"صدفة": أول مطعم نباتي في الضفة الغربية

فكرة جاءت بالصُّدفة، فسعى أصحابها لتحقيقها إلى أن أصبحت واقعًا، ولذلك قرروا أن يطلقوا على المشروع اسم "صدفة".

فكرة جاءت بالصُّدفة، فسعى أصحابها لتحقيقها إلى أن أصبحت واقعًا، ولذلك قرروا أن يطلقوا على المشروع اسم "صدفة".

وتتمثل الفكرة في افتتاح أول مطعم فلسطيني نباتي، خالٍ من منتجات الحيوانات، في خطوة يقول القائمون عليها إنها تأتي لتعزيز ثقافة الأكل النباتي، وحماية الحيوان.

ويقع المطعم في الحرم الجامعي لجامعة القدس في بلدة أبو ديس، شرقي مدينة القدس المحتلة.

ولا يتجاوز عمر المطعم الأول من نوعه بالضفة الغربية، بضعة شهور، بعد أن اقترح عدد من طلبة إحدى المدارس في بلدة أبو ديس فكرته خلال دورة تدريبية عن الرفق بالحيوان.

وتبنت جامعة القدس فكرة المطعم، بالشراكة مع الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان (غير حكومية)، ووفرت مكانًا خاصًا له داخل الحرم الجامعي.

وتخصّص عوائد المطعم النباتي مناصفة بين دعم طلبة الجامعة، وأنشطة الجمعية.

وتعد جامعة القدس، واحدة من أبرز الجامعات في الضفة الغربية، وتضم نحو 13 ألف طالبا وطالبة. ويتطوع عدد من الطلبة للعمل في المطعم في أوقات الفراغ، إلى جانب موظفين بشكل دائم.

وتهدف الفكرة بحسب أحد القائمين عليها، سامح عريقات، لنشر ثقافة الطعام النباتي، والرفق بالحيوان.

وقال عريقات إن "ما يتم تقديمه هو أكل نباتي 100%، خالٍ من منتجات الحيوانات، نقدم طعامًا صحيًّا وطبيعيًا، ومن الخضار الطازجة".

ويطمح عريقات، الذي يُعد أحد مؤسسي الجمعية، بنقل الفكرة لخارج أسوار الجامعة، ولمدن أخرى بالضفة الغربية، وتعميم فكرة الأكل النباتي، وتعزيز فكرة الرفق بالحيوان.

وأضاف "ما نقدمه عبارة عن أكلات بسيطة من المطبخ الفلسطيني التقليدي".

وعلى قائمة الطعام، يقدّم المطعم وجبة الفطور، مكونة من الزيت والزعتر، والحمص والفول والبطاطس، إلى جانب خضروات بحسب الموسم. أما وجبات الغداء فتشمل: الشوربة والكوسا والبطاطس المسلوقة والعدس، وأصناف أخرى من المأكولات النباتية.

ويحرص الطالب في كلية الحقوق، علي أبو فارة، على تناول فطوره مع عدد من أصدقائه بالمطعم بشكل شبه يومي، ويضيف "أطلب قلاّية بندورة (طبق طماطم مع الفلفل والزيت والثوم)، تطهى بشكل آني وتقدم ساخنة، إلى جانب الحمص والفول".

ويشعر أبو فارة أنه يتناول فطوره في منزل عائلته، على حد قوله. ويتابع "لا يمكن الاستغناء عن اللحوم، ولكن الفكرة مقبولة، وصحية، وبسعر رمزي".

وعلى مقربة منه، تجلس أربع طالبات يتناولن فطورهن، تقول إحداهن وتدعى لينا فرعون، إنها تفضل الأكل النباتي على اللحوم.  وتضيف "لقد وجدت ضالتي في المطعم، فكرة المطعم غريبة ومميزة، وأعتقد أنها الأولى في الضفة الغربية".

ولا يخلو المطعم من زبائنه طيلة ساعات الدوام الجامعي، كما لا يقتصر روّاد "صُدفة" على الطلبة، بل يتعدى للهيئة التدريسية.

ويصف عريقات الأمر بالجيد نسبيًا، ويقول "هذه البداية".

ويستكمل حديثه قائلًا إن "الفكرة جديدة، نأكل مما نزرع، نعود لأصل غذاء الإنسان، لكن مجتمعنا لا يتقبل بعد فكرة عدم تناول الطعام الحيواني".

وكشفت نتائج أولية لدراسة أعدتها الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان في الضفة الغربية، لم تنشر بعد، إلى وجود نسبة قليلة جدًا من النباتيين في فلسطين، الذين يتناولون الأكلات النباتية إلى جانب منتجات حيوانية غير اللحوم (البيض والحليب والأجبان).

وأنشئت الجمعية الفلسطينية للرفق بالحيوان عام 2011، من قبل مجموعة شابة تعنى بالرفق بالحيوانات وحمايتها.

التعليقات