أهمية اللعب في تنمية الطفل: رعاية الإبداع والخيال

تختلف الألعاب الخاصة بكل مرحلة عمرية بالنسبة للطفل، فمثلًا ألعاب الطفل في الشهور الأولى تختلف عن ألعاب الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات وهكذا.

أهمية اللعب في تنمية الطفل: رعاية الإبداع والخيال

(توضيحية - Gettyimages)

يبدأ تشكّل شخصية الفرد منذ الصغر، فكل مرحلة من عمر الإنسان تؤثر بشكل قوي وملحوظ في شخصيته عند الكبر؛ لذلك يهتم الكثير من المتخصصين في السلوك الإنساني بالتأكيد على أهمية وتأثير مرحلة الطفولة في تكوين الشخصية، فهذه المرحلة حساسة جدًا وقادرة على خلق إنسان ناجح يتمتع بالكثير من الصفات الحميدة أو العكس.

وقد يظن البعض أن اللعب بالنسبة للطفل هو قضاء وقت ممتع أو انشغال الطفل في شيء يكون للفت انتباه الأم فقط، ولكن هذه الفكرة غير صحيحة فاللعب بالنسبة للطفل قادر على تنمية جميع مهاراته والتأثير في شخصيته بالكامل.

تنمية جانب الإبداع والخيال لدى الأبناء

تنمية جانب الإبداع والخيال لدى الأبناء

لا يدري الكثير من الوالدين الأهمية الكبيرة والفوائد العظيمة للعب وتأثيره على تكوين شخصية طفلهم وتنمية قدراته ومهاراته وأبرزها القدرة على الإبداع والخيال، لذلك قررنا من خلال هذه المقالة دق جرس الإنذار للوالدين ورفع شعار اتركوا مساحة لأطفالكم للعب واللهو بل وشاركوهم في بعض الأنشطة لما في ذلك من فوائد عظيمة للطفل تتمثل في:

  1. تنمية مهارات الخيال لدى الطفل من خلال لعب بعض الألعاب التي تحتوي على معلومات عن العالم الخارجي أو الفضاء أو وصف أشكال بعض الحيوانات وهكذا.
  2. تنمية المهارات الجسدية لدى الطفل من خلال بعض ألعاب القوة إذا كان في عمر يسمح بالمشاركة في هذه الألعاب، فالاهتمام بصحة الطفل وقوته الجسدية تخلق أطفالًا لديهم القدرة على التفكير بشكل صحيح وعقل متفتح أكثر قدرة على التخيل والإبداع.
  3. زيادة قدرة الطفل على الإبداع من خلال الذهاب إلى الأماكن التثقيفية والتعليمية التي تُقدم أنشطة مختلفة له مثل الرسم والتلوين وتكوين الأشكال من الصلصال والفخار وتعلًم أنشطة إبداعية جديدة.
  4. تخصيص أوقات لزيارة الأماكن الأثرية مثل المتاحف ومشاركة هذه الأحداث التاريخية مع الأطفال لتنمية قدرتهم على الخيال وكأنها أساطير تُحكى.
  5. الاهتمام بقصة ما قبل النوم، إذ يستطيع الآباء استغلال هذه الفكرة لتنمية الكثير من المهارات لدى الأطفال مثل تنمية حبهم للقراءة والإطلاع وزيادة قدرة الطفل على الخيال وتوقع الأحداث وقضاء وقت ممتع بين الآباء والأبناء من خلال مشاركة أحداث القصة.

تقسيم عمر الطفل وما يناسبه من ألعاب وفقًا لكل فئة عمرية

تقسيم عمر الطفل وما يناسبه من ألعاب وفقًا لكل فئة عمرية

بالطبع تختلف الألعاب الخاصة بكل مرحلة عمرية بالنسبة للطفل، فمثلًا ألعاب الطفل في الشهور الأولى تختلف عن ألعاب الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات وهكذا، لذلك يجب اختيار الألعاب والأنشطة التي تتوافق مع كل عمر في مرحلة الطفولة لتحقيق الهدف الأهم ألا وهو تنمية مهارات الطفل وزيادة قدرته على الخيال والإبداع:

1. مرحلة الشهور الأولى وحتى عمر سنتين

تُعد هذه المرحلة من أكثر المراحل التي تُشكل شخصية الطفل بشكل كبير، فعلى الرغم من صغر سنه في هذه الفترة ولعبه والتهائه بطريقة عشوائية وغير مفهومة إلا أنها قادرة على تحديد شخصية الطفل عند الكبر، فالاهتمام بترك الطفل يلعب بحرية واختيار الأنواع المناسبة من الألعاب قادرة على خلق طفل اجتماعي يشعر بالحرية والانفتاح وقادرا على التعبير عن انفعالاته وإحساسه بعكس الطفل الذي يشعر بتقييد حريته أثناء اللعب، والذي ينتج عنه طفلا انطوائيا غير قادر على التكيف مع البيئة المحيطة وليس لديه القدرة على التخيل والإبداع.

يجب الانتباه إلى هذا السن الصغير عند اختيار الألعاب التي تساعده على تنمية شخصيته والتركيز على جانب الخيال والإبداع، لذلك عليك اختيار الألعاب المصنوعة من القماش الناعم والبلاستيك مع ضرورة اختيار الألوان التي تجذب انتباه طفلك، بالإضافة إلى الألعاب التي تُصدر أصواتًا هادئة أو أصوات لبعض الحيوانات والطيور التي تنمي لديه القدرة على الخيال.

2. مرحلة السنتين إلى ثلاث سنوات

هذه المرحلة هي بداية التطور الذهني لدى طفلك، ويمكن استغلال هذه الفترة لزيادة الخيال والإبداع لديه من خلال أكثر الأشياء المحببة لديهم ألا وهو اللعب، لذلك يجب اختيار الألعاب التي تعتمد على الرسم والتلوين وترك المجال للطفل لرسم أشكال جديدة من وحي خياله وتلوينها بحرية وإبداع، يمكن أيضًا اختيار ألعاب الألغاز وقطع التركيب (Puzzle) ذات الحجم الكبير والأشكال السهلة بسيطة التكوين، أو إعطائه المكعبات البلاستيكية غير الخطيرة أو الأشكال الخشبية لتكوين أشكال مجسمة من صنع خياله.

3. مرحلة أربع إلى تسع سنوات

يحتك الطفل في هذه المرحلة بالعالم الخارجي بشكل أكبر، لذلك تصبح لديه القدرة على تكوين صداقات عن طريق المدرسة والنادي والشارع مما يُنمي لديه حس المشاركة الاجتماعية وتزداد لديه الحاجة إلى اللعب واللهو مع الأصدقاء، لذلك يمكنك دفعه بطريقة غير مباشرة لمشاركة لبعض الألعاب مع أصدقائه في هذا السن التي تعمل على تنمية جانب الخيال والإبداع لديه.

هناك أفكار كثيرة تناسب هذا السن مثل اللعب بالرمل والذي يُنمي لدى الطفل الإبداع والخيال عن طريق تكوين الأشكال والطرق والمباني، أو اللعب بالصلصال أو إعادة تدوير الأشياء القديمة وتكوين أشكال جديدة أو عمل أشكال مختلفة باستخدام الورق والشمع، ففكرة ابتكار الطفل لأشكال وأشياء جديدة تنمي لديه الإحساس بالثقة بالنفس والشعور بالفخر والقدرة على التخيل والإبداع.

4. مرحلة ما بعد سن التاسعة وحتى الثانية عشر

تُسمى هذه المرحلة بمرحلة الاختيارات الناضجة في اللعب لدى الأطفال، إذ تصبح اختيارات الطفل أكثر نضجًا وإدراكًا وهو يلجأ بشكل أكبر إلى لعب الألعاب الجماعية التي تقوم على فكرة المشاركة أو ابتكار ألعاب جديدة من وحي خياله خاصًة إذا كانت لديه القدرة على استخدام الكمبيوتر في فكرة صناعة الألعاب، كما أنها فكرة رائعة من الوالدين عند اختيار لعبة يحبها الطفل والتي يمكنهم مشاركتهم فيها مثل كرة القدم أو السلة وغيرها من الألعاب الجماعية.

نصائح للآباء يجب مراعاتها مع الأطفال أثناء اللعب

تقع على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة حتى فيما يخص لعب الأطفال لتحقيق الاستفادة القصوى من اللعب واستغلاله في تشكيل الجوانب الإيجابية في شخصية طفلهم وكذلك توفير الحماية والأمان له أثناء اللعب في مختلف المراحل العمرية، ومن أبرز هذه النصائح التي يجب مراعاتها مع الأطفال من قبل الآباء:

  • شراء لعبة مناسبة لعمر طفلهم بين الحين والآخر لتحفيز جانب الخيال والإبداع لديه، وليس بالضرورة أن يرتبط وقت إهداء الطفل لعبة بعيد ميلاده أو نجاحه أو إنجازه لشيء ما، فعلى السبب أن يكون لتحفيز الجانب الإبداعي لديه.
  • لا تجعلوا خوفكم على أطفالكم يُقيد حريتهم فيُصيبهم الشعور بالقلق الدائم والخوف من المشاركة، فقط أعطوا الطفل حريته في استكشاف البيئة المحيطة وخاصًة في الشهور الأولى.
  • تجنب إعطاء الطفل في الشهور الأولى من عمره الألعاب صغيرة الحجم والتي يمكن وضعها في فمه و أنفه ما قد يُعرّضه إلى مخاطر حقيقية.
  • مشاركة الأطفال في قصة ما قبل النوم ومحاولة عرض بعض الدروس المستفادة من القصة وفكرة طرح بعض الأسئلة البسيطة التي تحمل إجابات متعددة على الطفل حول أحداث القصة لتنمية مهارة الخيال لديه.
  • على الأم محاولة مشاركة طفلها ابتكار أشياء جديدة ومفيدة في المنزل باستخدام الأشياء القديمة، من خلال إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى لتنمية الجانب الإبداعي لدى الطفل.
  • عدم السماح للطفل في عمر صغير بالتعرّض إلى الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف والتلفزيون وغيرهما، ولكن شجعيه على اللعب والرسم والتلوين وفقًا لما يتناسب مع عمره، أما في عمر التسع سنوات يُمكن السماح له بلعب بعض الألعاب الإلكترونية ولكن لوقت محدد في اليوم.

اللعب واللهو لدى الطفل شيء أساسي وطبيعي يجب تشجيعه عليه ولا يجب قمعه أو منعه من ممارسة حقه في اللعب أيًا كان عمره!

وقد أثبتت الدراسات والأبحاث وجود تأثير إيجابي كبير عند منح الطفل الوقت واللعب في ألعاب مناسبة لعمره وكذلك التأثير السلبي على شخصية الطفل وتكوينه إذا تم منعه من ذلك أو عند إظهار عدم الاهتمام من قبل الآباء ومدى انعكاس هذا على شخصيته.

التعليقات