العلاقات الجيدة في الأعمال هي سبب جوهري وأساسي، وخصوصا في حالة التنظيم الجيد للوصول إلى نتائج مناسبة، وتحقيق الرضا بين الموظفين والعملاء والزملاء، فالعلاقات الطيبة سبب رئيسي نحوَ الأفضل للمنظمة، فالسؤال الذي يجب أن نناقشهُ كيف يمكن تنظيم علاقات العمل؟
كيف هي العلاقات التي لديك مع زملائك؟
وفقًا لِدراسات جامعية، فإن الأشخاص الذين لديهم أفضل صديق في العمل هم أكثر قدرة للانخراط في وظائفهم، وقد وجد أن الأشخاص الذين يمتلكون صديقا جيدا في مكان العمل هم أكثر عرضة "للسعادة". علاوة على ذلك، ترتبط علاقات العمل الجيدة بمشاركة أفضل من قبل الموظفين مع العملاء لزيادة الأرباح.
الآن سوف تتعرف على سبب وأهمية وجود علاقات عمل جيدة في كل بيئة، وكيفية بنائها والحفاظ عليها، وحتى إيجاد طرق للعمل مع الأشخاص الذين لا تتعامل معهم غالبًا.
لماذا يجب أن يكون لديك علاقات عمل جيدة؟
البشر مخلوقات اجتماعية بالفطرة الإلهية، وعندما نفكر في أننا نقضي ثُلث حياتنا في العمل، فمن الواضح أن العلاقات الجيدة مع الزملاء ستجعل وظائفنا أكثر متعة ونحقق نتائج أفضل بشكل دائم.
كلما كان زملاء العمل أكثر راحة حول بعضهم البعض وكانت علاقاتهم أكثر متعة، كلما شعروا بثقة أكبر في التعبير عن الآراء والعصف الذهني والتوافق مع الأفكار الجديدة المطروحة من قبل الإدارة أو أحدهم، على سبيل المثال: المستوى من العمل الجماعي ضروري لاحتضان التغيير والإبداع والابتكار، وعندما يرى الناس نجاحات العمل معًا بهذه الطريقة، ترتفع معنويات المجموعة وإنتاجيتها.
تمنحك علاقات العمل الجيدة أيضًا الحرية في التعبير والاختيار، بدلًا من قضاء الوقت والطاقة في التعامل مع العلاقات السلبية التي لا تجدي نفعًا، يمكنك بدلًا من ذلك التركيز على الفرص، بتحقيق أعمال تجارية جديدة إلى التركيز على التنمية الشخصية لاكتساب مهارات أكثر طلبًا في سوق العمل.
كما أن وجود دائرة مهنية قوية سوف تساعدك أيضًا على تطوير حياتك المهنية، وفتح الفرص لاكتشاف علاقة طيبة جديدة.
تتطلب علاقة العمل الجيدة الثقة والاحترام والوعي الذاتي والشمول والتواصل المفتوح مع الطرف الأخر، دعنا نستكشف كل من هذه الخصائص معًا.
الثقة بين أعضاء الفريق
عندما تثق بأعضاء الفريق، يمكنك أن تكون منفتحًا وصادقًا في أفكارك وأفعالك معهم، ولن تضيع الوقت أو الطاقة في المراجعات التي لا تنفع ولا تقدم شيئا.
الاحترام المتبادل
فرق تعمل جنبًا إلى جنب مع وجود الاحترام المتبادل، يجب تقييم الاقتراحات مع بعض بين أعضاء الفريق الواحد، ابحث عن حلول تستند إلى الرؤية الجماعية والحكمة والإبداع، لا تكن منفردًا في اتخاذ القرارات.
الوعي الذاتي
هذا يعني تحمل المسؤولية عن كل ما تتحدث به أو تكتبهُ وتفعلهُ، كما يجب عدم السماح لمشاعرك السلبية بالتأثير على الأشخاص من حولك ونقل الطاقة السلبية لهم.
الشمولية والاستيعاب
يجب قبول الأشخاص والآراء المتنوعة من حولك، عليك بالترحيب بهم دائمًا، على سبيل المثال: عندما يقدم زملائك آراء مختلفة عن آرائك، ضع في اعتبارك الآراء والمنظور الذي يتحدثون عنهُ، اجعلها "إضافة ثقافية" في صنع القرار الخاص بك.
التواصل المفتوح
تعتمد جميع العلاقات الجيدة على التواصل المفتوح والصادق سواءً كنت ترسل رسائل بريد إلكتروني أو رسائل فورية، أو تلتقي وجها لوجه أو على مكالمات الفيديو، فكلما تواصلت بشكل أكثر فعالية مع من هم حولك، كلما كان الاتصال أفضل بينكم.
ما هي علاقات العمل المهمة؟
على الرغم من أنهُ يجب عليك محاولة بناء علاقات عمل جيدة والحفاظ عليها مع الجميع، إلا أن البعض يستحق اهتمامًا إضافيًا، مثل العلاقة بين المدير والموظف، فيجب أن تعلم بأنّ جميع الدراسات أثبتت، المدير وحدهُ يمكن أن يمثل ما يصل إلى 70% من مشاركة الفريق مجملًا.
مساعدة الفريق
دَع المديرون يبنون علاقات مع الموظفين بشكل جيد لتقديم أفضل النتائج، يمكنك اكتشاف كيف يتناسب عمل الفرد مع "الصورة الأكبر المنظمة"، وفهم نقاط القوة لديه، ومساعدتهُ على تحديد المجالات التي يجب تطويرها.
استكشاف الإدارة العليا
لِتحليل كيف يفضل مديرك العمل، وتوقع احتياجات العمل، وتكييف النهج من أجل علاقة أكثر سلاسة بينكم جميعًا، سوف تستفيد أيضًا من تطوير علاقات عمل جيدة مع أصحاب المصلحة المباشرين، هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم مصلحة في نجاحك أو فشلك، مثل العملاء والموردين وفريقك الذي من حولك، تشكيل تواصل جيد معهم سوف يساعدك على ضمان أن المشاريع الخاصة بك والوظيفي، هي على المسار الصحيح.
تحليل أصحاب المصلحة
يساعدك على تحديد من هم هؤلاء الأشخاص حتى تتمكن من تخصيص الوقت لبناء هذه الشراكات معهم، وكيفية بناء علاقات عمل جيدة، قد يستغرق بناء علاقات وثيقة مع الأشخاص وقتًا وجهدًا، خاصة في حال وجود بعض الأفكار السلبية لديهم، ولكن هناك أيضًا خطوات يمكنك اتخاذها اليوم لتكون أفضل مع الزملاء والعملاء.
تحديد احتياجات العلاقة
هل تعرف ما الذي تحتاجهُ من الآخرين؟ هل تعرف ما الذي يحتاجونهُ منك؟ فهم هذه الاحتياجات مفيدًا في بناء علاقات أفضل بينك وبين البيئة المحيطة.
تطوير مهارات من هم حولك
تبدأ العلاقات الجيدة بمهارات الأشخاص والكفاءة بالعمل، لاختبار مدى تعاونك والتواصل والتعامل مع الأزمات، فإن ذهابك نحو أدوات مفيدة لتحسين أي مناطق ضعيفة داخل الفريق يعتبر عامل إيجابي في تحسين العلاقات بينكم.
التركيز على الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي: هو قدرتك في التعرف على المشاعر الخاصة بك، وفهم أفضل لما يُقال من حولك، من خلال تطوير الذكاء العاطفي الخاص بك، ستصبح أكثر مهارة في تحديد مشاعر واحتياجات الآخرين والتعامل معها لتحسين العلاقات العامة.
التدرب على الاستماع بانتباه
يستجيب الناس بشكل أفضل لأولئك الذين يستمعون حقًا إلى ما يقولونهُ، من خلال ممارسة الاستماع اليقظ، سوف تتحدث أقل وتفهم أكثر، وسوف تصبح جديرة بالثقة في العلاقات.
إدارة وقت العلاقات
يجب تخصيص بعض الوقت للترفيه مع الزملاء لكن ليس بشكل كبير، من المحتمل العلاقات والترفيه الزائد أن يضعف الإنتاجية، خصوصا عندما يبدأ صديق أو زميل في سَرقة وقتك، من المهم أن تضع حدودا، وإدارة مقدار الوقت الذي تكرسه للتفاعلات الاجتماعية في العمل مع الزملاء.
تقدير الآخرين
الجميع، من المدير في العمل إلى الموظف، يُريد أن يشعر بعملهُ مكان تقدير، وبالتالي شُكر الزملاء من حولك عندما يفعلون شيئًا جيدًا، أمر هام والاعتراف سيفتح الباب أمام علاقات عمل رائعة.
كن إيجابيا
ركز على أن تكون إيجابيًا، الإيجابية هي خيار جيد والناس تنجذب إلى الذي يجعلها تشعر بالطاقة الإيجابية.
تَجنب النميمة
سياسة التحدث، القيل والقال يمكن أن تدمر العلاقات في مكان العمل، إذا كنت تواجه تعارضَا مع شخص ما في مجموعتك، فتحدث معهُ مباشرة حول المشكلة، إن النميمة مع الزملاء الآخرين لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، وتسريع عدم الثقة والعداء بينكم.
التعليقات