مهجرو حلب... بين النجاة ومرارة المغادرة

قال أحمد أبو عزت، أحد أكثر من ألف شخص تم إجلاؤهم من المدينة، وهو يشير إلى أسطوانة أكسجين يحملها معه "كما ترون أحاول البقاء على قيد الحياة بمساعدة هذه الأسطوانة".

مهجرو حلب... بين النجاة ومرارة المغادرة

(أ.ف.ب)

يعيش مغادرو أحياء شرقي حلب التي حاصرتها قوات النظام على مدار أشهر، راحة الوصول إلى الأمان النسبي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بريف حلب الغربي، إلى جانب مراراة مغادرة مدينتهم.

كما أعربوا عن شكرهم لتركيا لدورها الكبير في إتمام عملية الإجلاء من حلب.

وأقلت حافلات وعربات إسعاف، اليوم الخميس، مدنيين وجرحى، من حلب إلى المنطقة الآمنة التي تم تخصيصها بريف المدينة الغربي، بعد إجلائهم في إطار اتفاق بين قوات النظام والمعارضة بوساطة تركية ورعاية روسية، الثلاثاء الماضي، ودخل حيز التنفيذ اليوم.

وفي الوقت الذي يتلقى فيه المصابون الرعاية الطبية الأولية في عربات الإسعاف، يذرف العديد من المدنيين، الذين يمثل النساء والأطفال معظمهم، دموعا تمتزج فيها راحة النجاة من موت كان يتربص بهم كل دقيقة، ومرارة مغادرة مدينتهم دون معرفة ما إذا كانوا سيتمكنون من العودة إليها يوما ما.

ووزع الهلال الأحمر التركي المياه والمواد الغذائية على المصابين والمدنيين الذين وصلوا ريف حلب الغربي.

وقال أحمد أبو عزت، أحد أكثر من ألف شخص تم إجلاؤهم من المدينة، وهو يشير إلى أسطوانة أكسجين يحملها معه "كما ترون أحاول البقاء على قيد الحياة بمساعدة هذه الأسطوانة”.

وتابع: "أنا سعيد لأنني نجوت من هناك، ولكنني حزين على من بقوا، يوجد في حلب الكثير من الأطفال المصابين، وليس هناك مكان يعالجون به.إنهم يحاولون قتل الجميع دون استثناء النساء والأطفال”.

من جانبه أكد المواطن، محمد قاسم، أن حلب لأهلها قائلا "حلب ليست لإيران ولا لروسيا ولا للأسد، حلب للحلبيين، وسوف نعود إلى مدينتنا”.

في حين قال سليم محمد، إنه لم يسمح لأحد بالخروج من شرقي حلب لفترة من الزمن، وتم قتل الراغبين في الخروج صباحا، وبينهم جرحى.

وأشار مواطن آخر يدعى، سامر محمود إلى ابنه قائلا: "حتى لو متنا نحن، لن ينسى هؤلاء الأطفال ما حدث، ولن يتركوه يمر مرور الكرام”.

ووجه أحمد صالح، الذي يعاني من الإعاقة، رسالة للحكام العرب قائلا "أقول لهم إن أطفالنا قتلوا، ونساؤنا لا تتوقف دموعهن، وبيوتنا سويت بالأرض، أريد أن أذكّرهم أن ما حدث معنا لم يحدث مع أحد من قبل”.

ويفضي الاتفاق الموقع بين قوات النظام والمعارضة إلى إجلاء جميع المحاصرين في حلب.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ اليوم الخميس، وبموجبه تم إجلاء عدد من المصابين والجرحى من حلب، ووصلت قافلتان منهم إلى ريف المدينة الغربي، حتى مساء اليوم.

جاءت هذه الخطوة بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.

التعليقات