"التجمع" و"فتح" يؤكدان على الحفاظ على الثوابت الوطنية وإعادة بناء م.ت.ف واستعادة الوحدة الوطنية

عثمان أبو غربية: كل لقاء مع عرب 48 هو لقاء دافئ يثير مشاعر وحدة الدم والمصير.. * عوض عبد الفتاح: الحالة الفلسطينية الراهنة والانقسام كانا محور الللقاء..

أكد بيان صادر عن التجمع الوطني الديمقراطي وحركة التحرير الفلسطينية "فتح"، في لقاء عقد يوم أمس، الإثنين، في رام الله، على الحفاظ على الثوابت الفلسطينية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية.

كما أكد البيان على ضرورة العمل على إنهاء حصار قطاع غزة، ورفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ورفض كافة أشكال المقايضة المتصلة بالتبادل السكاني والجغرافي.

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

بيان صادر عن اللقاء بين حركة فتح وحزب التجمع الوطني الديمقراطي

في جو من الصراحة والمسؤولية الوطنية جرى يوم الاثنين الموافق 25/3/2008 لقاء سياسي بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح – وحزب التجمع الوطني الديمقراطي في مقر الحركة في رام الله، تناولا فيه مجمل القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية والوضع العام، وكذلك حاضر ومستقبل العلاقات الثنائية بين التيارين وقد تم اللقاء بمباركة السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن.

وقد أكدا على النقاط التالية:

• الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية.

• إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، كعنوان وطني جامع لعموم الشعب الفلسطيني، وذلك على أسس وطنية ديمقراطية تشمل كافة القوى الوطنية بما فيها القوى غير الموجودة فيها أصلا.. وبشكل لا يضعف شرعية منظمة التحرير الفلسطينية او الإعتراف بها وبوحدانية تمثيلها.

• ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي
ولابدج من اعتماد مبدأين اساسين في العلاقات الوطنية:
- مبدأ الحوار الوطني.
- ومبدأ عدم تكريس نهج استخدام القوة والعنف بالعلاقات الوطنية وعدم السماح بترتيب نتائج على اللجوء للقوة.

• العمل على إنهاء الحصار على قطاع غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

• الاتفاق على مواصلة التمسك برفض محاولات فرض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية على الشعب الفلسطيني، ورفض كل أشكال المقايضة المتصلة بالتبادل السكاني أو الجغرافي.

• الإنفاق على ضرورة وأهمية مواصلة اللقاءان بين الطرفين للتشاور بخصوص القضايا الوطنية التي تهم شعبنا الفلسطيني والعلاقات الثنائية، وان يجري النقاش بخصوص المواقف الخلافية بروح أخوية ومسؤولة.

حضر اللقاء من جانب حركة فتح القادة: عثمان أبو غربية عضو المجلس الثوري للحركة... ود. عبد الله عبد الله عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح و نبيل رملاوي نائب المفوض العام للعلاقات الخارجية في الحركة ومحمد حوراني عضو المجلس الثوري... ويونس العموري المدير التنفيذي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس.

وعن التجمع: الأمين العام عوض عبد الفتاح... والنائب وعضو المكتب السياسي جمال زحالقة والنائب وعضو المكتب السياسي سعيد نفاع والمحامي محمد ميعاري رئيس المجلس العام..

وقد وصف القيادي عثمان أبو غربية، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، اللقاء بأنه إيجابي ودافئ وأخوي.

وقال "بالنسبة لنا فإن كل لقاء مع عرب 48 هو لقاء دافئ، يثير فينا مشاعر وحدة الدم والمصير، ويحرك الحنين والوجدان في مواجهة التحدي الإحتلالي الإجرامي".

وأشار إلى أنه قد تم التأكيد في هذا اللقاء على وحدة الهم والألم، وعلى الرؤيا الواحدة حيال قضية فلسطين، وهمومها الأساسية... وتحدي الاحتلال كتناقض رئيسي امام الشعب الفلسطيني.

كما تم التأكيد على الدعم الكامل من قبل الشعب الفلسطيني لمتطلبات الهموم الخاصة والقضايا الخاصة لكل جزء من اجزاء الشعب الفلسطيني سواء في إطار فلسطين او في الشتات. ومن ذلك الرفض المطلق والثابت والحازم لما يطالب به كيان الاحتلال (حول يهودية الدولة) وذلك للتأثيرات السلبية على فلسطينيي عام 48 حيث ان الهدف هو التخلص من هذا الوجود السكاني ورفض اي مبدأ للتبادلية يؤثر على الديمغرافية ويؤدي الى التخلص من السكان العرب.
وأكد على أن محاذير والغام هذا المبدأ كثيرة وكثيرة جدا.

كما لفت إلى أنه كان هناك ارتياح شديد لما أبداه جميع المشاركين من حرص على الوحدة واحترام لمنظمة التحرير وللأخ الرئيس ابو مازن. وكذلك التركيز على ضرورة تكريس مبدأ الحوار الوطني في اطار العلاقات الداخلية، ورفض تكريس اللجوء الى القوة في العلاقات الوطنية.

وقال إنه تم التركيز على استمرار التواصل بين الحركة والتجمع واستمرار هذه اللقاءات التي تعزز الثقة.

وأضاف "لقد أدى أبداء الآراء وشرح المواقف في هذا اللقاء الى الكثير من التفهم وإزالة نقاط اللبس، وهو أمر يعطي نموذجا عن أهمية اللقاءات. وقد أكدنا المبادئ الأساسية للموقف من القوى داخل مناطق 48، حيث أن حركة فتح تعتقد أنه لا بد من عدم الوقوع في أية محاذير تمس وضعية وواقع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وقضاياهم... وكذلك فإن الحركة تقف على مسافة واحدة من الجميع وهي لا تبتعد عن أحد".

وتابع أنخ كان هناك اتفاق على أن حقيقة موقف حكومة الاحتلال انها لا تريد أي تقدم في مجال القضايا الجوهرية، وأنها تعمل على كسب الوقت والإستفادة للقيام بتغير الأمر الواقع بما يقطع الطريق على تقدم حقيقي في القضايا الجوهرية وفي مقدمتها القدس واللاجئين والإستقلال الحقيقي وامكانية قيام دولة قابلة للحياة والتواصل والإستقلال.

كما أكد على أن حقيقة استراتيجية دولة الاحتلال هي محاولات المساس الديمغرافي العنصري في القدس اولا وفي مناطق 48 وفي الضفة الغربية، حيث ان جوهر اهدافه هو الوصول الى ترانسفير جديد بأساليب جديدة.

وأشار إلى أن سياسة الاحتلال هذه توصد الأبواب أمام الطريق السياسي، وبالتالي فإنها تبقي الأبواب للعنف وعدم الإستقرار وتهديد السلام إقليميا وفي العالم.

وأنهى حديثه بالقول "نتطلع الى استمرار التواصل والتعاون مع الجميع وستبقى أيدينا مفتوحة وقلوبنا مفتوحة".
وفي حديث لموقع عــ48ـرب قال أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح، إن "الأجواء التي سادت اللقاء كانت صريحة وأخوية ومثرية، وكانت بين أبناء شعب واحد، تبادلنا فيها المواقف والتقييمات والقراءات للواقع السياسي العام، وما تمر به الحركة الفلسطينية من مخاطر هائلة وللموقف الإسرائيلي من التسوية".

وأضاف: "مع أن المصلحة الوطنية الواحدة كانت هي منطلقنا، ولكننا تباحثنا أيضاً بالإختلافات في الموقف من بعض القضايا الهامة بدون مجاملات، وقال كل طرف مواقفه بصراحة، ولكن بشكل أخوي ورفاقي ومسؤول، واتفقنا على مواصلة اللقاءات والحوارات بين فتح والتجمع.

ورداً على سؤال حول القضايا التي طرحت، قال: "كانت الحالة الفلسطينية الراهنة والإنقسام الذي يعصف بها محوراً رئيسياً، وكذلك كيفية التعامل معه والخروج منه بسلام. وكذلك كانت المفاوضات الجارية الآن والمتمخّضة عن مؤتمر أنابوليس والذي رفضه التجمع، ايضاً من القضايا التي جرى البحث بها معمقاً ووجدنا لدى الإخوة في فتح إحباطاً شديداً من طريقة تعامل إسرائيل مع هذه المفاوضات وقال بعضهم أنهم غير متفاجئين من ذلك ولم يتوقع معظمهم نتائج إيجابية من هذه المفاوضات. وبالتالي اتفق على أن تطرح في لقاءات قادمة للنقاش آفاق الحل الوطني وما يتوجب على حركة فتح وعموم الحركة الوطنية الفلسطينية فعله إزاء انسداد آفاق التسوية.

وأضاف: "أما بخصوص الوضع الراهن في حركة فتح فقد استعرض أعضاء الوفد الفتحاوي الصعوبات التي تمر بها الحركة والمؤامرة التي نتعرض لها من جانب الولايات المتحدة وحلفائها. لقد استمعنا أيضاً إلى اجتهادات وقراءات مختلفة من أعضاء الوفد الفتحاوي لجدوى المفاوضات والعلاقات الداخلية وآفاق الخروج من حالة الإنقسام واتفقت تقييمات الوفدين حول عدم استعداد اسرائيلي لمصالحة تاريخية وأن كل ما تريده هو كسب المزيد من الوقت لفرض الإستسلام".

"أما نحن"، أضاف عبد الفتاح، "فقد أكدنا على احترامنا لحركة فتح ودورها الرائد في الثورة الفلسطينية وعلى رغبتنا وطموحنا أن نرى هذه الحركة تعود إلى قوتها وتصلح وضعها الداخلي لتستأنف دورها الوطني بكل قوته. كما أكدنا على أهمية الحوار مع حركة حماس باعتبارها جزءاً أساسياً من الحركة الوطنية الفلسطينية، وأن يفتح حوار حقيقي يتناول أخطاء الطرفين ( فتح وحماس ) وواجباتهما تجاه الحل. وناشدناهم أن يبذلوا المزيد من الجهد لإنجاح الحوار وانهاء حالة الانقسام بين الحركتين.
...

التعليقات