السفر المستدام: تشجيع الممارسات الصديقة للبيئة والسياحة المسؤولة

ساهم السفر المستدام بشكل كبير في تعزيز عدد ونوعية الوظائف المحلية للدولة المضيفة، والتي تتضمن مستوى الأجور وشروط الخدمة وتوافرها للجميع بدون تمييز حسب الجنس أو العرق أو الإعاقة أو بطرق أخرى.

السفر المستدام: تشجيع الممارسات الصديقة للبيئة والسياحة المسؤولة

(توضيحية)

تطور في السنوات الماضية السفر المستدام والذي يعني السياحة التي تراعي السكان المحليين والبيئة، إذ تأخذ في عين الاعتبار آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية على الدولة المضيفة، كما تراعي أيضًا الحفاظ على العمليات البيئية والتنوع البيولوجي واحترام الثقافات للمجتمعات، والحفاظ على تراثها، فتساهم في خلق فرص عمل في المستقبل للسكان المحليين، كما تساهم بشكل أو باَخر في الحد من الفقر وتعزيز التنمية المستدامة.

أهداف السفر المستدام وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة

أهداف السفر المستدام وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة

1. الجدوى الاقتصادية

الجانب أو الهدف الاقتصادي من السفر المستدام يأتي لضمان وجود صلاحية وتنافسية بين الوجهات والمؤسسات السياحية المختلفة للدولة، وذلك حتى يتمكنوا من الاستمرار في الازدهار والتطور الدائمين في المجال السياحي على المدى الطويل.

2. الازدهار المحلي

تساهم السياحة المستدامة في التعزيز من الازدهار الاقتصادي للدولة المضيفة، وزيادة نسبة إنفاق الزوار داخل الدولة، والتي توفر العملة الأجنبية وتسمح بالاحتفاظ بها محليًا.

3. جودة العمالة

ساهم السفر المستدام بشكل كبير في تعزيز عدد ونوعية الوظائف المحلية للدولة المضيفة، والتي تتضمن مستوى الأجور وشروط الخدمة وتوافرها للجميع بدون تمييز حسب الجنس أو العرق أو الإعاقة أو بطرق أخرى.

4. إتاحة الفرصة للجميع دون تمييز

توفر تجربة السفر المستدام تجربة مميزة ومرضية للجميع دون التمييز بين أحد، حيث إنها متاحة لجميع الزوار والطبقات المختلفة.

5. العدالة الاجتماعية

تهدف السياحة المستدامة وتسعى إلى التوزيع العادل على نطاق واسع للمنافع الاقتصادية والاجتماعية من السياحة في جميع أنحاء المجتمع، كما أنها تقوم بتحسين الفرص الاجتماعية المختلفة وتزيد من الدخل لسكان الدولة المضيفة، كما أنها تزيد الخدمات المتاحة للفقراء.

6. تمكين المجتمعات المحلية

يكون ذلك من خلال إشراك المجتمعات المختلفة في التخطيط والإدارة واتخاذ القرار بإدارة وتطوير السياحة في دولتهم بالمستقبل، بالتشاور مع أصحاب المصلحة الآخرين.

7. المزيد من رفاهية المجتمع

من أجل الحفاظ على جودة الحياة في المجتمعات المحلية زادت أهمية السفر المستدام وتطبيقه لزيادة رفاهية المجتمعات بما في ذلك الهياكل الاجتماعية المختلفة وحصول الدولة المضيفة على الموارد المختلفة لدعم الحياة وتجنب التدهور الاجتماعي أو استغلال الثراء الثقافي.

8. الثراء الثقافي في المجتمعات المختلفة

يهدف السفر المستدام إلى تعزيز التراث الثقافي في الدول والحفاظ على حضارتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها الأصلية وجعلها متميزة عن غيرها من المجتمعات المضيفة، ليصبح لكل دولة تراثها الذي يميزها.

9. الحفاظ على سلامة البيئة

تتطلع السياحة المستدامة إلى الحفاظ على الطبيعة وعلى سلامة البيئة في الدولة المضيفة، سواء إن كانت حضرية أو ريفية، وتجنب التدهور المادي والبصري فيها، بل والحفاظ على مواردها المائية وطبيعتها دون تخريب.

10. التنوع البيولوجي للمجتمعات

يدعم السفر المستدام فكرة الدعم والحفاظ على المناطق الطبيعية والحياة البرية وتقليل الضرر الذي قد يلحق بها من الزوار، حيث يهدف في الأصل إلى الحفاظ على مواردها البيولوجية بمبدأ لا ضرر ولا ضرار.

11. كفاءة الموارد

أحد أهم ما تهدف إليه السياحة المستدامة هو تقليل استخدام الموارد النادرة وغير المتجددة في تطوير وتشغيل المرافق والخدمات السياحية المختلفة، من أجل الحفاظ على اقتصاد الدولة المضيفة أيضًا.

12. النقاء البيئي

الاهتمام بالبيئة يظل أحد أولويات تفعيل السياحة والسفر المستدام، حيث يحرص في مضمونه الأول على تقليل التلوث للهواء والماء والأرض وتوليد الطاقة من النفايات من قبل المؤسسات السياحية والزوار.

أنواع السياحة المستدامة التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة

أنواع السياحة المستدامة التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة

إلى جانب مصطلح السياحة المستدامة أو السفر المستدام هناك نوعان اَخران من السياحة يهدفان في مضمونهما إلى الحفاظ على البيئة وجعلها في تناغم مع الجوانب الاجتماعية والثقافية في المجتمع المضيف وهما كالتالي:

أولًا: السياحة المسؤولة

في بعض الأوقات يطلق على السياحة المستدامة مصطلح السياحة المسؤولة، والتي تعني في مضمونها السياحة التي يتم تطبيقها بشكل أكثر مسؤولية، فتركز بشكل كبير على خلق فوائد اقتصادية أكبر للسكان المحليين، بالإضافة إلى تعزيز رفاهية المجتمعات المضيفة.

كما أنها تعمل على تحسين ظروف العمل وإشراك السكان المحليين في القرارات التي قد تؤثر على حياتهم نتيجة السياحة في المنطقة، كما تدعم بشكل إيجابي الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في الدولة المضيفة، وتشجيع الاحترام المتبادل بين السياح وسكان المنطقة، كما تسعى السياحة المسؤولة أيضًا إلى تقليل الاَثار الاجتماعية والاقتصادية السلبية في البيئة، لذلك يُعرف هذا النوع من السياحة على أنه وسيلة لتوفير أماكن أفضل للعيش ويضمن أماكن أفضل لزيارتها.

ثانيًا: السياحة البيئية

وتعني السفر المسؤول إلى مناطق طبيعية مع الحفاظ على البيئة ومراعاة رفاهية السكان المحليين، إذ تتضمن انتشار الثقافة البيئية وتطبيقها بشكل فعلي، فتُوفّر العملات الأجنبية بشكل مباشر للسكان المحليين وتحافظ على الموارد الطبيعية في الدولة.

تأثيرات السفر المستدام على الدولة المضيفة

  • التأثيرات الاقتصادية

للسياحة المستدامة تأثيرات قوية على الاقتصاد خاصة للدولة المضيفة، ولذلك أولى الكثيرين اهتمامًا كبيرًا لها في الفترات الأخيرة، وذلك لأن السياحة في حد ذاتها صناعة معقدة وتتطلب الكثير من الموارد والثقافات والاَثار والأنشطة التي تجذب الزوار إلى الدولة، فالسياحة التي تُدار بشكل جيد ذات منفعة كبيرة لأصحابها، وتلعب دورًا إيجابيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة المضيفة حيث أنها:

  • توفر العملات الأجنبية للدولة وتزيد الدخل العام.
  • توفر فرص عمل للسكان المحليين بشكل كبير.
  • تسهم في استمرارية الشركات السياحية الكبرى في العمل وتقديم الخدمات للسياح.
  • تمثل فرصة تنموية مهمة للعديد من البلدان والمجتمعات المختلفة.

التأثيرات البيئية

بالنسبة للكثير من البلدان يتعلق مصطلح الاستدامة بالبيئة بالبيئة الطبيعية والمادية وطريقة المساهمة في حمايتها، بكافة جوانبها:

  • المحافظة على المواد الطبيعية من هواء نقي وأرض خصبة ومياه نقية وبحيرات وأنهار والتي تسعى السياحة المستدامة.
  • حماية البيئة الطبيعية من مناظر طبيعية وأشجار وحياة برية والتي تأثرت بأفعال الإنسان عبر القرون والأزمنة المختلفة.
  • حفظ البيئة المستزرعة والتي تشمل المناظر الطبيعية الزراعية والغابات والمزارع السمكية والتي هي من صنع الإنسان من قبل الزوار.
  • حماية الحيوانات البرية والنباتات والتي يمكن أن تكون السياحة ضارة بها، من خلال تدمير الموائل أو التأثير على الأغذية أو حرائق الغابات وقطف النباتات النادرة.

التأثيرات الاجتماعية للسفر المستدام

الاَثار الاجتماعية والثقافية للسياحة هي التأثيرات على المجتمعات المضيفة بشكل مباشر وغير مباشر مع السياح، ولا يقل البُعد الاجتماعي للسياحة أهمية في مناقشات تأثير السياحة المستدامة على البيئة، إذ أنه نتيجة للسياحة تحدث تغيرات في القيم والسلوكيات في المجتمعات المضيفة أو حتى للزوار، مهددة الهوية الأصلية أو تُحدث تغييرات في بنية المجتمع وأنماط الحياة التقليدية.

ولكن على صعيد اَخر تساهم في توليد تأثيرات إيجابية من خلال تعزيز الفخر بالتقاليد والثقافة وتساعد وتوفر فرص عمل مختلفة للسكان المحليين، كما تنشر أيضًا ثقافات جديدة وعلاقات طيبة بين السياح والسكان المحليين للدولة، إلا أن هناك أيضًا عوامل تُحدد إذا كانت التأثيرات ستكون إيجابية أو سلبية مثل:

  • قوة وتماسك المجتمع والثقافة المحلية.
  • طبيعة السياحة في الدولة المضيفة.
  • مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسكان.

من خلال هذه المقالة ندري أهمية تشجيع الممارسات الصديقة للبيئة والسياحة المسؤولة وتأثيرها على الدول، والشعوب والثقافات، فالحفاظ على البيئة من أهم واجباتنا تجاه كوكبنا الذي بدأ يعاني من الآثار المناخية وإن لم نقم بحمايتها فإننا سنخسر الكثير في المستقبل.

التعليقات