مقتل الطالب رحيم محمد هيب، على يد زميله.. يفجر قضية العنف المستشري في المدارس العربية

يواصل وجهاء قرية طوبا الزنغرية مساعيهم، من أجل تهدئة الأجواء في القرية، بعد مقتل الطالب رحيم محمد هيب ( 17 عاماً)، الذي قتل على يد زميل، في أعقاب خلاف نشب بينهما في المدرسة

مقتل الطالب رحيم محمد هيب، على يد زميله.. يفجر قضية العنف المستشري في المدارس العربية
يواصل وجهاء قرية طوبا الزنغرية مساعيهم، من أجل تهدئة الأجواء في القرية، بعد مقتل الطالب رحيم محمد هيب ( 17 عاماً)، الذي قتل على يد زميل، في أعقاب خلاف نشب بينهما في المدرسة الثانوية في القرية، صباح اليوم السبت.

وكان المرحوم رحيم، قد أصيب جاء تعرضه لطعنات سكين، من قبل زميله، أصيب على أثرها بجراح حرجة، في الجزء العلوي من جسمه، نقل على أثرها إلى مستشفى مدينة صفد، وسرعان ما أعلنت وفاته، جاء إصابته القاتلة.

وأعلنت الشرطة في وقت لاحق، على لسان الناطق بلسان شرطة الجليل، عن إعتقال المشتبه به في عملية الطعن، وأنه يخضع للتحقيق هذه الساعة لمعرفة دوافع القتل، غير أن المعلومات التي وردت لا تشير إلى خلاف جدي سابق، حيث يدور الحديث عن خلاف عادي بين طلاب في المرحلة الثانوية.
وعلم مراسلنا أن قوات كبيرة من الشرطة تتواجد في محيط منزل عائلة المشتبه به، تحسباً لتوتر الأوضاع، وإتساع رقعة الخلاف بين العائلتين.

وتتواصل في المدرسة الثانوية في قرية طوبا، المشاورات والجلسات بين اعضاء الهيئة التدريسية وإدارة المدرسة من أجل البت في كيفية إجتياز هذه القضية الحساسة، وتأثيرها على سير العملية التربوية في المدرسة، وتأثيرها المباشر على الطلاب والمعلمين.

كما وحضر إلى المدرسة مفتش المدرسة، وعدد من الشخصيات التربوية في وزارة المعارف، لواء الشمال، وممثلين عن قسم الطوارىء في وزارة المعارف.

وعلم ان إجتماعاً سيعقد صباح غد، الأحد، يشمل جميع اعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة، ومسؤولين كبار في وزارة المعارف، بهدف تقييم المرحلة، ووضع الخطوات العينية، من أجل إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة وإتمام السنة الدراسية، وكذلك ضمان عدم تأثر الطلاب الذين يتفدمون للإمتحانات النهائية ( البجروت).

وأعرب المحامي معين عرموش، رئيس الإتحاد القطري للجان أمور الطلاب العرب، عن أسفه لهذه الحادثة، واعتبرها بمثابة إستمرارية لحوادث العنف المستشرية في المدارس العربية، لكنها هذه المرة جاءت بشكل مؤلم للغاية.
وصرح عرموش، في حديث لمراسلنا، أنه وعلى الرغم من التوجهات الرسمية العديدة من قبل الإتحاد القطري، لوزارة المعارف وللسلطات المحلية بتبني برامج توعية وتثقيف من أجل مكافحة هذه الظاهرة، إلا أن تهاونا كبيرة يبدو في مواقف الطرفين، مع الظاهرة.

ونوه إلى عدم وجود معالجة ومتابعة جدية للطلاب الذي يقومون بأعمال عنف إعتداءات في المدرس ، وأن معالجة هذه القضايا، عادة، لا تتم بصورة مهنية جدية ، لذلك فان مؤشر العنف بارتفاع دائم ويظهر بصورة أخطر.

وقال عرموش أن ما يتم القيام به اليوم، في هذه الصدد، هو برامج غير جدية، وليست خطط عمل مدروسة.
وإتهم عرموش أيضا وزارة المعارف، التي ما زالت تنتهج التمييز بين المدارس العربية واليهودية من حيث الموارد وتخصيص الميزانيات، بحيث أن الميزانيات المحولة للمدارس اليهودية أكبر بكثير منها إلى المدارس العربية، ولذلك فان معدل العنف في المدارس العربية أعلى من المدارس اليهودية.

وناشد عرموش الهيئات التدريسية وأولياء أمور الطلاب، بأخذ دورهم بشكل فاعل في الحياة التربوية داخل المدرسة وليس فقط على الناحية التعليمية التحصيلية، من أجل ضمان مستقبل آمن وناجح للطلاب وللمعلمين ولمجتمعنا بشكل عام.

وكانت قرية طوبا قد شهدت توترا شديدا، في أعقاب مقتل الشاب ماجد نمر أحمد ( 24 عاما) من القرية جراء تعرضه لإصابة مباشرة في أعقاب شجار مؤسف وقع بين طرفين من نفس العائلة في القرية.

يجيىء مصرع الطالب رحيم محمد هيب، ليفتح ملف العنف الجسدي المستشري في المدرسة العربية في الداخل، حيث تشير المعطيات إلى إرتفاع كبير في نسبة العنف عند الطلاب العرب، والتي وصلت إلى مستويات مقلقة يصعب السيطرة عليها والتي أخذت تطال المعلمين أيضا وممتلكات المدرسة.
واذا نظرنا إلى الميزانيات المستثمرة في المدارس اليهودية لمحاربة هذه الظاهرة، من أجل وتطوير برامج التوعية في أوساط الطلاب، يتضح لنا انها تفوق المدارس العربية بأضعاف مضاعفة، بحيث يصل معدل الإستثمار في الطالب اليهودي إلى ما يقارب 5 آلاف شيكل لكل طالب، في حين لا يتجاوز بضع مئات في حال الطالب العربي!.

وبحسب تقرير مراقب الدولة التي نشرت نتائجه مؤخراً ، فان نحو 58.5% من الطلاب تعرضوا لمظاهر العنف والعربدة، في السنوات الأخيرة، ورغم تشكيل عدة لجان لمواجهة هذه الظاهرة، إلا أن النتائج التي توصلت إليها لم يتم تطبيقها، وان قصورا كبيرا يقع على عاتق وزارة المعارف، في تطبيقها لتوصيات هذه اللجان، كما لم تقم وزارة المعارف بتشكيل جهاز لفرض قواعد مواجهة ظاهرة العنف بشكل فعال في المؤسسات التربوية. ولا يقوم المراقبون، المسؤولون عن ذلك، بدورهم في هذا المجال كما يجب.


التعليقات