تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال: مساعدة الأطفال على فهم وإدارة مشاعرهم

يغفل الكثير من الآباء والأمهات عن كيفية تقديم المساعدة للأطفال على فهم وإدارة مشاعرهم من خلال تعزيز الذكاء العاطفي لديهم، لذلك قررنا من خلال هذه المقالة أن نكون بمثابة الدليل الذي يمكن اتباعه.

تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال: مساعدة الأطفال على فهم وإدارة مشاعرهم

(توضيحية)

تتشكل الكثير من الصفات منذ السنوات الأولى في عمر الطفل، من أجل ذلك على الأسرة أن تقوم بالتركيز وتقدّم مجهودًا أكبر لتعزيز الذكاء العاطفي لدى طفلها ومساعدته على فهم وإدارة مشاعره وإكسابه مهارات جديدة تمكنه من حل مشكلاته والتعامل مع أي تغيرات تحدث في مشاعره.

المواقف المختلفة تؤثر على شخصية الطفل وتكوينه ما يتطلب مراقبة جيدة من الوالدين فيكونا على علم بكيفية التعامل مع طفلهما في مثل هذه المواقف التي يجب استغلالها لتعزيز الذكاء العاطفي لدى فلذة كبدهما.

خطوات تساعد على تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال

خطوات تساعد على تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال

يغفل الكثير من الآباء والأمهات عن كيفية تقديم المساعدة للأطفال على فهم وإدارة مشاعرهم من خلال تعزيز الذكاء العاطفي لديهم، لذلك قررنا من خلال هذه المقالة أن نكون بمثابة الدليل الذي يمكن اتباعه، وتتمثل هذه الخطوات في:

1. منح الطفل مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره بحرية

يقع معظم الآباء والأمهات أثناء رحلتهم في تربية أطفالهم في خطأ كبير ألا وهو عدم إعطاء الطفل الحرية الكاملة للتعبير عن مشاعره دون خوف أو تقييد ظنًا منهم أن هذا هو المفهوم الجيد للتربية والطريقة المثالية لتقويم الطفل.

لكن هذه المعلومة خاطئة، ففكرة ترك مساحة آمنة لطفلهم للتعبير عن مشاعره بحرية مطلقة تساعده على عدم الخوف من التعبير عن رأيه أو كتم أي مشاعر تدور بداخله مما يفتح المجال للوالدين لفهم مشاعره وشرحها وإدارتها بالشكل الصحيح.

2. تشجع الطفل على اكتشاف البيئة المحيطة والاستمتاع مع أصدقائه

لا تسمح لطفلك بالشعور بالعزلة أو عدم القدرة على الاندماج مع أصدقائه أو مع البيئة المحيطة به، بل حاول تشجيعه دائمًا على أن يكون شخصًا اجتماعيًا من خلال السماح له باللعب مع الأصدقاء أو الاشتراك في نوع معين من الرياضة المفضلة لديه، فذلك سيجعله عُرضه أكبر للكثير من المواقف والمشاعر التي يمكن فهمها وإدارتها بشكل صحيح.

3. ترك حرية الاختيار للطفل وإمكانية خوض التجربة بنفسه

لا يستطيع الطفل أن يُفرّق بين الصواب والخطأ من خلال الكلام فقط والنصائح الموجهة من قبل الوالدين، لذلك اترك الطفل يكتشف الصواب والخطأ بنفسه ليستطيع بعد ذلك تحمّل المسؤولية بالكامل، فهذه الطريقة تساعد على تكوين شخصيته وعلى اتخاذ القرارات بنفسه وتعزز لديه الذكاء العاطفي.

4. تعليم الطفل التعبيرات الانفعالية ونبرات الصوت

يستطيع الطفل فهم مشاعره وإدارتها بشكل صحيح من خلال تعليمه الفرق بين نبرات الصوت وشكل الانفعالات وحركات الجسم، فمثلًا في مواقف الحزن تكون انفعالات الجسم ونبرة الصوت مختلفة عن مواقف الفرح، لذلك يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره باستخدام حركة الجسد ونبرة الصوت.

5. احترام مشاعر الطفل وعدم إجباره على شيء يتعلق بالمشاعر

يتعرّض الكثير من الآباء والأمهات إلى موقف متكرر وخصوصا في التجمعات العائلية وهو عدم رغبة طفلهم في القيام بفعل معين أو عدم الرغبة في احتضان فرد من أفراد الأسرة أو عدم الرغبة في اللعب واللهو في الوقت الحالي.

لذلك يجب مناقشته لمعرفة السبب وراء عدم رغبته في القيام بذلك واحترام رغبته وعدم إجباره على القيام بشيء يتعلق بالمشاعر، إذ أن غرس فكرة احترام المشاعر في الطفل تولّد لديه فكرة احترام مشاعر نفسه واحترام مشاعر الآخرين.

6. درّب طفلك على التعامل مع المواقف المختلفة

درّب طفلك على التعامل مع المواقف المختلفة 

الكلام النظري من قبل الوالدين للطفل حول الصواب والخطأ لا يستطيع تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل بشكل كبير، ولكن خوض مجموعة من المواقف معه بشكل عملي سيكون أكثر فاعلية لتعليم الطفل كيفية التعامل مع كل موقف بشكل صحيح، الأمر الذي سيولّد لديه مشاعر إيجابية منميًا لديه شعور الثقة بالنفس.

7. تنمية مهارات الطفل تؤثر على ذكائه العاطفي

اكتشاف شخصية الطفل منذ الصغر ومعرفة الأشياء المفضلة لديه مثل حبه للموسيقى أو الرسم أو حل ألعاب Puzzle أو قراءة القصص وغيرها يجعل الطفل أكثر وعيًا وثقافة عن أقرانه، الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على ذكائه العاطفي وينمي لديه القدرة على فهم مشاعره والتعامل معها بشكل صحيح.

8. كن قدوة لطفلك

احترام مشاعر الآخرين والقدرة على ضبط انفعالاتك والتحكم في مشاعرك تجعلك قدوة لطفلك وتنعكس على شخصيته بشكل كبير، لذلك احرص دائمًا على إظهار المواقف التي تؤكد على ضرورة احترام مشاعر الآخرين أمامه فهي أسرع وسيلة لتعليمه.

9. أهمية تعزيز الذكاء العاطفي لدى الأطفال

يؤثر الذكاء العاطفي لدى الطفل على الكثير من الأمور في حياته وشخصيته بشكل كبير خاصة عند بلوغه، وتتمثل أهمية تعزيز الذكاء العاطفي لديهم في:

  • التأثير على مستواه الدراسي بشكل كبير وملحوظ، فالصغار الذين لديهم القدرة على فهم مشاعرهم وإدارتها بشكل صحيح يحققون تقدمًا ملحوظًا في المستوى الدراسي نظرًا لارتفاع معدل الذكاء لديهم.
  • خلق شخصية قوية لطفل قادر على التحكم في مشاعره، ما يجعل لديه القدرة على اتخاذ قرارات سليمة والتفكير بشكل أفضل كلما تقدم في السن.
  • القدرة على التعبير عن المشاعر دون خوف أو قلق، ما يسمح له بالتعبير عن أي موقف قد يتعرّض له بشكل صحيح.
  • يكتسب الطفل شعورًا بالثقة في النفس، الأمر الذي ينعكس على تكوين شخصيته ويساعده على أن يصبح شخصًا اجتماعيًا بشكل أكبر.
  • الحفاظ على الصحة العقلية للطفل بسبب قدرته على التعبير عن المشاعر السلبية التي تجتاحه مثل الحزن والغضب والقلق والخجل أولًا بأول.
  • تنمية روح الترابط والمشاركة بين الطفل والوالدين، فينشأ في بيئة صحية مثالية.
  • تساعد الطفل على تقبّل الآخرين وتلعب دورًا هامًا في نبذ فكرة التنمر التي انتشرت بشكل كبير بين الأطفال، ويرجع ذلك إلى تعليمه ضرورة احترام مشاعر الآخرين.

10. مواقف تؤثر على الذكاء العاطفي للأطفال بشكل سلبي

يقع الكثير من الآباء والأمهات في الكثير من الأخطاء دون علم منهم في الكثير من المواقف، ما يؤثر تأثيرًا سلبيًا في الذكاء العاطفي لدى صغارهم، فيصبح لدى الطفل عائق في تعلّمه كيفية فهم مشاعره والتعبير عنها وإدارتها بشكل صحيح والتحكم فيها، وتتمثل هذه المواقف في:

  • عدم إعطاء موقف حصل مع الطفل حقه، فلا يتمكن الطفل في التعبير عن المشاعر الخاصة به، فمثلًا يتجه الكثير من الآباء والأمهات إلى فكرة تهوين الأمور وتصغيرها الأمر الذي يولّد لدى طفلهم الشعور بعدم الاهتمام بمشاعره، والعكس صحيح ففي حالة تضخيم الأمور وتهويل المشاعر يشعر الطفل بحالة من الخوف والذعر ما يدفعه إلى الهروب من التعبير عن مشاعره وعدم مشاركتها مع والديه، وفي النهاية يجب إعطاء كل موقف حجمه ومناقشته بهدوء.
  • الاستمرار في طرح الأسئلة بإلحاح في حالة شعور الطفل بالحزن أو القلق، فكل ما يحتاجه الطفل حقًا في هذا الموقف هو الشعور ببعض الاهتمام واحتضانه للشعور بالأمان.
  • تجاهل الطفل أو عدم الإصغاء بعناية إلى المواقف التي يعبّر فيها عن مشاعره يولّد لديه شعورًا بعدم الاهتمام بمشاعره، ما يدفعه إلى العزلة وعدم الرغبة في مشاركة المواقف أو إظهار مشاعره مرة أخرى حتى لا تُقابل بالتجاهل كالعادة.

إن تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل قادر على خلق شخصيات تتمتع بقدر عالٍ من الذكاء والمشاعر واحترام مشاعر الآخرين وتقبّل اختلافاتهم إلى جانب الكثير من الإيجابيات التي تنعكس على حياة الطفل نفسه عندما يصبح شخصًا مسؤولًا في أسرته ومجتمعه، لذلك أصبحت فكرة الاهتمام بمساعدة الطفل على فهم مشاعره وإدارتها بالشكل الصحيح ضرورة أساسية يجب الاهتمام بها من قبل الأسرة والمؤسسات التعليمية التي تتعامل بشكل مباشر مع الأطفال في سن مبكر، لأن ذلك سيجعل من عملية تعزيز الذكاء العاطفي لديهم أسهل وأسرع.

التعليقات