تقرير أممي: التمييز بين الجنسين لم يتحسن خلال العقد الماضي

*عدم المساواة ظل دون تغيير في العقد الماضي *نحو 90٪ من الرجال والنساء لديهم تحيز أساسي ضد المرأة *الرابط بين مستوى التعليم والدخل لم يعد له قيمة

تقرير أممي: التمييز بين الجنسين لم يتحسن خلال العقد الماضي

توضيحية (Getty Images)

أظهر بحث أجرته الأمم المتحدة ونشرت نتائجه اليوم، الإثنين، أن عدم المساواة بين الجنسين ظل كما هو على مدى العقد الماضي، مشيرا إلى أن التحيزات والضغوط الثقافية استمرا في إعاقة تمكين المرأة وجعلا من غير المرجح تلبية هدف الأمم المتحدة المتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030.

وعلى الرغم من الطفرة في أنشطة جمعيات ومنظمات حقوق المرأة والحركات الاجتماعية مثل "تايمز أب" و"مي تو" في الولايات المتحدة، أعاقت الأعراف الاجتماعية المتحيزة وأزمة التنمية البشرية الأوسع نطاقا، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 مع فقد العديد من النساء دخلهن، التقدم في القضاء على عدم المساواة.

وفي تقريره الأحدث، تتبع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي القضية من خلال مؤشر المعايير الاجتماعية الجندرية، الذي يأخذ بالاعتبار مقاييس السلامة السياسية والاقتصادية والتعليمية والجسدية، والذي يستخدم بيانات من مسح القيم العالمية (دبليو.في.إس)، وهو برنامج للبحث الدولي. ويعتمد المسح على مجموعات البيانات الممتدة من 2010 إلى 2014 ومن 2017 إلى 2022 من بلدان ومناطق تغطي 85% من سكان العالم.

الأحكام المسبقة "راسخة بعمق"

وأظهر أحدث تحليل أن نحو تسعة من كل عشرة رجال ونساء لديهم تحيزات أساسية ضد المرأة، وأن نسبة الأشخاص الذين لديهم تحيز واحد على الأقل ضد المرأة، بالكاد تغيرت على مدى العقد الماضي. وفي 38 من البلدان التي شملها الاستطلاع، انخفضت نسبة الأشخاص الذين لديهم تحيز واحد على الأقل إلى 84.6% فقط من 86.9%.

وبين كلّ من الرجال والنساء، "تنتشر الأعراف الاجتماعية الجندرية المتحيزة في جميع أنحاء العالم"، وأشار التقرير إلى أن هذه الأحكام المسبقة "منتشرة بين الرجال والنساء، ما يوحي بأنها راسخة بعمق وتؤثر على الرجال كما النساء بدرجات مماثلة".

وقال مستشار البحوث والشراكة الإستراتيجية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمؤلف المشارك للتقرير، هيريبيرتو تابيا، إن درجة التحسن بمرور الوقت كانت "مخيبة للآمال".

كما أشار الاستطلاع إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعتقدون أن الرجال هم الأفضل في تولي القيادة السياسية، بينما يعتقد 43% أن الرجال هم الأفضل في إدارة الأعمال.

ولا يزال 69% من سكان العالم يعتقدون أن الرجال يمكنهم أن يكونوا قادة سياسيين أفضل من النساء، فيما يؤمن 27% فقط من سكان العالم بضرورة أن يكون للنساء والرجال الحقوق نفسها من أجل بناء ديمقراطية.

ويعتقد نحو نصف سكان العالم (46%) أن للرجال حق أكبر في الحصول على وظيفة، ولفت التقرير إلى أن الأحكام المسبقة تخلق "عقبات" للنساء "وتتجلّى في تفكيك حقوق النساء في أنحاء كثيرة من العالم".

وقالت المتخصصة في النوع الاجتماعي في الاقتصادات الشاملة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أروا سانتياغو: "نحتاج إلى تغيير التحيزات على أساس الجنس والأعراف الاجتماعية، لكن الهدف النهائي هو تغيير علاقات القوة بين النساء والرجال وبين الناس".

وعلى الرغم من الترحيب بالتعليم على الدوام باعتباره وسيلة لتحسين النتائج الاقتصادية للمرأة، كشف الاستطلاع عن انقطاع الرابط بين مستوى التعليم والدخل، إذ بلغ متوسط ​​فجوة الدخل 39% حتى في 57 دولة حصلن فيها النساء البالغات على قدر أكبر من التعليم مقارنة بالرجال.

وأفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن المزيد من الضرر المباشر الذي يلحق برفاهية المرأة يمكن رصده في الآراء المتعلقة بالعنف، إذ يعتقد أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص أن ضرب الرجل لزوجته له ما يبرره، فيما يعتقد 28% أن التعليم الجامعي أهم بالنسبة للرجال.

التعليقات