الهرم الأكبر... تحفة معمارية وأسرار لا متناهية

استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من 20 عاما، وبناء الممرات والأجزاء السفلية من الهرم 10 أعوام، وذلك طبقا لما ذكره المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنه من بناء الهرم، ونقل هذه الروايات

الهرم الأكبر... تحفة معمارية وأسرار لا متناهية

شيد الهرم الأكبر كمقبرة لفرعون الأسرة المصرية الرابعة، الملك خوفو، أحد أبرز ملوك مصر القديمة، والذي حكم وفقا لبردية 'تورين ما يقرب من 23 عاما، ليترك أثرا يعد أحد أهم عجائب الدنيا الباقية حتى الآن، وأكثر آثار العالم إثارة للجدل والخيال، والتي نسج حوله الكثير من الأساطير والروايات، فأشاع البعض أن ساكني قارة أطلنطس المفقودة هم بناة الأهرام، وافترض البعض الآخر، أن عمالقة من تحت الأرض صعدوا لبناء هذا الهرم، بينما زعم آخرون، أن الهرم قد بني بواسطة السحر، أو أن كائنات فضائية نزلت من الفضاء وقامت ببنائه، وهو ما يدل على مدى إثارة وغموض هذا البناء المعماري الضخم، الذي يعود إلى نحو 2560 عاما قبل الميلاد.

استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من 20 عاما، وبناء الممرات والأجزاء السفلية من الهرم 10 أعوام، وذلك طبقا لما ذكره المؤرخ اليوناني “هيرودوت”، الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنه من بناء الهرم، ونقل هذه الروايات وغيرها عن بعض الكهنة والرواة.

وقد بني هرم خوفو بعدد أحجار تجاوز المليوني، يزن كل واحد منها 2.5 طن، و20 طنا في حجرة الملك، وقطعت الحجارة التي استخدمت في بناء الهرم من المنطقة المحيطة بالهرم وحجارة الكساء الخارجي من منطقة جبل طرة، أما حجارة الجرانيت المستخدمة في الغرف الداخلية، فجاءت من محاجر أسوان، وكانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذي كان يصل إلى منطقة الهرم في ذلك الوقت، وشارك في بناء هذا الهرم الضخم حوالي 30 ألف عامل، حيث تم بناء “قرية العمال” لتوفير احتياجاتهم هم وأسرهم من الطعام والشراب والملبس.

كان هرم الملك خوفو أعلى بناء في مصر القديمة، حيث يبلغ طول جانبه 230 مترا مربعا، وقدر ارتفاعه عند انتهاء بنائه 481.4 قدما وبسبب عوامل التعرية نقص الارتفاع 31 قدما ليصل إلى 440 قدما، أي حوالي 146 مترا، وتبلغ مساحته أكثر من نصف مليون قدم مربع، ويقع مدخل الهرم في الواجهة الشمالية على ارتفاع 55 قدما فوق مستوى الأرض، وحجارته مندمجة في بعضها، بما لا يترك إلا موضع لبعض الكتل ليكون طريقا سريا تنقل فيه روح الملك.

واستخدمت في بناء الهرم وحدة قياس قديمة، هي الذراع الملكية التي تساوي 20062 بوصة، ما يعطينا هذا إشارة إلى العلم الذي وصل إليه الفراعنة في ذلك الزمان، حيث استطاع المهندس المصري أن يتقن بناء الهرم على أسس وقواعد علمية معقدة لم يستطع العلم الحديث أن يكشف عنها.

وعلى الرغم من هذا البناء العظيم الذي شيد كمقبرة للملك خوفو، لا يوجد للملك ذاته الذي بنى الهرم الأكبر تماثيل تبين هيئته كاملة إلا تمثال واحد، اكتشف عام 1903، وتم العثور عليه في أبيدوس جنوب مصر، ويبلغ ارتفاعه 7.5 سنتيمتر، ويوجد حاليا في المتحف المصري بالتحرير.

اقرأ/ي أيضًا | لغز اغتيال رمسيس الثالث: مؤامرة وجريمة مروعة

 

التعليقات