هجوم شديد من اليمين على قرار المصادقة على كتاب تعليمي يعرض بعضا من الرواية الفلسطينية للنكبة..

النائب زحالقة: إسرائيل غير ناضجة وبعيدة كل البعد عن إحداث مثل هذا التغيير، بسبب هيمنة الأيديولوجيات الصهيونية والفزع من الرواية الفلسطينية، ما يفسر ردود الفعل الهستيرية"..

هجوم شديد من اليمين على قرار المصادقة على كتاب تعليمي يعرض بعضا من الرواية الفلسطينية للنكبة..
واجه قرار وزيرة المعارف الإسرائيلية المصادقة على كتاب تعليمي للمدارس الابتدائية يعرض الرواية الفلسطينية لأحداث عام 1948 بالإضافة إلى الرواية الإسرائيلية، عاصفة من النقد من قبل اليمين الصهيوني.

واتهم اليمين وزيرة المعارف يولي تمير بأنها «خانت رسالتها» وصادقت على كتاب تعليمي مناهض للصهيونية. وحذرت وزيرة المعارف السابقة، ليمور ليفنات من أن الكتاب «قد يحمل الطلاب إلى الاستنتاج أنه ينبغي العمل ضد دولة إسرائيل».

الكتاب التعليمي معد لصفوف الثالث الابتدائي باللغة العربية ويعرض بعض حقيقة المشروع الصهيوني في فلسطين. يذكر أن محاولات سابقة من أكادميين ومؤسسات عربية لإدخال تعديلات على تاريخ البلاد باءت بالفشل، وتعرض بعض المعلمين الذي عرضوا الرواية الفلسطينية للمساءلة والملاحقة.

وتسعى سياسات وزارات المعارف المتلاحقة إلى عرض الرواية الإسرائيلية بكل ما ينطوي ذلك على تزييف الأسماء وعرض الأحداث من وجهة النظر الصهيونية وتزييف الحقائق للطلاب العرب من أجل خلق جيل بهوية مشوهة قابلة للاندماج في عملية أسرلة ممنهجة.

في عام 2006 سببت تعليمات لوزيرة المعارف عاصفة أخرى من النقد، حيث طلبت من مسؤولين في الوزارة ترسيم الخط الأخضر(حدود الرابع من حزيران عام 1967) في الخرائط التي يحويها الكتاب في الإصدارات الجديدة منه.
ومن جهته عقب النائب د.جمال زحالقة بالقول إن ذلك بمثابة عاصفة في فنجان، فالحديث هو عن خطوة صغيرة منقوصة، وحتى مشوهة.

وقال إن الجديد هو أن كلمة "نكبة" تذكر في برامج التعليم، في حين أن المطلوب حقاً هو حكم ذاتي ثقافي للمواطنين العرب، بحيث "نضع في هذا الإطار برامج التعليم بكل ما يخص تاريخنا وحضارتنا وميراثنا الثقافي، ونمارس حقنا في التربية الوطنية أسوة بشعوب العالم".

وأضاف "لكننا نعرف أن إسرائيل غير ناضجة وبعيدة كل البعد عن إحداث مثل هذا التغيير، بسبب هيمنة الأيديولوجيات الصهيونية والفزع من الرواية الفلسطينية، الأمر الذي يفسر ردود الفعل الهستيرية على هذه الخطوة المحدودة".

كما انتقد النائب زحالقة بعض ردود الفعل العربية التي رقصت فرحاً وهللت لهذه الخطوة دون مبرر. فالرواية المهيمنة على برامج التعليم العربية المفروضة على مدارسنا تستند إلى تلفيقات الصهيونية، وذكر النكبة في كتاب الصف الثالث الابتدائي يحشر تحت هذه المظلة العامة التي لم تتغير، منقوصاً في سياق إسرائيلي وليس فلسطينياً، ويستغل للتأكيد على "الرواية الصهيونية" وليس لنفيها.

وقال "عندما تبدأ إسرائيل بتدريس الرواية الفلسطينية كاملة في المدارس اليهودية، فقد عندها نستطيع القول إن إسرائيل بدأت تنضج للتوصل إلى السلام العادل والمبني على إحقاق الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني، وتصحيح الغبن التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، وليس ما يسمى بالتنازلات الإسرائيلية".

التعليقات