"نفق الحرية": عامٌ على هروب الأسرى الفلسطينيين من "الخزنة الأكثر إحكاما"

تحل يوم غد الثلاثاء، الذكرى السنوية الأولى، لنجاح 6 أسرى فلسطينيين بانتزاع حريتهم من سجن الاحتلال الإسرائيلي "الجلبوع" عبر نفق حفروه من تحت الأرض.

من محيط سجن "الجلبوع" بعد فرار الأسرى الفلسطينيين الستة (Gettyimages)

تحل يوم غد الثلاثاء، الذكرى السنوية الأولى، لانتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن الاحتلال الإسرائيلي "الجلبوع" عبر نفق حفروه تحت الأرض.

تنفّس الأسرى الفلسطينيون؛ محمود العارضة، محمد العارضة، زكريا الزبيدي، أيهم كممجي، مناضل انفيعات، يعقوب قادري، هواء البلاد في منطقة مرج ابن عامر بعيدًا عن جدران السجون والزنازين التني تنقلوا بينها خلال فترات أحكامهم، لبضعة أيامٍ قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم ومحاكمتهم مجددا.

جدارية تمثّل عملية هروب الأسرى الفلسطينيين (Gettyimages)

فسحة الحرية القصيرة الكبيرة التي عاشها الأسير محمود العارضة كانت لأول مرّة بعد 25 عامًا في الأسر، وكذلك المرة الأولى بعد 20 عاما للأسيرين يعقوب قادري ومحمد العارضة.

طُرِحت قصة "الهروب الكبير" بانتزاع الأسرى حريتهم لبضعة أيام، قضية الأسرى الفلسطينيين عامة في سجون الاحتلال مجددا وبقوّة على الرأي العام الفلسطيني والدولي، ليعيد تذكير الشعب الواقع تحت الاحتلال والعالم أن الأسرى المعزولين في السجون والزنازين، لهم الحق بنيل الحرية والعيش بكرامة بلا قيود الاحتلال.

تفاصيل عمليّة حفر نفق الحرية في سجن "الجلبوع"

واصل الأسرى الستة عملية الحفر تحت الأرض لمدة 9 أشهر بما توفر من أدوات حادة ليصلوا حتى بُعد 25 مترا تحت الأرض من الجانب الآخر لجدار السجن.

صرّف الأسرى التراب المحفور في دورة المياه والمواسير والتي سُدّت أحيانا وهو الأمر الذي كاد أن يعطّل مواصلة العمل على حفر النفق لألّا يُكشف أمرهم.

وحفر الأسرى النفق في ظروف ليست طبيعية في عمق الأرض بلا ظروف عمل أو حياة بحيث ينخفض مستوى الأوكسجين ولا تتوفر الإضاءة والمعدات اللازمة لذلك.

ونجح الأسرى بالخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سم في مراحيض غرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن "الجلبوع" الذي بني عام 2004 وهو يُصنّف "بالأكثر حصانة".

الهروب من "الخزنة"

تمكّن الأسرى الستة من فجر يوم الإثنين (01:50 فجرًا) 6 أيلول/ سبتمبر 2021، من تنفس الحرية والخروج من الحفرة بعد أسوار السجن الذي لُقّب "بالخزنة لشدة إحكامه"، رغم أن برج المراقبة يتمترس تماما فوق فوّهة الحفرة، إلا أن أحدًا لم يلحظهم، ولم يرصد مراقب الشاشات تحرك الأسرى بمحيط أسوار السجن، والكلاب الشرطوية لم تنبح كذلك.

محكوميات أسرى "نفق الحرية"

محمود العارضة (47 عاما) من بلدة عرابة جنوب جنين والمحكوم بالسجن مؤبد و15 عاما، أمضى في سجون الاحتلال (29 عامًا ونصف) فقد سبق أن اعتقل لـ3 أعوام ونصف عام 1992، ويعقوب قادري (50 عاما) من بير الباشا جنوبي جنين، والمحكوم بمؤبدين و35 عاما، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عامًا، وأيهم كممجي (36 عاما) من كفر دان غرب جنين والمحكوم بمؤبدين، أمضى في سجون الاحتلال 17 عامًا، ومناضل انفيعات (27 عاما) من يعبد (موقوف منذ 3 سنوات)، ومحمد العارضة (40 عاما) من عرابة جنوب جنين، والمحكوم ثلاثة مؤبدات و20 عاما، وأمضى في سجون الاحتلال 20 عاما ونصف، وزكريا الزبيدي (46 عاما) من مخيم جنين موقوف منذ 3 سنوات، وأمضى في سجون الاحتلال 8 سنوات.

أضاف الاحتلال وبعد عدة جلسات قضائية، لكل أسير من الأسرى الستة، حكمًا بالسجن مدة 5 سنوات، وغرامة مالية 2000 شيكل.

كما وفرض الاحتلال على الأسرى الـ5 المساعدين لعملية الهروب بالسجن لمدة 4 سنوات إضافية، وغرامة مالية 2000 شيكل، وهم: محمود شريم، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، ومحمد أبو بكر وإياد جرادات.

التعليقات