فوائد التربية الموسيقية للأطفال: تعزيز المهارات المعرفية والعاطفية

تقع مسؤولية تطوير مهارات الطفل الفنية في التربية الموسيقية على عاتق الأسرة في المقام الأول والمؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها الطفل (المدرسة) في المقام الثاني.

فوائد التربية الموسيقية للأطفال: تعزيز المهارات المعرفية والعاطفية

(توضيحية)

تتميز الموسيقى بتأثيرها القوي على الصغار والكبار، فهي قادرة على أن تعكس صورة للمجتمع بالكامل وتدل على مدى الرقي والتحضر أو العكس، فإلى جانب التأثير النفسي والعاطفي للموسيقى على الإنسان البالغ إلا أنها ذات تأثير عظيم أيضًا على الأطفال، إذ أنها تقوم على تعزيز مهاراتهم المعرفية والعاطفية ما ينعكس على سلوكهم بالكامل في الصغر وحتى عندما يكبرون.

ماذا يعني مفهوم التربية الموسيقية؟

ماذا يعني مفهوم التربية الموسيقية؟

تعني التربية الموسيقية استخدام كل ما له علاقة بالموسيقى للتعبير عن الأفكار والمشاعر والثقافة من خلال التعليم والتدريب على عزف الآلات الموسيقية المختلفة والإيقاع والألحان والأصوات وغيرها، وذلك لتحقيق الاستفادة الشخصية أو لتنمية الجانب المعرفي والعاطفي لدى الأشخاص والأطفال على وجه التحديد.

تأثير الموسيقى على تربية الطفل

ما إن يتكون الطفل في رحم أمه وتدب فيه الروح وهو جنين يبدأ تكوينه الجسدي والعقلي وأيضًا الحسي، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن الطفل في بطن الأم وأثناء فترة الحمل يتأثر بجميع الأصوات المحيطة به وخصوصا الموسيقى، فعلى سبيل المثال تساعد الموسيقى الكلاسيكية على تحسين قوة الذاكرة حتى في أثناء المراحل الأولى من الحمل، وأظهر بعض الأطفال بعد ولادتهم تفضيلهم للموسيقى والأغاني التي تعزفها أو تغنيها أمهاتهم أثناء وجودهم في الرحم، ليتطور لدى الأطفال ولع أو محاباة تجاه الموسيقى التي سمعوها.

تأثير الموسيقى في تربية الطفل

تأثير الموسيقى في تربية الطفل:

  1. تجعل الموسيقى الطفل أهدأ، وهي تساعد بشكل كبير على التخلص من أي مشاعر سلبية وتنمي لديه مجموعة من المشاعر الإيجابية مثل السعادة والحماس والشجاعة والقوة وغيرها.
  2. تنعكس على تكوين الطفل الجسدي والعضلي فهي قادرة على زيادة حركة الطفل وحماسه ما يعمل على تقوية البنية العضلية للطفل بشكل رائع.
  3. تدريب الطفل على الاستماع الجيد والتفريق بين الأصوات، فهي تخلق أذنًا موسيقية من الدرجة الأولى تلتفت لأدق التفاصيل.
  4. مساعدة العقل على العمل بشكل جيد مما ينعكس على المستوى الدراسي للطفل، فعندما يقوم هذا الطفل في تعلّم آلة موسيقية وحضور دروس خاصة بالموسيقى فإنه يتميز بمعدل ذكاء أعلى من أصدقائه.
  5. تساعد الطفل على التحكم في انفعالاته ليصبح شخصًا أكثر اتزانًا وهدوءًا في التعامل مع الآخرين.
  6. تفتح عيون الطفل على حياة جميلة مستمتعًا بكل ما تقع عليه عيناه من طبيعة وجمال نظرًا لأنها ترتقي بالذوق العام.
  7. تقوي الترابط النفسي بين الأم وطفلها سواء في مرحلة تكوين الجنين واستماع الأم إلى الموسيقى مع جنينها، أو في مرحلة الطفولة ومشاركته الغناء لبعض الأغاني المفضلة أو لعب آلة موسيقية معًا.

التأثير الاجتماعي للتربية الموسيقية على الطفل

تؤثر التربية الموسيقية بشكل كبير جدًا على الطفل في جميع مراحل عمره، إذ ينعكس هذا على الجانب الاجتماعي للطفل إلى حد كبير، فنجد الطفل الذي تربى منذ الصغر على الاستماع إلى الموسيقى وتعلّم العزف على أداة موسيقية مثلًا قد ازدادت لديه المشاعر والأحاسيس والإنسانية والرقي أكثر من غيره، كما ينعكس ذلك في تعاملاته مع الآخرين في المجتمع.

كما أن تعلّمه العزف على أي أداة موسيقية تجعله جزءًا من مجموعة، الأمر الذي ينمي لديه الحس الاجتماعي والعمل في فريق، ما يجعل مهارات التواصل لديه في تطور مستمر.

كيفية مساعدة الطفل على تطوير مهاراته الفنية في التربية الموسيقية

تقع مسؤولية تطوير مهارات الطفل الفنية في التربية الموسيقية على عاتق الأسرة في المقام الأول والمؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها الطفل (المدرسة) في المقام الثاني، لذلك يمكن الاهتمام بذلك من خلال اتباع هذه الخطوات:

  • تعليم الطفل الفرق بين الغناء واللحن والإيقاع.
  • استخدام الموسيقى والغناء في استذكار بعض المواد الدراسية.
  • تشجيع الطفل على تعلّم أداة موسيقية سهلة الاستخدام مثل الطبلة أو الجيتار أو البيانو.
  • تعويده على الاستماع إلى الموسيقى المناسبة للمرحلة العمرية.
  • الاشتراك في دروس تعليم الموسيقى للطفل وتشجيعه على حضورها.

كيف يمكن للأسرة التأثير في مستوى التربية الموسيقية للطفل؟

الأسرة دائمًا هي المؤثر الرئيسي والأساسي في حياة أي طفل، ومن خلال تدعيم وتشجيع الأسرة لابنها تزيد معدلات نجاحه بالإضافة إلى تحقيقه لإنجازات كبيرة في حياته والعكس صحيح، ويظهر هذا أيضًا في مستوى التربية الموسيقية للطفل فقد تستطيع الأسرة التأثير بشكل إيجابي على الطفل في ما يتعلق بالتربية الموسيقية من خلال بعض الأفكار التي نذكر منها:

  • مشاركة الغناء والرقص والاستماع إلى الموسيقى من قبل أفراد الأسرة مع الطفل.
  • تقديم الألعاب الموسيقية المختلفة للطفل مثل ألعاب تطابق النغمات وغيرها.
  • السماح للطفل بلعب الأداة الموسيقية المفضلة لديه فهي تُعبر عن شخصيته.
  • إهداءه بعض الألعاب الموسيقية السهلة منذ عمر صغير.

تأثير التربية الموسيقي على المستوى التعليمي للطفل

يصل مدى تأثير التربية الموسيقية على الطفل إلى المستوى التعليمي أيضًا، فالطفل الذي يمارس نوعًا من أنواع الموسيقى يتمتع بالكثير من المميزات التي تجعله منفردًا في مستواه التعليمي ومن أبرز هذه المميزات:

  • تقوية ذاكرته وتنمية قدرته على استيعاب المعلومات وحفظها بشكل أسرع.
  • زيادة القدرة على الانتباه والتركيز من خلال لفت انتباهه إلى التركيز على أدق التفاصيل.
  • التربية الموسيقية تعمل على زيادة قدرته على التواصل من خلال العمل الجماعي مع الفريق، ما يجعل لديه القدرة على الإندماج مع أصدقائه في المدرسة.
  • تنمي التربية الموسيقية لدى الطفل الشعور بالثقة في النفس والتميز، ما ينعكس في قدرته على التعبير عن مشاعره وعن ذاته دون خجل أمام أصدقائه في المدرسة.

تأثير التربية الموسيقية للطفل على المهارات المعرفية والعاطفية

تؤثر التربية الموسيقية للطفل على مهاراته المعرفية والعاطفية بشكل فعال وإيجابي جدًا، ويظهر التأثير على المهارات المعرفية من خلال تعلًم السلالم الموسيقية وقراءة النوتات الموسيقية، الأمر الذي يعزز في حد ذاته فكرة فهم اللغة لديه، ما يعمل على توسيع مداركه ورفع معدل ذكائه. بالإضافة إلى ذلك فإن لجوء الطفل إلى حفظ بعض المقطوعات الموسيقية والأغاني يقوي لديه القدرة على الحفظ والتذكر والتحليل والنقد والإبداع.

أما في ما يخص تأثير التربية الموسيقية على المهارات العاطفية فهي تخلق طفلًا قادرًا على التخلص من القلق والتوتر والتحكم في انفعالاته، فقد أثبتت الدراسات أن التربية الموسيقية تحافظ على الصحة النفسية والعاطفية للأطفال والكبار.

كيف تؤثر التربية الموسيقية على المهارات الحركية للطفل؟

تتوقف إجابة هذا السؤال على نوع الآلة الموسيقية التي يفضلها الطفل، فكلما كانت الآلة الموسيقية المستخدمة من قبل الطفل تعتمد بشكل أكبر على الاستخدام الدقيق للأصابع واليدين والرقبة والكتفين فهي تعمل على تطوير حركته بشكل تدريجي، لذلك يجب على الأمهات منح الأطفال قدر من الحرية أثناء استمتاعهم بالقرع على الأواني والأخشاب للاستمتاع بنوع من الإيقاع غير المفهوم، الأمر الذي يعمل على تطوير المهارات الحركية للطفل خاصًة وهو صغير.

تؤثر الموسيقى في جميع مجالات تنمية الطفل ومهارات الاستعداد للمدرسة، بما في ذلك المجال الفكري والاجتماعي والعاطفي والحركي واللغوي بشكل عام، حيث أنها تساعد الجسم والعقل على العمل معًا، كما يساعد تعريض الأطفال للموسيقى أثناء النمو المبكر على تعلم أصوات ومعاني الكلمات.

أصبحت التربية الموسيقية مهمة جدًا ويجب الاهتمام بها من قبل الأسرة والمدرسة نظرًا لفوائدها العظيمة التي تظهر على الطفل منذ السنوات الأولى من طفولته وحتى الكبر.

التعليقات