هل تستطيع بعض الحيوانات بالفعل التنبّؤ بالزلازل قبل وقوعها؟

لعدّة قرون، وردت أحاديث كثيرة حول سلوكيّات غير عاديّة لحيوانات قبل وقوع الزلازل، على سبيل المثال، في عام 373 قبل الميلاد، وردّ أنّ الجرذان والثعابين وأعراس قد غادرت مدينة هيليس اليونانيّة قبل أن يدمّرها الزلزال

هل تستطيع بعض الحيوانات بالفعل التنبّؤ بالزلازل قبل وقوعها؟

(Getty)

بعد الزلازل المدمّرة الّتي ضربت تركيّا وسورية مؤخّرًا، وخلّفت عشرات آلاف الضحايا ومئات آلاف المنازل المهدّمة، عاد الحديث العلميّ حول قدرة الحيوانات على التنبّؤ بالزلازل قبل حدوثها، ولطالما كان هذا الأمر موضوع اهتمام ومناقشة لسنوات طويلة، وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع يدعم هذه النظريّة، إلّا أنّ هناك العديد من الروايات والقصص المتناقلة والمسجّلة، تشير إلى تصرّفات غير عاديّة تقوم بها بعض الحيوانات، قبل وقوع الزلازل.

ولعدّة قرون، كان هناك أحاديث كثيرة حول سلوكيّات غير عاديّة لحيوانات قبل وقوع الزلازل، على سبيل المثال، في عام 373 قبل الميلاد، وردّ أنّ الجرذان والثعابين قد غادرت مدينة هيليس اليونانيّة قبل أن يدمّرها الزلزال. وبالمثل، في عام 1923، أفاد سكّان مدينة إيتو اليابانيّة أنّ قططهم وكلابهم كانت تتصرّف بشكل غريب في الأيّام الّتي سبقت حدوث زلزال مدمّر.

وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك تقارير عديدة حول حيوانات تصرّفت بشكل غريب قبل الزلازل. على سبيل المثال، في عام 2009، لاحظ باحثون في إيطاليا أنّ الضفادع قد هجرت مواقع تكاثرها قبل عدّة أيّام من وقوع زلزال كبير. في حالة أخرى، كانت هناك تقارير عن ثعابين تركت أوكارها قبل زلزال في الصين في عام 1975.

وهناك عدد من النظريّات حول سبب قدرة الحيوانات على التنبّؤ بالزلازل. وتقول إحدى النظريّات أنّ الحيوانات قادرة على استشعار التغيّرات في المجال المغناطيسيّ للأرض وثبّت جيّدًا بعد دراسات أجريت أنّ بعض أنواع الحيوانات، مثل الطيور، تستخدم المجال المغناطيسيّ للأرض للتنقّل. من الممكن أنّ التغييرات في المجال المغناطيسيّ الّتي تسبّبها حركة الصفائح التكتونيّة قبل أن تتمكّن الحيوانات من اكتشاف الزلزال.

نظريّة أخرى هي أنّ الحيوانات قادرة على اكتشاف التغيّرات في الغلاف الجوّيّ قبل وقوع الزلزال. ويعتقد أنّ حركة الصفائح التكتونيّة يمكن أن تسبّب تغيّرات في ضغط الهواء، والّتي قد تكون الحيوانات قادرة على الشعور بها. على سبيل المثال، لوحظ أنّ الطيور غالبًا ما تتوقّف عن الغناء قبل وقوع الزلزال، وأنّ الكلاب قد تصبح مضطربة، وفي نظريّة أخرى تفيد أنّ الحيوانات قادرة على اكتشاف الاهتزازات الدقيقة في الأرض قبل وقوع الزلزال، ومن المعروف أنّ بعض الحيوانات، مثل الفيلة والكلاب، قادرة على اكتشاف الأصوات منخفضة التردّد الّتي لا يستطيع البشر سماعها. حيث يرجّح باحثون أنّه من الممكن أن تكون الحيوانات قادرة على اكتشاف الاهتزازات في الأرض الناتجة عن حركة الصفائح التكتونيّة.

ودرس باحثون في اليابان سلوك الكلاب قبل الزلازل. حيث لاحظوا أنّ الكلاب غالبًا ما تصبح مضطربة أو مضطربة قبل وقوع الزلزال، وأنّها قد تنبح أو تئنّ أكثر من المعتاد. ومع ذلك، فإنّ هذا السلوك ليس ثابتًا في الكلاب جميعها، وليس من الواضح ما إذا كان مؤشّرًا موثوقًا به للزلازل. وفي حين أنّ الأدلّة على الحيوانات الّتي تتنبّأ بالزلازل لا تزال غير حاسمة، إلّا أنّ مجال البحث لا يزال يجذب اهتمام عدد كبير من الباحثين حول العالم لفكّ هذا اللغز.

التعليقات