بعض أفرادها مع الكنائس والجمعيّات، لتوفير ملاذ للمضطهدين.

أعمال العنف التي زعم ترامب بمسؤولية "أنتيفا"، الأسبوع الماضي (أ ب)

ويستخدم نشطاء "أنتيفا" أسلوب "الكتلة السوداء" الذي يرتدي فيه الناس والمتظاهرين جميعًا ملابس سوداء ويغطون وجوههم من أجل إحباط المراقبة وخلق شعور بالمساواة والتضامن بين المشاركين. ويرتدي النشطاء أقنعة لإخفاء هويتهم من المتظاهرين على الجانب أو من الشرطة والكاميرات، خشية ملاحقتهم واعتقالهم.

ما هي جذورها التاريخيّة؟

تعود جذورها التاريخيّة إلى إيطاليا؛ عندما نجح الدكتاتور، بينيتو موسوليني، في توحيد السلطة في ظلّ حزبه الوطني الفاشي في منتصف عشرينيات القرن العشرين، وعلى إثر ذلك ظهرت حركة معادية للفاشية في إيطاليا وبلدان مثل الولايات المتحدة.

وكان العديد من الزعماء المناهضين للفاشية الإيطاليّة في الولايات المتحدة من النقابيين، واللا سلطويين، والاشتراكيين المهاجرين من إيطاليا من ذوي الخبرة في تنظيم العمل والنضال القتالي.

وتُعد المنظمة من الناحية الإيديولوجية، خليفة النشطاء المناهضين للنازية في ثلاثينيات القرن العشرين، فقد عادت الجماعات الناشطة الأوروبية، والتي نُظمت في الأساس لمعارضة الدكتاتوريات الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية، إلى الظهور في سبعينيات وثمانينيّات القرن العشرين من أجل معارضة سيادة البيض وحركة "حليقي الرؤوس"، ثم انتشرت في نهاية المطاف إلى أميركا، بعد الحرب العالمية الثانية.

التعليقات