"مرزوكة"... سحر الصحراء المغربية

ذلك المشهد جزء من الطبيعة الساحرة التي حافظت عليها بلدة "مرزوكة"، جنوب شرقي المغرب، التي بات السياح من جنسيات مختلفة يتوافدون إليها، للاستمتاع بهدوء الصحراء ومشاهدها التي تجمع بين معالم التراث العتيق، والطبيعة الخلابة.

"مرزوكة"... سحر الصحراء المغربية

كثبان رملية تمنحها أشعة الشمس بريقا ذهبيا، تطل على منازل طينية عتيقة الطراز، تتحرك بينها بعشوائية وبطء جمال وخيول، تربك حركتها دراجات نارية تسابق الريح وتثير خلفها موجات غبار كثيفة، تخفي ملامح أشخاص يرتدون ملابس الصحراء الزرقاء الشهيرة، ويجلسون في خيام قماشية، تشتعل أمام إحداها النار في موقد حديدي قديم.

ذلك المشهد جزء من الطبيعة الساحرة التي حافظت عليها بلدة 'مرزوكة'، جنوب شرقي المغرب، التي بات السياح من جنسيات مختلفة يتوافدون إليها، للاستمتاع بهدوء الصحراء ومشاهدها التي تجمع بين معالم التراث العتيق، والطبيعة الخلابة.

وفي مدخل البلدة المغربية، التي يعتمد سكانها على السياحة كمصدر رزق أساسي لهم، وضعت لافتات كتبت بالفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية، تشير إلى اتجاهات الفنادق وبعض معالم القرية الصحراوية، وبالقرب منها يتجمع مرشدون سياحيون يتحدثون عدة لغات لاستقبال السياح الأجانب والمحليين ومرافقتهم، خلال رحلتهم التي قد تستمر عدة أيام

ويقول العامل بقطاع السياحة عمر أوحنان، إن 'بلدة مرزوكة بكونها منطقة سياحية تتمتع بالهدوء والاستقرار والأمن، تشهد توافدا للسياح من جميع أنحاء العالم'.

ويضيف أوحنان، 'السياح يعجبون بركوب الجمال فوق رمال الصحراء الذهبية، والقيام بجولات سياحية على متن السيارات الرباعية الدفع، والجلوس داخل الخيام في قلب الصحراء، بعيدا عن ضجيج الحياة المدنية'.

ويشير إلى أن بلدته تمثل أيضا قبلة لبعض المواطنين المغاربة الذين يتداعون عبر دفن أجسادهم باستثناء الرأس في رمال الصحراء، كنوع من العلاج لأمراض المفاصل والبرد

وتنتشر في بلدة مرزوكة، الفنادق الكبيرة والصغيرة، التي لا تتوقف عن استقبال سياح جدد على مدار الساعة، ما يوحي بمدى جاذبية المكان.

ويبدأ اليوم في 'مرزوكة' مع تباشير الصباح الأولى، فيستيقظ السياح في وقت مبكر، لمشاهدة سحر شروق الشمس، ويعودون إلى الفنادق أو المقاهي لتناول فطورهم، قبل أن يتوجهوا على ظهور الجمال والخيول، أو بسياراتهم رباعية الدفع في جولة بين الكثبان الرملية.

وتستمر جولات السياح بين معالم الطبيعة الصفراء، حتى وقت الغذاء، الذي يتناولونه تحت الخيام في أجواء صحراوية جميلة.

وفي بقية النهار، تتواصل الأنشطة الصحراوية المتنوعة، التي تمتد إلى الليل عبر حفلات موسيقية داخل الخيام وسط الصحراء.

وقبل حلول الليل، يترقب السياح الغروب وكأنهم يرونه لأول مرة، فقرص الشمس يميل إلى الحمرة، ويبدأ بالتلاشي تدريجيا خلف كثبان الرمال الذهبية.

اقرأ/ي أيضًا | بالصور: مهارة ديك رومي بلعب كرة القدم

واكتسبت بلدة مرزوكة، تنوعا حضاريا كبيرا، كما بات سكانها يتميزون بإتقانهم عدة لغات، ومعرفتهم الواسعة بثقافات أجنبية مختلفة، بفعل تنوع السياح الذين يزورونها وكثافتهم.

التعليقات