قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تحديد مهاراتك أو أماكن تميزك، ويزداد الأمر إحباطا عندما يبدو الجميع ممن حولك واثقين من أنفسهم ومن قدراتهم ويعلمون تماما الأمور التي يبرعون فيها. مجرد أنك لا تعرف ما هي موهبتك لا يعني أنك غير موهوب لكنك فقط متأخر عن محيطك وهذا الأمر يمكن تداركه. إذا كنت واحدا من الذين يعانون لمعرفة موهبتهم في الحياة أو المهارة التي تميزهم عن غيرهم يسعدنا أن نقدم لك بعض النصائح التي ستساعدك كثيرا في رحلتك إلى اكتشاف مكامن قوتك ومهاراتك.
الكثير والكثير من التجارب
لمعرفة موهبتك عليك بالدرجة الأولى أن تحاول بالفعل وتجرب الكثير من الأمور خصوصا إذا لم يكن هناك أمرا معينا تشعر أنه موهبتك الحقيقية. عادة ما يشعر الشخص بالإحباط والملل إذا كان يعاني من الفراغ ولكن ذلك يعني أن لديك الوقت لتصفح ما حولك من صفوف ودورات فنية أو تطبيقية أو لغوية أو حتى الورشات التي تشرف عليها الجامعات والمؤسسات التعليمية.
يمكن البدء بورشة فنية لتعلم صنع الخزفيات أو دورة للرسم أو تعلم التصوير الاحترافي. أما إذا كنت ميالا للأنشطة الحركية أكثر فيمكنك الانضمام إلى أحد الفرق الرياضية المحلية. بالطبع لا تتوقع أن تنافس على مستوى الأولمبياد على الفور لكن التجربة هي المهمة هنا. من يدري فقد تكون هدافا بالفطرة!
يمكن دائما اللجوء إلى الإنترنت والتعرف على الأنشطة الرائجة أو التي يمارسها الأشخاص من فئتك العمرية. عبر استكشاف هوايات الآخرين قد يلفت انتباهك شيئا ما أو يشدك نشاط ما أو تكتشف أن شيئا تقوم به بالفعل يعتبر فنا فريدا وغريبا.
استشر المقربين منك
من المفيد سؤال الأشخاص المقربين منك مثل الأخوة والأصدقاء عن ما يظنون أنك ماهر به، كما أن الوالدين قد يتذكران هواياتك في الطفولة التي لم تسنح لك الفرصة بمتابعتها. يفضل أن تخوض هذا الحديث مع أشخاص إيجابيين لا يسخرون من محاولاتك لإيجاد هوايتك المفضلة أو يشعرونك أنه من الغرابة أنك لا تعرف هواياتك بشكل تلقائي.
قد يذكرك صديقك المقرب بحلمك القديم بأن تصبح مغنيا أو بارتياد صفوف الغناء أو قد يلفت انتباهك إلى مهارتك في تقليد الأشخاص والأصوات أو قد يثني ذوقك في تنسيق الملابس والألوان وحبك لتصميم الأزياء.
تذكر مهاراتك السابقة
قد يكون من المفيد تذكر المسابقات التي حصلت فيها على جوائز في المدرسة أو المواد التي كنت دائما متفوقا بها. إذا كنت من المميزين بأي شيء في السابق فقد يكون ذلك بذرة موهبة قد تقودك إلى الإبداع. إذا كان المحيطون بك قد ميزوك عن غيرك بأي نشاط فهذا يعني أنك قد استحقيت المديح والمكافأة. على سبيل المثال إذا كنت متفوقا بالرياضيات فقد يعني ذلك أن لديك موهبة في الحساب الذهني أو التصميم الهندسي أو غيرها من الفروع المتشعبة من هذه المادة.
المواهب ممتعة
قد تعني الموهبة أمرا مختلفا من شخص إلى آخر، حيث يعتقد معظم الناس أن الشخص موهوب بأمر ما عندما يكون بارعا به، إلا أن آخرين يرون أن الشغف لممارسة نشاط ما هو الأهم لأن الإنسان يتقن ما يهواه. لا تتعلق الموهبة دائما بالنتيجة بل بالأفكار التي ترافق العمل والمشاعر التي تراود الشخص أثناءه.
الشغف جزء كبير من الموهبة وغالبا ما يتناسى الناس هذا الأمر عندما يحاولون معرفة الشيء الذي يبرعون به. على سبيل المثال يعتبر الفن أمرا نسبيا لا يخضع لقواعد ثابتة وإنما يحدده ذوق الشخص وذوق المتلقي. فإذا كان نوع ما من الفنون يشعرك بالسعادة أثناء ممارسته فالأمر جدير بالاستمرار فيه ومحاولة تطوير المهارات فيه.
ما هي نقاط قوتك؟
يتمنى معظم الناس أن يكون لديهم هواية بعيدة عما يفعلونه في الحياة لكسب العيش. إذا كنت تقضي يومك في العمل بتنظيم البيانات والمهمات على العاملين على سبيل المثال فهل هذا يعني أن موهبتك الخفية هي إنشاء ملفات الإكسل؟ بالطبع لا. لكن هذه المهارة التي تتقنها جيدا قد تتمكن من تحويلها إلى مهارة خلاقة مثل تنظيم الحفلات على سبيل المثال. كل ما عليك فعله هو التفكير بإطار جديد لمهاراتك السابقة.
ما هي مهاراتك الحسية؟
لا يمكن أن تكون مهارات كل الناس مادية أو محسوسة مثل النحت أو الرسم. إذ أن بعض المهارات تحتاج إلى ظروف خاصة لتظهر للعلن. على سبيل المثال قد يكون الشخص قادرا على إيجاد حلول خلاقة لأن له طريقة تفكير خارج الصندوق أو أن يكون مستمعا جيدا أو قادرا على حل الخلافات بطريقة مبتكرة بين شخصين متخالفين. قد لا تبدو هذه المهارات ميزات عظيمة للوهلة الأولى ولكن إذا كنت قادرا على تقريب وجهات النظر بين طرفين متخاصمين أو إيجاد حلول مبتكرة على سبيل المثال فقد تكون هذه مهارة وموهبة فريدة. وبالطبع في هذه الحالة يمكن أن يطور الشخص مهاراته ويصبح استشاري أزواج مثلا أو طبيبا نفسيا.
استمع إلى نفسك
فكر بالأشياء التي تجعل قلبك يقفز من الفرحة أو الأشياء التي تتركك مشدوها ناسيا أن تتنفس لشدة إعجابك بها أو حتى الأشياء التي تشعر بحاجتك الشديدة إليها في حياتك كلما صادفتها.
هل تشعر أن معدتك تنقبض عندما تسمع أحدهم يعزف البيانو؟ هل فكرة كتابة رواية أو دراسة أو قصة ما تداعب عقلك كلما سمعت بكتاب جديد في المكتبات؟
هذه المشاعر لا تراودك عن عبث، ومشاعر الألم أو الدهشة التي تصيبك ما هي إلا طريقة جسمك وعقلك بإخبارك عن حاجتك إلى هذه الأشياء وإلى أنها تكملك. كل ما عليك فعله في هذه الحالة هو المحاولة والتجريب وهي النصيحة الأولى في هذه المقالة. يمكنك مثلا الذهاب إلى درس بيانو ومحاولة متابعة هذه الرغبة الدفينة لديك، أو يمكنك الشروع بالكتابة. فقط ابدأ بالكتابة حتى لو كان ما تكتبه يبدو غير مهم لأن السر يكمن بالتجربة. قد تكون موهوبا بالفطرة أو قد تحتاج إلى التعلم والصبر والمثابرة أو قد تكتشف أن هذه الأمور ليست لك وبكل الأحوال التجربة خير من الندم على عدم المحاولة.
التعليقات