لماذا يزعج "البرغر النباتي" و"لحم الصويا" أعضاء الاتحاد الأوروبي؟

يشغل مؤخرًا منظمات الاتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمان الأوروبي السعي حول حظر أسماء المأكولات النباتيّة التي توصف باللحوم كـ"البرغر النباتي" و"شرائح لحم الصويا".

لماذا يزعج

توضيحية (Pixabay)

يشغل مؤخرًا منظمات الاتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمان الأوروبي السعي حول حظر أسماء المأكولات النباتيّة التي توصف باللحوم كـ"البرغر النباتي" و"شرائح لحم الصويا".

في خضم النقاش حول السياسة الزراعية المشتركة المستقبلية، أشيد بتعديلَين تمت مناقشتهما هذا الأسبوع في البرلمان الأوروبي من قبل الاتحادات الزراعية، لكنهما أقلقا منتجي المواد المصنوعة من البروتينات النباتية ومستهلكيها.

فالأول يقترح حظر استخدام كلمات مثل "نقانق" و"همبرغر" و"إسكالوب" في الاتحاد الأوروبي للمنتجات المصنوعة من الخضر أو الحبوب التي لا تحوي لحوما حيوانية لكنها تحاكي قوامها.

أما الثاني، فيحظر استخدام تسميات "لبن" و"جبنة" و"كريما" للمنتجات التي لا تحتوي على حليب حيواني بما فيها المواد غير المعتدة للاستهلاك (مثلًا: جل الاستحمام بحليب الصويا).

وبموجب التعديلَين، سيمتد الحظر ليشمل عبارات للمقارنة مثل "نكهة" "بديل" "نوع" و"مماثل". وستكون الاستثناءات الوحيدة هي التعابير الراسخة على سبيل المثال حليب اللوز أو حليب جوز الهند أو زبدة الكاكاو.

وهذه الخطوة ضرورية وفق المنظمات الزراعية التي تستنكر أسماء منتجات "لا علاقة لها" بمكوناتها وهو أمر قد يؤدي إلى "التباس".

وقال بيكا بيسونين، الأمين العام لـ"كوبا-كوغيكا" وهو اتحاد نقابات مزارعين معظمها أوروبية: "سواء أكانت لحوماً أو منتجات ألبان أو نبيذاً، يحق للمستهلك معرفة ماذا يشتري!" خصوصا أن هذه المنتجات "لا تحتوي على القيم الغذائية نفسها مثل اللحوم أو مكونات الألبان التي من المفترض أن تحل محلها"، وفق ما أوضح لوكالة فرانس برس.

وقال بوريس غوندوان من اللجنة التنفيذية لمجلس "يوروبيين ميلك بورد": "ليس هناك ضرر بالغ الأهمية حتى الآن لكن يمكن أن يصبح كذلك، لأن هذه المنتجات النباتية أصبحت عصرية. المستهلك يتعرض للخداع!".

ويشهد سوق المواد المصنوعة من البروتينات النباتية ازدهارا كبيرا مدعوما بالرغبة في تناول طعام صحي أو تقليل الأثر البيئي للمزارع التي تنبعث منها كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.

ووفقا لتقديرات "يورومونيتور" التي نقلتها وكالة "بلومبورغ"، تضاعفت قيمة السوق الأوروبية لـ"بدائل اللحوم" تقريبا خلال خمس سنوات لتصل إلى 1,9 مليار دولار.

وقال أليكس غرومينغر من منظمة "بروفيغ" غير الحكومية إن المصطلحات التي يحتمل أن تكون محظورة "توفر معلومات مهمة عن هذا الغذاء".

وتابع "نحن نعلم أن زبدة الفول السوداني لا تحتوي على الزبدة! يدرك الناس ما يفعلونه عند شراء نقانق نباتية أو يطلبون شطيرة برغر نباتي".

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة "أبفيلد" للأغذية المتخصصة في منتجات السمن النباتي والمواد النباتية، هيرفي سالومون، لـ"فرانس برس": "نحظر أي مقارنة: لن نتمكن بعد الآن من كتابة 'لبن نباتي' على برطمان اللبن ولا استخدام مصطلح 'خال من اللاكتوز' لمنتج نباتي، ولا بيع المارغرين في عبوة تشبه عبوة زبدة الألبان... إنه أمر سخيف تماما!".

وهذا النص تعارض أيضا مع الطموحات المناخية التي قدمها الاتحاد الأوروبي، وفق التحالف الأوروبي للمنتجات المستندة إلى النباتات الذي يضم "أبفيلد" و"يونيليفر" و"بيوند ميت".

التعليقات