"ناورو" الدولة التي ليس لها عاصمة

تقع جزيرة "ناورو" في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ وتتألف من جزيرة مرتفعة جنوب شرقي ميكرونيزيا وأربعين كيلو مترا فقط جنوبي خط الاستواء، وهي على بعد 1300 كم إلى الشمال الشرقي من جزر "سليمان"

(توضيحية)

تقع جزيرة "ناورو" في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادئ وتتألف من جزيرة مرتفعة جنوب شرقي ميكرونيزيا وأربعين كيلو مترا فقط جنوبي خط الاستواء، وهي على بعد 1300 كم إلى الشمال الشرقي من جزر "سليمان" أما جارتها الأقرب جغرافيا فهي جزيرة "بانابا كيريباتي" على الجهة الشرقية منها. ومع أن دولة ناورو ليس لها عاصمة رسمية إلا أن مكاتب الحكومة تقع في مدينة يارين وهي المدينة المركزية فيها.

جزيرة ناورو

مساحة وطبيعة جزيرة ناورو

بالرغم من أن الفاتيكان هي أصغر دولة في العالم إلا أن دولة ناورو هي ثاني أصغر دولة في العالم وهي الأصغر على الإطلاق بين الدول الجزرية في العالم. تبلغ مساحة هذه الدولة 21 كم2 ويبلغ عدد سكانها حوالي 13 ألف شخص فقط. تضم الجزيرة بحيرة غير عميقة تدعى "بوادا لاغون" ويحيط بهذه البحيرة شريط بري ضيق لكنه يعتبر خصبا.

يرتفع سطح الجزيرة عن سطح البحر حوالي 30 مترا وتبلغ أعلى نقطة فيها 65 مترا وأرضها غنية بالفوسفات الصخري الذي يغطي حوالي ثلثي مساحتها وقد ترك استخراجه من أرض الجزيرة حوافا ورؤوسا مدببة وغير متناسقة من حجر اللايم. في الحقيقة فإن التنقيب الجائر للفوسفات قد أثر سلبا في الجزيرة وترك أربعة أخماس من مساحتها الصغيرة نسبيا غير قابلة للسكن أو الزراعة.

مناخ جزيرة ناورو

مناخ جزيرة ناورو

يعتبر مناخ جزيرة "ناورو" مداريا حيث لا تنخفض درجة الحرارة خلال النهار عن 28 درجة سيلسيوس ويعدّلها النسيم المنبعث من المحيط. ويبلغ معدل الأمطار سنويا فيها 2000 مم بشكل وسطي إلا أن أوقات الجفاف واردة الحدوث.

بالإضافة إلى ذلك فالمصدر الوحيد للمياه العذبة في الجزيرة هو عبر تجميع مياه الأمطار عن أسقف المنازل عبر أنظمة تجميع مخصصة لهذه الغاية، كما أن الماء العذب يتم استيراده على متن السفن التي تزور الجزيرة لتحمل الفوسفات منها. ولا توجد في الجزيرة أية أنهار كما أن عدم انتظام الأمطار يقلل من فرص الزراعة فيما عدا الحزام البري المحيط بالبحيرة.

لهذه الأسباب تقتصر مزروعات الجزيرة الرئيسة على جوز الهند ونوع محدد من الموز يدعى باندانس وعلى الأناناس وبعض الخضروات المتفرقة وبالطبع فإن الناتج الزراعي لهذه المحاصيل لا يغطي حاجة أو استهلاك سكان الجزيرة.

تعتبر جزيرة ناورو حاليا محطة توقف ممتازة للطيور المهاجرة كما جرى جلب الدجاج إليها وقد كانت هذه الجزيرة تفتقر لوجود الحيوانات من الثدييات إلى أن جلب بعض الحيوانات إليها مثل الخنازير والكلاب والقطط بالإضافة إلى وجود القوارض مثل الجرذان والفئران.

تاريخ جزيرة ناورو

تعتبر أصول السكان الأصليين في هذه الجزيرة منحدرة من ميكرونيزيا ومن بولينيسيا وقد كانت تحت سلطة الدولة الألمانية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ثم أصبحت تحت الانتداب الأسترالي والنيوزيلندي والبريطاني خلال الحرب العالمية الأولى. أما خلال الحرب العالمية الثانية فقد استولت اليابان على هذه الجزيرة ولم تنل استقلالها وحريتها التامة حتى العام 1968.

اقتصاد دولة ناورو

الزراعة ورخص الصيد

تعتبر الزراعة واحدة من مصادر الدخل في دولة ناورو وذلك من محاصيل القهوة على سبيل المثال، كما أن الصيد والصناعة والسياحة بالإضافة إلى الزراعة تعتبر مصادر دخل للجزيرة بالرغم من أن مردودها كلها قليل. ويعتبر مصدر الدخل الأساسي لهذه الدولة من المنطقة الحرة الواسعة نسبيا التابعة للجزيرة والتي تبعد عنها 320 كم. وقد باشرت دولة ناورو بإعطاء رخص الصيد في مياهها الإقليمية منذ التسعينات وهو مصدر الدخل الأساسي والثابت للجزيرة.

الفوسفات

الفوسفات فقد بدأ استخراجه من أرض جزيرة ناورو منذ عام 1907

أما الفوسفات فقد بدأ استخراجه من أرض جزيرة "ناورو" منذ العام 1907 ولعقود مضت كان مصدر الدخل الأساسي للجزيرة ونوع صادراتها الوحيد وخصوصا أنه كان ذا جودة عالية. إلا أن هذا التصدير كان تحت يد شركات تديرها حكومات المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.

لم تضع حكومة ناورو المستقلة يدها على استخراج الفوسفات وتصديره حتى السبعينيات لدرجة أن هذه الدولة تصدرت قائمة أغنى الدول لفترة وجيزة في الثمانينيات كنتيجة للناتج المحلي الإجمالي فيها. وقد اختار الكثيرون من مواطني هذه الدولة الذين يمتلكون أراضي يتم التنقيب عن الفوسفات فيها في تلك الحقبة أن لا يعملوا أبدا لأنهم لم يكونوا بحاجة إلى المردود المادي للعمل.

إلا أن مخزون الفوسفات في الجزيرة أخذ ينضب بسرعة وتعرضت جزيرة "ناورو" إلى هبوط حاد في مصادر دخلها ما كاد يؤدي إلى إفلاس الدولة في بداية القرن الواحد والعشرين. كان على الدولة في هذه الحال إيجاد مصادر بديلة للدخل إلا أنها شهدت انتعاشا طفيفا باقتصادها خلال العقد الأول من الألفية الثانية بعد إيجاد طرق جديدة لاستخراج مخزون الفوسفات الذي لم يكن من المقدور عليه استخراجه من أرض الجزيرة سابقا.

خدمات سياسية سكانية

وافقت دولة جزيرة "ناورو" في بداية القرن الواحد والعشرين على استقبال مجموعة من طالبي اللجوء في أستراليا في أراضيها ريثما تنتهي معاملاتهم الشخصية الروتينية وانتقالهم إلى أستراليا، وفي المقابل قامت الحكومة الأسترالية بدعم حكومة ناورو بملايين الدولارات.

الحكومة والمجتمع في جزيرة ناورو

جرى تطبيق الدستور الناوروي منذ العام 1968 عند استقلالها وهو ينادي بالحقوق والحريات الشخصية الأساسية لأفراد شعبها، وتجمع الحكومة ما بين النظامين البرلماني والرئاسي. يتم انتخاب أعضاء البرلمان من قبل المواطنين الذين يتجاوز عمرهم 20 سنة وتكون مدة دورة البرلمان 3 سنوات إلا إذا تم حله مسبقا بسبب حجب الثقة عنه. والبرلمان مسؤول عن انتخاب الرئيس الذي يعتبر رأس الدولة ورأس الحكومة في آن معا، وبدوره يقوم الرئيس بتشكيل الحكومة من أعضاء البرلمان.

أصبحت دولة جزيرة "ناورو" عضوا في الكومنويلث وفي الأمم المتحدة في العام 1999.

أما بالنسبة للنظام القضائي في جزيرة "ناورو" فيعتبر ثلاثي المحاكم لأنه يحتوي على المحكمة العليا والمحكمة المحلية ومحكمة الأسرة. علما أن المحكمة العليا تمسكت بسلطات محكمة البداية والاستئناف ويترأسها رئيس القضاة. تجدر الإشارة هنا إلى أن طلبات الاستئناف النهائية يمكن أن يتم البت فيها من قبل محكمة أستراليا العليا وذلك بناء على طلب حكومة ناورو.

التعليقات