الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة

تساعد الموسيقى الكثير من الطلاب على التركيز في دراساتهم بينما يجد آخرون أنه من المستحيل بالنسبة لهم الدراسة بوجود أصوات في المحيط. إلا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن الموسيقى تقدم الكثير من الفوائد للذين

الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة

(توضيحية - unsplash)

تساعد الموسيقى الكثير من الطلاب على التركيز في دراساتهم بينما يجد آخرون أنه من المستحيل بالنسبة لهم الدراسة بوجود أصوات في المحيط. إلا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن الموسيقى تقدم الكثير من الفوائد للذين يقومون بمهام ذهنية مثل الدراسة والعمل الذي يحتاج إلى تركيز. فهل الموسيقى تساعد على التركيز أم تؤثر سلبا؟

الجواب في الحقيقة لا يمكن أن يكون ببساطة "نعم" أو "لا" بل يمكن القول إن تأثير الموسيقى يختلف من فرد إلى آخر وأن هناك بعض الفوائد والسلبيات المثبتة كما توجد بعض النصائح التي يمكن أن تجعل الاستماع إلى الموسيقى تجربة إيجابية أكثر أثناء الدراسة أو المهمات الذهنية.

إيجابيات الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة

الموسيقى تخفف التوتر وتبعث إلى الاسترخاء

الموسيقى تخفف التوتر وتبعث على الاسترخاء

ليست الموسيقى كفيلة فقط بتحفيزك على إتمام المهمة التي تقوم بها بل إنها تعمل أيضا على تحفيز الشخص وإعطائه القدرة على التفكير الإيجابي.

في دراسة أجريت في العام 2013 على 60 متطوعة، أجريت اختبارات فيزيولوجية تتعلق بالتوتر أثناء الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو صوت الماء المنساب أو بدون أصوات أبدا. أثبتت هذه الدراسة أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة له تأثير مباشر على ردود الأفعال الفيزيولوجية والفيزيائية للجسم من حيث إفراز الهرمونات تحت الضغط أو في جو متوتر. بالطبع هناك حاجة إضافية لدراسات أوسع ومحددة أكثر إلا أن ذلك لا يبعث الشك في نتائج هذه الدراسة.

وفي دراسة أخرى أجريت عام 2021 أفاد مرضى العناية المشددة بأن الموسيقى تجعلهم يشعرون بتوتر وقلق أقل وذلك بعد مضي 30 دقيقة على الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

يشير الباحثون إلى إمكانية المزاج الجيد على تحسين القدرة على التعلم ونتائجه. هذا يعني أنك أكثر قدرة على التعلم وأنت في مزاج جيد. ومن المعروف أن الدرس قد يكون مرهقا وموترا أحيانا وخصوصا إذا كان الطالب يواجه صعوبة في فهم المادة التي يدرسها ولذلك قد يكون من المفيد تجربة الاستماع إلى الموسيقى أثناء الدراسة.

الموسيقى تحفز على العمل

من الشائع للطلاب أن يقضوا ليلةً كاملة في الدراسة للامتحان أو التحضير لواجب ضخم يجب تسليمه في الصباح. عادة ما يكافئ الأهل الطالب بعد واحدة من هذه الليالي عبر إهدائه شيئا يفضله مثل بعض الملابس أو الدراجة الهوائية التي يحلم بها وغيرها من الأمور.

وفق دراسة أجريت عام 2019 فإن للموسيقى قدرة على تفعيل مركز المكافآت في دماغ الإنسان مثل المكافآت المادية. إذا يمكنك مكافأة نفسك بالموسيقى التي تحبها وتحفيز دماغك على إتمام المهمات الصعبة. إذا كنت واحدا من الأشخاص الذين لا يفضلون الاستماع للموسيقى أثناء الدراسة فمن الممكن أن تستمع لأغانيك المفضلة أثناء الاستراحات.

الموسيقى تساعد على التركيز

وفقا لدراسة أجريت عام 2007 فإن الموسيقى وخصوصا الكلاسيكية أو الهادئة تساعد الدماغ على استيعاب وفهم المعلومات الجديدة التي تقدم إليه لأن دماغ الإنسان يقوم باستيعاب محيطه والعالم من حوله عبر تقسيمه إلى جزئيات صغيرة. وقد وجد الباحثون أن الموسيقى تعمل على تدريب الدماغ على الانتباه للأحداث المحيطة وتوقع الأحداث المستقبلية أيضا.

بالإضافة إلى ذلك فإن الموسيقى تطور القدرة الاستنتاجية والتفكير المنطقي للشخص ما يطور بدوره القدرة الدماغية للوصول إلى النتائج والإجابات.

قد تساعد الموسيقى بالقدرة على الحفظ

أثبتت دراسة أجريت عام 2014 أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يحفز الأشخاص المتقدمين في العمر على الحفظ والتذكر أثناء عمليات ذهنية محددة.

سلبيات الاستماع للموسيقى أثناء الدراسة

قد تشتت الموسيقى الانتباه

قد تشتت الموسيقى الانتباه 

تكمن قوة الموسيقى بقدرتها على شغل الذهن عن بعض الأفكار وحصر انتباه المستمع فيها ولذلك يعمد الأشخاص الحزينون أو القلقون إلى الاستماع إلى الموسيقى. لا تنطبق هذه المقولة بالطبع على كل أنواع الموسيقى أو كل ظروف الاستماع إليها ولكن قد يكون من الصعب في بعض الأحيان حل مسألة رياضيات معقدة أو تقديم ورقة بحثية أو مقالة أدبية أثناء الاستماع إلى ميتاليكا.

قد تؤثر الموسيقى سلبا على الذاكرة العاملة

يستخدم الانسان الذاكرة العاملة أثناء القيام بأي مهمة ذهنية مثل التعلم أو حل المشاكل وأثناء المهمات اليومية مثل تذكر لائحة المشتريات أو تسلسل مواعيد اليوم. عادة ما يشغل الأشخاص العاديون ذاكرتهم العاملة بعدة معلومات إلا أن البعض الآخر قادر على تحمل عدد كبير منها.

تظهر الدراسات العلمية أن الاستماع للموسيقى قد يكون له تأثير سلبي على الذاكرة العاملة. فإذا كنت من الأشخاص الذين يعانون لتذكر الأشياء التي عليك شراؤها في السوبر ماركت قد يكون الاستماع للموسيقى أثناء حصر هذه الأغراض في ذهنك فكرة غير سديدة.

تقليل القدرة على الاستيعاب أثناء القراءة

قد تخفض بعض أنواع الموسيقى وخصوصا المترافقة مع كلمات مغناة أو الموسيقى السريعة والصاخبة القدرة على استيعاب الكلام المقروء. ولذلك ينصح بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة ذات الإيقاع البطيء أثناء الدراسة العلمية أو قراءة المواد الأدبية كذلك.

نصائح للاستماع للموسيقى أثناء الدراسة

كما ذكرنا سابقا ليس من الضروري أبدا أن يستمع الشخص للموسيقى إذا كان يفضل الهدوء أثناء الدراسة. إلا أنه في حال أراد الشخص الاستماع للموسيقى أثناء دراسته ومذاكرته فمن المفضل أن يتبع بعض النصائح مثل:

تفادي الموسيقى ذات الكلمات المغناة

قد تسبب الكلمات المغناة بأية لغة يمكنك فهمها تشتيت الانتباه ولفت نظرك إلى معانيها ومحاولة ترجمتها إذا كانت بلغة أخرى غير لغتك الأم.

اختيار الموسيقى الهادئة

بالرغم من أن الأبحاث الحالية توصي باعتماد الموسيقى الكلاسيكية أثناء الدراسة إلا أنه يمكن اختيار أنواع أخرى من الموسيقى الهادئة حسب ذوقك واختيارك أو الموسيقى التي توجد عادة في المنتجعات أثناء الخضوع لجلسة مساج.

تفادي الموسيقى الصاخبة والتجريبية

يقصد هنا أن بعض أنواع الموسيقى تغير إيقاعها وأطوارها كل فترة زمنية ما يدعو الطالب إلى ترقب التغير القادم أو تشتيت أفكاره مع تغير الإيقاع.

إبقاء صوت الموسيقى منخفضا

توصف الموسيقى التي يتم الاستماع إليها أثناء الدراسة بأنها موسيقى خلفية أي أنها لا يجب أن تكون صادحة.

اختيار موسيقى لا تربطك بها مشاعر

قد يؤثر الاستماع للموسيقى التي تحبها أو تكرهها على حد سواء على قدرتك على التركيز.

التعليقات