النفايات البلاستيكية: أزمة بيئية تجتاح القطاع المحاصر

بأجهزة ومعدّات محلية الصنع، وبعض الطرق اليدوية، تمكّن الفلسطيني عمر الرملاوي، صاحب مصنع للمنتجات البلاستيكية، من إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، والخروج بمنتجات جديدة للمستهلك.

النفايات البلاستيكية: أزمة بيئية تجتاح القطاع المحاصر

(الأناضول)

بأجهزة ومعدّات محلية الصنع، وبعض الطرق اليدوية، تمكّن الفلسطيني عمر الرملاوي، صاحب مصنع للمنتجات البلاستيكية، من إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، والخروج بمنتجات جديدة للمستهلك.

ورغم بدائية الآلات، إلا أن 'الرملاوي'، ومعظم أصحاب مصانع البلاستيك في قطاع غزة، استمروا في عملهم، و'تخليص البيئة من النفايات صعبة التحلل على مر السنين'، كما أفادوا.

وينتج صاحب المصنع، من حبيبات البلاستيك المعاد تدويره، خراطيم المياه، ومعدات الكهرباء البلاستيكية، وأكياس النفايات، وأكياس الدفيئات الزراعية.

وفي هذا الصدد، أضاف الرملاوي إن 'عملية إعادة التدوير، تتم في غزة بطرق بدائية، وماكينات محلية الصنع، بسبب التكلفة الباهظة للآلات المستوردة'.

وتابع 'ابتكرنا وصنعنا هذه الآلات البسيطة، وهي تفي بالغرض، وتخرج منتج قوي، ينافس في جودته المنتجات المستوردة، والأهم أننا نحاول تقليص كمية هذه النفايات من المجتمع'.

ويوجد في قطاع غزة 22 مصنعًا لصناعة الأدوات والمواد البلاستيكية من مواد خام أو من مواد مستعملة، حسب رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية في قطاع غزة، سامي النفار.

ولا توجد إحصائيات رسمية حول كمية النفايات البلاستيكية التي يتم إعادة تدويرها في قطاع غزة، كما أفاد النفار.
وأضاف 'يعتبر التخلص من البلاستيك ظاهرة صحية للإنسان والبيئة، للتخلص من النفايات التي لا تتحلل في باطن الأرض سريعًا'.

ويُنتج قطاع غزة حوالي 500 ألف طن من النفايات المنزلية سنويًا، بواقع 1900 طن يوميًا، إذ ينتج الفرد الواحد ما يقدّر بكيلو جرام من النفايات بشكل يومي.

ويعتبر البلاستيك من النفايات التي تحتاج عقودًا من الزمن كي تتحلل، كما أنه من المخلفات الصلبة المؤذية للبيئة، حيث أظهرت العديد من الدراسات والتقارير الدولية، أن هذه المواد تسببت بنفوق ومرض العديد من الحيوانات البرية والبحرية.

وتتم عملية إعادة تدوير البلاستيك، من خلال جمعه من حاويات القمامة، من قبل أطفال وشباب، يتخذون من ذلك مصدر دخل لهم.
ويباع البلاستيك من قبل جامعيه لأصحاب المصانع والشركات، والذين بدورهم يقومون بفرزه، حسب اللون والنوع، كي يتم الاستفادة منه بالطريقة الصحيحة. ثم يتم تفتيت البلاستيك إلى قطع صغيرة للغاية، يعقب ذلك عملية غسل له بمواد تنظيف، فتجفيف، ثم تسخين، وتقطيع، إلى أن تصبح المخلفات حبيبات صغيرة، صالحة للصناعة.

ويؤكد الرملاوي أن إعادة تدوير البلاستيك، تعود بالنفع الكبير على الاقتصاد القومي الفلسطيني.

وأضاف مستدركًا 'لا يوجد هناك أي توجه من الجهات الرسمية لتخليص البيئة من هذه المخلفات، والاستفادة منها'.
ويعتبر مجال تدوير البلاستيك، مشغلًا جيدًا للأيدي العاملة في قطاع غزة، الذي يعاني من بطالة متفاقمة، بدءًا من عملية جمع البلاستيك، وصولا إلى التدوير، وفق الرملاوي.

ويعمل في مصنع الرملاوي 50 عاملًا، مضيفًا 'بإمكاننا توسيع الشركة، لكن الظروف الحياتية في قطاع غزة لا تساعد على ذلك'.
أما حاتم سرور، فإنه يستفيد من البلاستيك المستعمل في صناعة الأدوات المنزلية، مثل الكراسي البلاستيكية والمناضد.
ويقول سرور 'يمكننا الاستفادة من المخلفات في صناعة أي شيء، عدا الأدوات المستخدمة في تناول وحفظ المواد الغذائية'.

ومن أكبر العقبات التي تواجه سرور وأمثاله من أصحاب هذه المهنة، هي مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في قطاع غزة.
ويتابع 'لا تكفي ساعات الوصل الست (تخصصها شركة توزيع الكهرباء لكل منطقة في اليوم الواحد)، لإنهاء أي عمل، فمثلًا العديد من الآلات تحتاج إلى ساعة ونصف تشغيل قبل أن تبدأ بالعمل'.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء كبيرة، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.
وتفرض إسرائيل حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على قطاع غزة منذ منتصف حزيران/يونيو عام 2006، عقب فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية. 

اقرأ/ي أيضًا | هرّبها بالأنفاق وأنشأ لها عائلة

وفي 22 أيار/يونيو العام الماضي، قال البنك الدولي، في بيان، إنّ 'نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت 43%، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80% من سكان القطاع يحصلون على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر'.

التعليقات