قُدّمت الملاهي، منذ أول ظهور لها في أوروبا في القرن السادس عشر، على أنها "حدائق ترفيهية" للباحثين عن الإثارة من جميع الأعمار جولات مثيرة، والكثير من المرح، والطعام الجيد، ومعروضات لا تُنسى بسعر رخيص.
لكن العديد من مدن الملاهي هذه لم تعد ببساطة المحطة الجذابة التي كانت عليها قبل سنوات. سواء كان ذلك بسبب الكوارث الطبيعية أو الحوادث الغريبة أو الضائقة المالية، فإن معظمها قد تُركت في حالة سيئة، وتوقف بعضها الآخر عن العمل وحُوّلت إلى مشاريع تطوير حديثة.
يبدو أن جميع مدن الملاهي الترفيهية، تلقى المصير نفسه في جميع أنحاء العالم، مخلفة غيابًا مخيفًا لأصوات ضحكات الأطفال، وتجربة مرعبة تنتظر كل من يُفكر أن يدخلها.
مدينة ملاهي سيكس فلاغز في نيو اورليانز
عُرفت هذه الملاهي، والتي اتخذت من مدينة نيو أورليانز مقرًا لها، باسم "جاز لاند" في العام 2000 حتى اشترتها شركة "سيكس فلاغز" في عام 2002. ولكن بعد حدوث إعصار كاترينا في العام 2005، كانت الملاهي التي شُييدت على سفينة تحمل توقيع ميغا زيف، وذلك لتحمُل العواصف والرياح القوية، مغمورة بأربعة إلى سبعة أقدام تحت الماء.
امتلأت مدينة الملاهي هذه بالأعشاب الآن، وتراكم الصدأ فوقها، وتُركت هكذا مهملة. على الرغم من ذلك فإن خرابها الهادئ جعلها موقعًا جذابًا للتصوير. هناك مناقشات لإعادة فتحها، وتحويلها إلى موقع تعليمي ترفيهي.
مدينة ملاهي ليك شوني الترفيهية
افتتح هذا التجمع الأميركي الجذاب (والذي جرى افتتاحه لأول مرة في برينستون)، بولاية فيرجينيا الغربية في العام 1926، إذ كانت هذه الملاهي في يوم من الأيام ملاذًا صيفيًا شهيرًا لعمال المناجم وعائلاتهم. حتى بيعت آخر تذاكرها في العام 1966، نتيجة حادث وفاة لطفلين.
ثم تمتعت هذه الملاهي بعد ذلك، بحياة ثانية وجيزة تحت ملكية جديدة بين عامي 1985 و 1988، لكنها أصبحت في وقتنا الحاضر من بين أشهر مدن الملاهي المهجورة في العالم، بعجلاتها الدوارة الشاغرة والمغطاة بالكروم، وأراجيح الأطفال الفارغة. كما يُعتقد أيضًا أنها مسكونة، إذ لاحظ المستفيدون أصواتًا قادمة من الفراغ، وأصواتًا أخرى بلا أي تفسير منطقي، بالإضافة إلى أن لعبة الخيول كانت تبدو وكأنها تتحرك من تلقاء نفسها.
مدينة ملاهي بريبيات الترفيهية
كان من المقرر أن يتم الافتتاح الكبير لهذه الملاهي في مدينة بريبيات في أوكرانيا في 1 أيار/مايو من عام 1986، لكن الكرنفال غادر المدينة قبل أن يبدأ العرض. أُخليت مدينة ملاهي بريبيات في 27 نيسان/أبريل بحسب ما ورد، بعد حدوث انفجار تشيرنوبل النووي في 26 نيسان/أبريل. وتُركت الملاهي عندها، بعد مرور يوم واحد فقط على افتتاحها، مهملة وقد تراكم فيها العشب الضار خلال السنوات التي تلت ذلك، كما تُرك بعض أجزائها غير مكتمل.
لا تزال عجلتها الدوارة الصفراء الشهيرة، والتي يبلغ ارتفاعها 85 قدمًا، نقطة مضيئة في قلب هذا الخراب القاتم، ولكنه يُفضل مشاهدتها من بعيد، إذ أنه بحسب معهد بيور إرث، لا تزال مدينة الملاهي المهجورة محتفظة بمستويات عالية من الإشعاعات النووية.
مدينة ملاهي هو توي تيان المائية
على الرغم من موقع الملاهي المائية القريب من مدينة "هوو" في فيتنام، إلا أنك لن تجدها على الخريطة أو في أي من الكتب الإرشادية لنقاط السفر المحلية المهمة. فقد أخفق مهرجان ملاهي هو توي تيان، بعد فترة وجيزة من افتتاحه في العام 2004، بسبب ميدان ركوب الخيل غير المكتمل، تاركًا هذه المدينة المائية الخاطفة للأنظار، والمطلة على بحيرة توي تين مع منزلقات مقلوبة، وبحيرات تخلو من الأسماك. تتربع مثل هذه المشاهد السُريالية إلى جانب تنين ضخم يحتضن قبة صدئة في وسط المنتزه. يمكنك التمتع بالمناظر الخلابة للبحيرة، وتسلق سلالم الوحش المهيب، إذا كنت تجرؤ على ذلك طبعا!
مدينة ملاهي دوج باتش في الولايات المتحدة الأميركية
استوحيت فكرة الملاهي من فيلم ليل آبنر، وهو عبارة عن فيلم كوميدي عن سكان يتجولون في بلدة جبلية منحدرة. إذ افتتحت مدينة الملاهي الترفيهية هذه بالقرب من ماربل فولز في ولاية أركنساس في العام 1968، وشهدت توافدا حافلا إليها. إلا أنه وبحلول عامها العاشر، تناقص عدد زوارها، ولم تشهد توافد مليون زائر إليها كما كان متوقعًا، على الرغم من التفاصيل الجذابة والانتقائية، بما في ذلك بركة سمك السلمون المرقط، وأفعوانية وايلد ماوس، وذلك وفقًا لبيان الكونغرس.
وبعد عدة محاولات فاشلة لإنعاشها، أُغلقت نهائيًا في العام 1993. تحوّلت مدينة الملاهي هذه إلى مستنقع شبيه بالغابة، إذ أصبح من الصعب التعرف عليها وتحديدها، إلا من خلال لوحة الإعلانات المتهالكة، وميدان ركوب الخيل المتهدم. بيعت مدينة الملاهي في حزيران/يونيو 2020 لمالك جديد، ولم تُعلن خططه الجديدة حيالها بعد.
مدينة ملاهي هوبيتون في الولايات المتحدة الأميركية
استوحيت فكرة الملاهي من الرواية الخيالية "ذا هوبيت" للكاتب تولكين. قدمت مدينة الملاهي الترفيهية هذه، والتي تقع في بلدة فيليبس فيل بولاية كاليفورنيا، للزوار جولات ممتعة سيرًا على الأقدام، ومشاهد تاريخية من القرون الوسطى وحتى منتصف السبعينيات، إلى أن أُغلقت في العام 2009. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هذه الملاهي نقطة جذب لعشاق الكاتب تولكين وروايته المتعصبين، والذين يريدون إلقاء نظرة على تمثال غاندالف العظيم، وعيش مغامرة لا تنسى مع شخصياتهم المفضلة من الرواية.
مدينة ملاهي بحيرة جوغا
توافد عشاق الإثارة في الهواء الطلق لأول مرة إلى بحيرة جوغا في العام 1887، عندما اُفتتحت باعتبارها مدينة ملاهي ترفيهية على الواجهة البحرية، والتي تُعرف باسم وجهة بحيرة جوغا، والواقعة بالقرب من بلدة بينبريدج في ولاية أوهايو.
أُضيفت تحسينات وجولات إلى مدينة الملاهي هذه، والتي لعبت دورًا حيويًا في نمو الاقتصاد الإقليمي. إلى أن أغلقت في العام 2007، إذ كانت آخر المناطق المتاحة للزيارة فيها هي منطقة "وايلد ووتر كيندوم"، إلى أن أغلقت الملاهي بالكامل في العام 2016. على الرغم من أنها قد أصبحت الآن مهجورة، فإن الألعاب ما زالت قائمة، بما في ذلك لعبة "بيغ ديبر"، والسفينة الخشبية الدوارة، ولعبة "ريد كورد" (وهي عربة تزلج تلوح الآن في الأفق فوق الممرات المليئة بالحطام والطحالب). تدرس المدينة مقترحات لإجراء عمليات تطوير متعددة، في موقع المنتزه الذي فاته الكثير.
مدينة ملاهي جوي لاند الترفيهية
كانت مدينة ملاهي جوي لاند، بما فيها من لعبة قطار الأطفال، ولعبة العجلة الدوارة، ولعبة الأفعوانية الخشبية، إحدى مناطق الجذب الأكثر شهرة. إذ كانت لمدينة الملاهي هذه، رحلة وعرة ومتخبطة، بدءًا من افتتاحها في مدينة ويتشيتا، في كانساس في العام 1949، إلى إغلاقها لأول مرة في العام 2004، وبشكل نهائي في العام 2006.
سرقت عمليات البيع والتخريب التي حصلت فيما بعد، والتي أعقبها حريقا مدمرا في آب/أغسطس 2018، الفرح من مدينة ملاهي جوي لاند مرة واحدة وإلى الأبد، تاركةً وراءها الأنقاض والأشجار التي غطّت المكان. تجري محادثات حول إمكانية إحياء مدينة الملاهي هذه وتحويلها إلى مكان ترفيهي في الهواء الطلق.
مدينة ملاهي سبريبارك
استقبلت هذه الملاهي المعروفة عند افتتاحها في العام 1969 ما يصل إلى 1.7 مليون زائر سنويًا في فترات أوجها، وذلك باعتبارها مدينة الملاهي الدائمة الوحيدة في ألمانيا الشرقية. ولكن عندما سقط جدار برلين، سقطت زيارات الملاهي أيضًا. وبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لإضافة طابع ألمانيا الغربية على الملاهي، وإعادة تسميتها "سبريبارك" نسبة لنهر سبري، كانت آخر زيارة لرواد هذه المدينة في العام 2001، عندما أجبرها الإفلاس بعد ذلك على الإغلاق.
استسلمت الملاهي في النهاية لعمليات السرقة والنهب وقوى الطبيعة، لكنها لا تزال مفتوحة للجولات باصطحاب مرشدين، ولا تزال العجلة الدوارة بطول 45 مترًا قائمة على الأرض، دليلًا على أيام مجدها السابق.
مدينة ملاهي غلين إيكو الترفيهية
يقع مقر مدينة الملاهي هذه في غلين إيكو بولاية ماري لاند، وقد افتتحت في العام 1891 باعتبارها معرضًا للفنون والعلوم. في غضون عقد من الزمن، تحول المعرض إلى مدينة ملاهي كاملة بعجلات دوارة وسيارات وفيرة، وظلت شائعة حتى منتصف القرن العشرين.
إن ظهور الحدائق الضخمة مثل ديزني لاند في وقت لاحق، ساهم بإيقاف عملها بشكل دائم في العام 1968، تاركةً عجلة دوارة مخربة، وواجهة ملاهي متداعية. في العام 1971، بدأت منظمة خدمات ناشونال بارك برنامجًا فنيًا أُقيم في الموقع. ثم أصبحت مدينة الملاهي تحت إدارة منظمة محلية غير ربحية لاستضافة أحداث ثقافية مختلفة.
هل هناك أي شيء أكثر غرابة من مدن الملاهي المهجورة؟ المكان الذي حلّقت فيه ضحكات الأطفال والكبار ذات مرة في الهواء، وصنعت العجلات الدوارة ذات الألوان الزاهية رحلات مثيرة وممتعة وذكريات عائلية لا تمحى للأبد. لطالما كانت مدن الملاهي من بين الأماكن المفضلة للأطفال، وبالرغم من أن معظم تلك المدن قد أغلقت وتركت للنسيان، إلا أنها ما تزال محفوظة في صور دفاتر ذكريات الكثيرين، وشاهدةً على الكثير من اللحظات السعيدة.
التعليقات