انتهاء التحقيق مع النائب نفاع وتمديد اعتقال المناضل نهاد ملحم وحشد من المشايخ العرب الدروز يعتصم أمام المحكمة..

نفاع يؤكد أن التحقيق سياسي وأن التواصل هو أشد ما يقلق السلطات الإسرائيلية * النائب زحالقة: نحن متمسكون بحقنا الطبيعي والإنساني والقومي والحضاري في التواصل مع أمتنا

انتهاء التحقيق مع النائب نفاع وتمديد اعتقال المناضل نهاد ملحم وحشد من المشايخ العرب الدروز يعتصم أمام المحكمة..
النائب نفاع: التواصل هو أشد ما يقلق السلطات الإسرائيلية
انتهى بعد الساعة الثالثة من بعد ظهر الخميس، التحقيق مع النائب سعيد نفاع في مقر ما يسمى "الوحدة القطرية للتحقيق في الجرائم الدولية" في "بيتاح تكفا".

وقد امتد التحقيق على مدى 4 ساعات، وتركز بالأساس حول لقاءات مع شخصيات أخرى كانت قد أرسلت برقيات تحية وتضامن إلى مؤتمر "العدل والإنصاف" الذي نظمه التجمع الوطني الديمقراطي في شفاعمرو.

وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب لدى خروجه من التحقيق، قال النائب نفاع: "لقد سبق وأن قلت لدى خروجي من التحقيق الأول إنني على قناعة بأن التحقيق هو تحقيق سياسي. وقد ترسخت لدي هذه القناعة اليوم أكثر من السابق".

وأضاف أن أشد ما يقلق السلطات الإسرائيلية، وخاصة جهاز الأمن العام (الشاباك)، هو مشروع التواصل، لما في ذلك من أبعاد على عرب الداخل بشكل عام، وليس فقط من المجال الإنساني، وإنما كذلك في المجال السياسي، خصوصا مع إعادة طرح يهودية الدولة إلى جدول الأعمال، وما لذلك من إسقاطات مستقبلية على وضعية العرب في الداخل.

وقال النائب نفاع "لا شك أن السلطات تريد من خلال هذا التحقيق المطول أن تبعث برسالة تخويف وترهيب للناس من مشروع التواصل، وذلك في إطار توجه جديد لدى المؤسسة الإسرائيلية (الشاباك) في التعامل مع عرب الداخل بشكل عام".

كما أشار إلى أن توقيت هذا التحقيق وأخذه إلى مسارات أخرى مرتبط ارتباطا عضويا كذلك بما يحصل مؤخرا على الساحة العربية الدرزية. ولفت في هذا السياق إلى تمديد اعتقال الأستاذ نهاد ملحم اليوم لمدة أربعة أيام، مؤكد أن مجرد هذا الاعتقال يؤكد ما ذكر سابقا بشأن رسالة الترهيب والتخويف.

المحكمة تمدد اعتقال الأستاذ نهاد ملحم بأربعة أيام

أفاد المحامي فؤاد سلطاني، محامي المعتقل نهاد ملحم، أن أمر منع التقاء موكله ينتهي سريان مفعوله مساء الخميس، وأن الشرطة لا تنوي تجديد أمر المنع.

وأضاف المحامي سلطاني في حديثه لموقع عــ48ـرب أنه بناء عليه سيكون بالإمكان مقابلة موكله، وأنه سيلتقي به الجمعة.

وكانت قد مددت محكمة الصلح في "بيتاح تكفا" ظهر الخميس، اعتقال المناضل نهاد ملحم سكرتير ميثاق المعروفيين الأحرار بأربعة أيام، بناء على طلب الوحدة الخاصة للتحقيق في الجرائم الدولية، بالتزامن مع التحقيق مع النائب سعيد نفاع في مقر الوحدة ذاتها في نفس المدينة.

هذا واعتصم عدد كبير من المشايخ العرب الدروز خارج مكاتب الوحدة، في حين تجمع عدد آخر قبالة محكمة الصلح التي نظرت في تمديد اعتقال ملحم، تضامنا مع كليهما.

هذا ومددت المحكمة اعتقال ملحم بناء على "مواد سرية"، ورفضت طلب المحاميين سامي مهنا وفؤاد سلطاني الاطلاع على هذه المواد السرية التي مددت المحكمة اعتقال ملحم بموجبها، كما رفضت السماح لهما الالتقاء به.

وكانت ملحم قد اعتقل يوم الأحد الماضي بعد ساعات من انتهاء جلسة تحقيق سابقة مع النائب نفاع.

وتأتي هذه الخطوات البوليسية على خلفية الزيارة التي قام بها نفاع وملحم مع الوفد العربي الدرزي لرجال الدين الذي زار سورية في أوائل أيلول من هذه السنة ضمن مشروع التواصل، وعلى خلفية لقاءات نفاع مع القيادات السورية وعلى رأسها نائب الرئيس السوري السيد فاروق الشرع.

وقد استدعت الشرطة بالأمس هاتفيا الشيخ عوني خنيفس والشيخ فؤاد سويد عضوي رئاسة لجنة التواصل، فعقدت لجنة التواصل حال ذلك اجتماعا لها في ساجور أعلنت فيه أن أعضاءها لن يمثلوا للتحقيق إلا طبقا لاستدعاءات خطية رسمية.

النائب زحالقة: نحن متمسكون بحقنا الطبيعي والإنساني والقومي والحضاري في التواصل مع أمتنا

وعقب النائب جمال زحالقة على حملة الملاحقة تلك بالقول: نحن متمسكون بحقنا الطبيعي والإنساني والقومي والحضاري في التواصل مع أمتنا العربية ولن ترهبنا الملاحقة السياسية ولا التحقيقات والاعتقالات.

وأضاف: إسرائيل تخرق القانون الدولي حين تحاول حرماننا من التواصل الذي تضمنه كل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

وكان النائب نفاع قد عقب لدى تلقيه بلاغ الاستدعاء للتحقيق للمرة الثانية بالقول : "التحقيق هو سياسي بامتياز وضمن حملة ترهيب للعرب في ال-48 نتيجة لإصرارهم على التواصل مع أهلهم أبناء شعبهم وعائلاتهم، الأمر الذي تضمنه كل المواثيق الدولية التي تلزم الدول التي تعيش بها أقليات قومية أن تتيح لها التواصل مع امتدادها في الدول الأخرى. إسرائيل التي عودتنا ضرب الشرائع الدولية عرض الحائط كذلك تتصرف في هذا الموضوع".

وأضاف قائلا: إن اعتقال الاستاذ نهاد ملحم وبهذه الطريقة، هو فقط تصرف شاباكي ليس إلا ووسيلة ضغط عليه وعلى النائب نفاع، ومن وراء ذلك محاولة ضرب القوى العربية الدرزية القومية على ضوء تعاظم دورها في الحركة الوطنية القومية بين عرب الداخل والعرب الدروز خاصة، وعلى ضوء ما تشهده الساحة العربية الدرزية من مواجهات شبه يومية مع السلطة في البقيعة والرامة وبالأمس في يركا.

وتابع: إن استدعاء رئيس الشاباك في الأسبوع الماضي رؤساء المجالس المحلية العربية الدرزية للقائه على خلفية مواقفهم مع أهلهم في البقيعة والدالية وعسفيا، كسابقة ملائمة فقط للدول المخابرتية هو الدليل على التوجه السلطوي القديم الجديد للعرب بشكل عام والعرب الدروز بشكل خاص، ويعبر عن القلق من الحاصل على الساحة العربية الدرزية من تصد ومواجهات عنيفة ردا على الاستهتار والاستخفاف والتمييز اللاحق بالعرب الدروز.
.........

التعليقات