على إثر العدوان الإسرائيليّ على غزّة: استقالة رئيسة جامعة أميركيّة بعد حملات تحريض حادّة

وكانت ماغيل واحدة من رئيسات ثلاث جامعات أميركيّة مرموقة تعرّضن لتحريض حادّ بعد مثولهنّ الثلاثاء أمام الكونغرس في جلسة استماع مخصّصة للبحث بـ"معاداة السامية" في الجامعات.

على إثر العدوان الإسرائيليّ على غزّة: استقالة رئيسة جامعة أميركيّة بعد حملات تحريض حادّة

مظاهرة داعمة للفلسطينيّين في جامعة هارفارد (Getty)

أجبرت رئيسة جامعة بنسيلفانيا الأميركيّة، إليزابيث ماغيل، على تقديم استقالتها من منصبها، وذلك في أعقاب موجة تحريض واسعة طالتها بعد جلسة استماع في الكونغرس، على خلفيّة تُهمة "معاداة الساميّة".

وأعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة سكوت بوك السبت أنّ ماغيل "قدّمت استقالتها بشكل طوعيّ". وأكّد متحدّث باسم الجامعة أن بوك بدوره استقال من منصبه.

وكانت ماغيل واحدة من رئيسات ثلاث جامعات أميركيّة مرموقة تعرّضن لتحريض حادّ بعد مثولهنّ الثلاثاء أمام الكونغرس في جلسة استماع مخصّصة للبحث بـ"معاداة السامية" في الجامعات.

وطالب 74 مشرّعًا أميركيًّا بإقالة الرئيسات الثلاث.

وأعلن أحد المتبرّعين لجامعة بنسيلفانيا سحب دعم بقيمة 100 مليون دولار قدّمه لكلّيّة إدارة الأعمال، على خلفيّة المظاهرات الداعمة لفلسطين.

وأكّد رئيس مجلس أمناء جامعة بنسيلفانيا أنّ ماغيل ارتكبت "زلّة مؤسفة" الثلاثاء، وفق ما نقلت عنه صحيفة الجامعة "ديلي بنسيلفانيان".

وأضاف "لم تكن الثلاثاء كما نعهدها"، معتبرًا أنّها "قدّمت إجابة قانونيّة على سؤال أخلاقيّ، وهذا كان خاطئًا"، وأعرب عن أسفه لأنّ ذلك نتج عنه "تسجيل مريع مدّته 30 ثانية" غلب على "شهادة امتدّت خمس ساعات".

وأكّد بوك أنّ استقالته هي بمفعول فوريّ، في حين أنّ ماغيل ستبقى في منصبها إلى حين تعيين رئيس بالإنابة. كما أوضح أنّها ستواصل العمل كأستاذة في كلّيّة الحقوق.

ووضع العدوان الذي تشنّه إسرائيل على غزّة الجامعات الخاصّة في الولايات المتّحدة أمام معضلة دقيقة: تلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيّدين للدولة العبريّة، والحفّاظ في الوقت عينه على حقّ طلّابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيّين.

وقام عدد من الأثرياء الأميركيّين، أو لوّحوا على الأقلّ، بوقف تبرّعاتهم لمؤسّسات تعليم عال عريقة مثل جامعة هارفرد في ولاية ماساتشوستس وجامعة بنسلفانيا.

و"يكفل" الدستور الأميركيّ حرّيّة التعبير والإدلاء بالرأي، ويستند الكثير من مسؤولي الأحرام الجامعيّة إلى تقرير لجنة كالفنّ لعام 1967 في الدفاع عن حرّيّة الطلّاب في التعبير عن مواقفهم.

والتقرير الّذي أصدرته جامعة شيكاغو في خضمّ احتجاجات غاضبة ضدّ حرب فيتنام وأعمال شغب على صلة بالحقوق المدنيّة، خلص إلى أنّ دور الجامعات يجب أن يكون الترويج لتعدّديّة الآراء عوضًا عن اتّخاذ موقف بشأن قضايا مثيرة للجدل.

التعليقات