تعرّف على الخط "الأحمر"... الخطوط الساخنة بين الحكومات في زمن الأزمات

كما فتحت خطوط اتصال مباشرة بين موسكو وكبرى العواصم الأوروبية على غرار باريس وبون. وفي 1996 فتحت الصين للمرة الأولى "خطًا أحمر" مع روسيا، ثم بعد عامين مع الولايات المتحدة، وفي 2005 كذلك فعلت الهند وباكستان بينهما.

تعرّف على الخط

جون كينيدي (أ ف ب)

شكّل فتح أول "هاتف أحمر"، أو خط الاتصال الساخن المباشر في 1963 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي مثالًا احتذت به دول كثيرة، كالكوريتين، فمدّت وسائل اتصال مباشرة ومشفرة بين قادتها لتسهيل الحوار وقت الأزمات.

في تشرين الأول/ أكتوبر 1962 رصد الأميركيون قواعد صواريخ سوفييتية على جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية فلوريدا الأميركية أكثر من 200 كيلومتر، ما أثار أزمة أوشكت على التسبب بحرب نووية.

أثناء المواجهة بين جون كينيدي ونيكيتا خروتشيف، أسهم انعدام التواصل المباشر في انتشار التكهنات بشأن نوايا المعسكر الخصم، فيما استغرق وصول الرسائل بين موسكو وواشنطن ساعات.

ووصلت إلى السفارة الأميركية في موسكو رسالة بالروسية بتاريخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1962 اقترح فيها الزعيم السوفييتي مخرجًا للأزمة، بلغت السفارة في الساعة 09:42 بتوقيت واشنطن، ولم تصل إلى الخارجية الأميركية إلا بعد الساعة 21:00، بعد الترجمة والتشفير والإرسال.

لمعالجة هذا البطء فتح أول "خط أحمر"، في 30 آب/ أغسطس 1963، لم يكن هاتفًا بالفعل، وهو كناية عن جهاز تلكس بلون خشبي فاتح أتاح لكينيدي وخروتشيف التواصل عبر برقيات مكتوبة ومشفرة.

وفي السبعينيات تم تركيب جهاز هاتف تم وصله بالأقمار الاصطناعية، ثم أضيفت إليه في العقد التالي إمكانية إرسال الوثائق كالخرائط أو الصور. في 1994 أجاز خط ساخن جديد الاتصال بمسؤولي الدفاع في كل من البلدين في أي وقت تقريبًا.

تكتم البيت الأبيض وتصدير الفكرة

ولطالما تكتّم البيت الأبيض والبنتاغون بشأن عدد المرات التي استخدم فيها هذا الخط الآمن، لكن يفترض أنه استخدم أثناء الحربين العربيتين الإسرائيليتين في 1967 و1973، وكذلك أثناء الاجتياح السوفييتي لأفغانستان في 1979.

كما فتحت خطوط اتصال مباشرة بين موسكو وكبرى العواصم الأوروبية على غرار باريس وبون. وفي 1996 فتحت الصين للمرة الأولى "خطًا أحمر" مع روسيا، ثم بعد عامين مع الولايات المتحدة، وفي 2005 كذلك فعلت الهند وباكستان بينهما.

أنشئ خط مباشر بين الكوريتين في 1971، لكنه يعلق دوريًا مذاك الحين بحسب تقلبات العلاقة بين الجارتين. وأعيد تشغيله الأربعاء بعد انقطاع عامين تقريبًا.

وفي أيلول/ سبتمبر 2011 اقترحت الولايات المتحدة فتح خط اتصال مباشر مع إيران لتفادي اشتعال التوتر بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، في عرض رفضته طهران.

وفي حزيران/ يونيو 2013 فتحت الصين وفيتنام خط اتصال مباشرًا لإدارة نزاعهما على الأراضي في بحر الصين الجنوبي.

اليوم يستخدم تعبير "الخط الساخن"، أو "الهاتف الأحمر" بالفرنسية، للإشارة إلى جميع أنواع الاتصالات المباشرة بين البلدان أو السلطات بشأن مسائل حساسة كالتعاون الأمني. وقررت اليابان في 2013 إنشاء "خط ساخن" بين مجلسها الأمني وواشنطن ولندن.

 

التعليقات