مركز إعلام يوجه رسالة إلى إدارة تحرير صحيفة معريف ويديعوت أحرونوت.

-

مركز إعلام يوجه رسالة إلى إدارة  تحرير صحيفة معريف ويديعوت أحرونوت.
أرسل مركز "إعلام" رسالة إلى أمنون دانكنر رئيس تحرير صحيفة "معاريف" ودان مارجليت من الصحيفة نفسها، جاء فيها:

مع أننا نواجه حملة من قبل الإعلام الإسرائيلي تتلخص في شرعنة الحرب، والتدمير، مع ذلك لا يمكن لنا أن نمر بسكوت على ما جاء في مقالكم ليوم الخميس.
حقيقة أنه لا يمكن أن نمر بسكوت على كل كلمة كتبت وتكتب أو قيلت وتقال في هذه الفترة في الصحف الإسرائيلية وفي الإعلام، لكننا نعترف أننا لم نستطع مجاراة الإعلام المذكور، فاخترنا أن نرد على "القمم"، ونترك المنهج السائد لتحليل أعمق لاحقا.
بصفتكم رئيس تحرير ومحرر كبير في صحيفة تصنع رأي عام، أنتم تشجعون الحرب والقتل، وتدمير المدن.
رأيتم أن واجبكم كقادة رأي عام أن توجهوا اللوم لسكان القرى اللبنانية لكونها لا ترزم وترحل عن بيوتها وقراها، لتخلي الطريق لاستقبال جيش أتى للتدمير وهو لا يعلم ماذا يدمر بالضبط .
بدل أن توجهوا الأسئلة حول قيمة واخلاقيات تدمير مجتمع، تطالبون المجتمع بأن يرحل. بدل أن تطالبوا بالوضوح كما هو واجب الصحفي الأول، تخلقون ستارات من الضباب تلف أعمال الجيش وتلف معها عقولكم وعقول قرائكم.
لا تسألون عن البدائل، كما هو جوهر "التنوير السياسي" الذي هو أيضا جوهر وظيفتكم.
تصفون المستهدفين بأنهم "عائلات شيعية"؟ أيعني هذا إعطاء شرعية إثنية للحرب، وللحث على القتل؟
هل هنالك أخطر من إعلام يثير المخاوف لكي يشرعن القتل؟ هل هنالك أخطر من إعلام يثير ضبابية حول الاوقع لكي يبرر القتل؟


دائما كان الإعلام الإسرائيلي مجندا للمؤسستين السياسية والعسكرية، لكنه أبدا لم يسبقهم ويدفعهم دفعا من الأمام، كان دائما وراءهم يساندهم، ويهدئ روعهم من أن أحدا لن يسألهم. الآن الإعلام الإسرائيلي وكأنه يهدد المؤسستين السياسية والعسكرية، بألا يفكروا قبل الإجهاز على البشر، هو يمنعهم ويضغط عليهم علنية بألا يتوقفوا عن التدمير.

من حقكم التعبير عن رأيكم، هذا أيضا جزء من المسؤولية الإعلامية، لكنكم لا تستطيعون أن تتخلوا عن واجبكم المهني في إظهار الحقائق، كل الحقائق التي تخفون الكثير منها الآن.

مجتمعكم سيدفع ثمن التعتيم والتجند، وسيدفع ثمن إخفاقكم في اداء مهمتكم.
أرسل مركز إعلام رسالة إلى رافي جينات محرر "يديعوت أحرونوت" ردا على مقاله الصادر في يوم 28 تموز 2006، عنوته ب "الصحافة ونظرية الأخلاق".
وجاء فيها ما معناه:

لم يكن في تاريخ الإنسانية نظرية في الأخلاقيات بررت قتل الأبرياء. مكانتك كرئيس تحرير كبرى الصحف، كانت تحتم عليك المساهمة في خلق فهم سياسي لما يدور حولنا، الأمر الذي فقط عن طريقه نصل لسلام عادل وشامل. لكنك اخترت بقصد وبسبب أفكار وقناعات تتغذى من إجماع حربي صلب أن تتنكر لخيارات أخرى تحمل في طياتها رفض قاطع وواضح لقتل الأبرياء.

أمر يدعو لبالغ القلق والغضب أن يبحث رئيس تحرير عن سبب لكي " يشعر بالراحة" أثناء قتل أبرياء، هدم بيوت، قصفهم وهم يبحثون عن ملاذ، هدم جسورهم ومدارسهم ومستشفياتهم.
أمر يدعو لأكثر من الغضب أن يبحث الإعلام الإسرائيلي عن أسباب لراحته وهو يصمت، ويبرر، بل ويجهز الأرضية للقتل والدمار.

للتذكير، الخسائر البشرية في أوساط الجنود أثناء الحرب هي جزء من الحرب، اختارأن يدفع ثمنها من اختار الدخول في الحرب. لكن في المقابل، علينا ألا نبرر أي عملية اختيار لقتل المدنيين، لأنه لا يوجد مثل هذا المبرر. ولا تستطيع أي نظرية في الأخلاق أو حتى في المنطق الإنساني أن تبرر ذلك.

أمر يدعو للعمل السريع، أن يقوم رئيس تحرير بسد آفاق التفكير السياسي السليم، وباختيار ليس فقط تجاهل ارتكاب الجرائم، بل الاحتكام لها.

يستطيع الإعلام أن يأخذ موقفا، لكنه لا يستطيع أن يأخذ مواقفا معاديا لحقوق الإنسان وللقيم الإنسانية الكونية. يستيطع الإعلام أن يأخذ موقفا، لكنه لا يستطيع أن يأخذ موقفا متجاهلا لوقائع ترتكب في الميدان.
في مقالك، كما في أداء صحيفتك منذ اليوم الأول للحرب، عملية إنتاج بنية ذهنية رهينة لكل إدعاء عسكري، حكومي، رسمي، سياسي يصدر عن المؤسستين السياسية والعسكرية.

لقد سلبت من الرأي العام كل قدرة على التفكير النقدي والمستقل، لقد سلبت من الرأي العام كل قدرة على التفكير الحر والمبدع، لقد سلبت من المواطنين القدرة على المحاسبة الأخلاقية، قوتهم الوحيدة الحقيقة في هذه الأوقات.

نلفت نظرك أخيرا، بأن الأسئلة الأخلاقية لن تكون أبدا " بيننا وبين أنفسنا". للأسئلة الأخلاقية دائما أبعادها على الآخرين. لا تتأكد من أن "تدني" السقف الأخلاقي سيحيمك، هو بالذات الذي يعرضك للخطر، هو بالذات الذي عليك أن تحمي نفسك منه.

التعليقات