"ابن الواتس آب" إنسان جديد صنعته وسائل التواصل الاجتماعي

وسائل التواصل الاجتماعي ولدت إنسانا جديدا، أطلقت عليه تسمية ابن الواتس، وتسارع وتيرة هذا العالم الإلكتروني الافتراضي تجعلنا نتوقع، لا محال، نقلات جديدة يكون فيها التحديث والسرعة أكبر، بطريقة تجعل ما هو حاضر الآن، ماض في المستقبل

"ابن الواتس آب" إنسان جديد صنعته وسائل التواصل الاجتماعي

تحت عنوان 'المتواصلون الجدد'، قدمت الكاتبة السورية، مانيا سويد، المتخصصة في علوم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، قراءة في مكانة وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية ودورها في النسيج الاجتماعي، ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب.

وقالت سويد في مقابلة، 'بالتأكيد وسائل التواصل الاجتماعي ولدت إنسانا جديدا، أطلقت عليه تسمية 'ابن الواتس' (نسبة إلى خدمة 'الواتس آب')، وحاولت أن أشرح شخصيته للحاضرين من خلال قصة صغيرة تحمل القليل من الخيال والكثير من الواقع، عن مجموعة أصدقاء يسكنون في أماكن مختلفة من العالم ويتواصلون عبر 'الواتس آب' لتقاسم كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، لدرجة أنهم اشتركوا في تربية طفل صغير توفي والداه، عن بعد بفضل هذه التقنية.

وأضافت، أن فالجيل الجديد أفراده أبناء وسائل التواصل الاجتماعي، دخلت حياتهم منذ الأشهر الأولى دون أن يشعروا، كبروا معها وصارت جزءا من حياتهم.

لكن تسارع وتيرة هذا العالم الإلكتروني الافتراضي تجعلنا نتوقع، لا محال، نقلات جديدة يكون فيها التحديث والسرعة أكبر، بطريقة تجعل ما هو حاضر الآن، ماض في المستقبل، بنفس الطريقة التي حدثت مع الإذاعة وبعدها التلفزيون في السابق.

وعن اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي 'سلاح ذو حدين'، قالت سويد، 'أنا ضد مبدأ السلبية والرفض والاعتراض، لأن هذا الأمر صار واقعا لا يمكننا الهروب منه، ومع وجوده الفاعل بحياتنا اليومية لم يعد بإمكاننا الاستغناء عنه، وأولادنا كذلك'.

وتابعت، 'ولكن إذا استطعنا تهذيب وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون في خدمتنا ولن تسوقنا إلى معالمها من غير وعي. فانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة وأخذها هذا المدى الهائل في حياتنا لو لم تكن تحمل الكثير من الإيجابية لما بسطت سيطرتها بهذا الوقت الزمني السريع'.

ومضت في قولها، 'فيس بوك' مثلا، الذي تأسس منذ سنوات فقط، بلغ عدد مستخدميه 1.5 مليار مستخدم يتحدث بـ 70 لغة. وصارت وسائل التواصل الاجتماعي سلاح من لا سلاح له، خاصة أولئك الذين يعيشون في أزمات وحروب لا يمكن للإعلام تغطيتها، مثل الحرب في سوريا.

اقرأ أيضًا| لوحة للفنان الإيطالي موديلياني بـ170 مليون دولار

النجاح الكبير الذي حققته وسائل التواصل الاجتماعي جعلت المستخدم يكسب وعيا، ودفعه للبحث عن دقة المعلومة التي يتلقاها يوميا ويتأكد من صحتها، وأكبر مثال على ذلك الحرب في سوريا، حيث صارت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الأول لمعرفة ما يجري هناك، حتى أن البعض صار ينشر معلومات لا تعبر عن الواقع الحقيقي، سرعان ما ينفيها ويكذبها مستخدمون آخرون على نفس الوسائل وبفضل نفس التقنيات. فالمستخدم صار يعطي المعلومة ويحكم عليها في نفس الوقت.

وعن سؤال مانيا سويد إذا ما كان باستطاعة وسائل التواصل الاجتماعي أن تحل في مكان الإعلام التقليدي من إذاعة وتلفزيون وجرائد، في نقل المعلومات وإيصالها، أجابت بأن سؤلا كهذا لا يطرح، لأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أول مصدر للمعلومات قبل الإعلام التقليدي.

التعليقات