الآلاف في عرس النصر التجمعي..

احتفال مهيب بانتصار التجمع في المعركة الانتخابية وحصوله على 3 مقاعد في البرلمان * جمهور التجمع ومحبوه يشاركون في احتفالات التجمع ويهتفون بالنصر لأكثر من 4 ساعات

الآلاف في عرس النصر التجمعي..
التقى نحو ثلاثة الاف من محبي وأنصار التجمع الوطني الديمقراطي مساء أمس الجمعة، في قاعة سميراميس في شفاعمرو، احتفالاً بالنصر الكبير الذي حققه التجمع الوطني الديمقراطي من خلال تحصيل ثلاثة مقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العاشر من شباط الحالي.

واكتظت القاعة بالمشاركين الذين فاق حضورهم التوقعات، ليؤكد أبناء شعبنا حبهم واعتزازهم بحزب التجمع، وأنّ النصر حليف النهج القومي الوطني الذي سار عليه الحزب.

فرحةٌ كبيرة غمرت الوافدين حين استقبلوا نوابهم الثلاثة: د.جمال زحالقة، سعيد نفاع وحنين زعبي. كما حضر العديد من الشخصيات الاعتبارية بينهم الشيخ عباس زكور ورئيس مجلس كفر ياسيف المحلي عوني توما، والنائبان السابقان محمد ميعاري وهاشم محاميد ورئيس قائمة "الأصالة" في شفاعمرو المربي أمين عنبتاوي.

ولم يكن من السهل السيطرة على الجمهور المبتهج الكبير الذي غصّت به القاعة، وبرز على نحو خاص تفاعل أكثر من ألف شاب وصبية مع فقرات البرنامج الخطابية والفنية فاهتزت القاعة بهم وبحركتهم ولم يغادروا القاعة إلا بعد ساعة من انتهاء البرنامج.

ثم انطلق البرنامج بنشيد "موطني" قدمته الفنانة سلام أبو آمنة وفرقتها. وعلى أنغام الموسيقى وقف الجميع مرددين معها النشيد وسط انفعال وحامسة كبيرين.

تولى عرافة الحفل الصحافي أسعد تلحمي فقال إن التجمع قرر تنظيم أمسية مميزة احتفالاً بنصرٍ مميز حققه في الانتخابات العامة. وأضاف: نحتفل بنجاح تحقق بفضل سواعد كوادر التجمع، بفضل أسود التجمع وخبرة قيادييه، بفضل استنفار أصدقائه وأنصاره ومريديه وكل الحريصين على الحركة الوطنية، وكل الذين يرون في التيار القومي الذي يمثله التجمع عنوانَ جماهيرنا".

وتابع: "جئنا لنحتفل أيضاً بكنس الأحزاب الصهيونية من بلداتنا.. ويحق للقوائم العربية الأخرى ان تحتفل بذلك أيضًا لكن أوساطًا واسعة فيها نجحت، وللأسف في تنغيص فرحتها.. شعرت بغصة في حلقها ليس لسبب سوى ان التجمع الوطني الديمقراطي نسف توقعاتها وتوقعات المؤسسة الإسرائيلية، بل تمنياتها القائمة على برمجة دقيقة لإسقاطه. وأكد أن التجمع بتحقيقه نصرًا لامعًا ألحق الهزيمة بالمؤسسة الإسرائيلية الرسمية، السياسية والأمنية، التي راكمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية مزيدًا من المؤامرات بلغت ذراها بتلفيق ملف أمني ضد مؤسس الحزب الدكتور عزمي بشارة، ألحقتها بمحاولة الشطب.

وأردف تلحمي: "التجمع أقوى بشعبنا وشعبنا أقوى بالتجمع، شعبنا منح ثقته الغالية للتجمع، شعبنا رد على كل الحملة بقامات منتصبة وهامات شامخة. في شفاعمرو أهدوا النصر لمؤسس الحزب الدكتور عزمي بشارة، ووزعوا ملصقات كتب عليها: لعيونك يا دكتور. ومن هنا نوجه أعز تحية وتهنئة لدكتورنا الحبيب عزمي بشارة، ونقول أيضًا هذا النصر هو لعيونك يا تجمع.. تجمعي لك السلام من شعب أبيّ وسواعد أسودِ وأصدقاء أوفياء وأنصار محبين ومريدين غيورين، قرروا أن عودَك قد صلب، وجذورك يا تجمع رسخت عميقًا في الأرض".

وكما عودتنا دائمًا في الاحتفالات بانتصارات التجمع وأمسياته، كانت الفنانة سلام أبو آمنة وفرقتها أول من أطلت بصوتها الشجي المميز وبأغانيها الملتزمة فغنت باقة من أجمل الأغنيات "موطني.. موطني"، "بكتب اسمك يا بلادي"، "صف العسكر"، وقد ألهبت الحضور الذين رددوا كلماتها التي يحفظونها عن ظهر قلب.

ثم عرض فيلم قصير لخص الدعاية الانتخابية للحزب أعده عوني بنا ولقي استحسان الحضور.

واستغل عريف الحفل هذه المناسبة ليشكر الطاقم الاعلامي الدعائي ومركزته د. روضة عطاالله التي أشرفت على تنظيم الحفل وفقراته، وأعضاء الطاقم: عبد طميش، اياد برغوثي، جوان صفدي، عوني بنا، مجد كيال، كايد عطية، ستوديو الأرز- نزار يونس والمخرجة اوسنات حديد، ودريد لداوي، كما شكر شبيبة التجمع الذين لم يألوا جهدًا في تقديم أي عونٍ سواء بالمشاركة أو من خلال العمل الميداني.

ولفت تلحمي الى الحضور المميز والدور الإعلامي الكبير للدكتور عزمي بشارة، عبر اطلالاته وتحليلاته السياسية الثاقبة ومواقفه الوطنية المميزة عبر شاشات كبرى الفضائيات العربية وأهمها وقال: "كما دائماً،نحن نتباهى ونشمخ به".

وبصوتٍ هادئ وبكلماتٍ مؤثرة، وبعد أن استقبلها الحضور بالتصفيق الحار، ألقت النائب المنتخبة حنين زعبي كلمتها التي استهلتها بشكر الجميع على دعمه للتجمع ومنحه ثقتهم ومحبتهم ووقوف جميع الرفاق والمحبين الى جانبها في المعركة الانتخابية.

ثم تابعت كلمتها: "نحن نستحق الاحتفال، ونحن نحتفل بثلاثة أمور: أولا: بالإنجاز، نحن نتحدث عن مشروع طموح، كبير وعقلاني، واثق من نفسه ومتواضع، طلائعي في تحديد ملامح السياسة في حياتنا وفي نفس الوقت لا يقصي الآخرين، متنور وليبرالي ويستند إلى قيم كونية هي حرية الفرد والشعوب، والعدل والمساواة بين الأفراد، وفي نفس الوقت منتمٍ لبيئته ويحترم حساسياتها. قومي لكن ليس بتعصب وليس بشوفينية، قوميتنا إنسانية وإنسانيتنا منتمية لبيئتنا ولفضائنا ولحضارتنا ولتاريخنا".

وتابعت: نحن لا نحتفل بإنجاز فحسب، نحن نحتفل بإنجاز له ملامح واضحة، كملامح المشروع الذي نحمله.

ثانيا: نحن نحتفل بفرح الناس بنا، باحتضانهم للتجمع، بالقلق عليه. نحن نحتفل بحب الناس لنا، بتقديرهم، بتعابير وجوههم عندما يلتقون بنا في الشارع، وعندما يتصلون بنا، كأن كل واحد منهم قد فاز بجائزة، وعلى ذلك نحن سنقدر الجميل، وعلينا أن نرده بأحسن منه. علينا أن نكون على قدر فرح الناس بنا وخشيتهم علينا، نحن نستحق هذا الفرح، ومطلوب منا أن نحافظ عليه.

وثالثا: نحن نحتفل بصانعي هذا الإنجاز. أصدقاء وداعمين، عملوا كما لو كانوا كادرا، أصدقاء ربما غير ملمين ببرنامج التجمع بحذافيره، لكنهم يعرفون أن هذا الحزب قلب موازين كثيرة في الخارطة السياسية، وأن لغته واضحة وغير مساومة مهما اختلفت المنابر، وأنه حزب لا يعتبر باعتبارات شخصية أو طائفية أو منفعية".

وتابعت زعبي: "نحن نذكر هنا باعتزاز انضمام الشيخ عباس زكور والأخ عوني توما إلى القائمة، ونحن نفتخر بكل فئات وقطاعات شعبنا التي تنضم لمسيرة التجمع وترافق هذه المسيرة وتدعمها".

شكراً لـ 84 ألف عزيز صوت لنا، و20 ألف لم يصوتوا وهم الآن نادمون.

وختمت زعبي: "لنتذكر جميعنا، نحن أقوى بالتجمع، والتجمع أقوى بشعبنا، ونحن نستحق هذا الفرح، ومطلوب منا أن نحافظ عليه."

ووجه عريف الحفل التحية لرئيس الحزب واصل طه الذي غاب عن مهرجان النصر لوجوده خارج البلاد. كما ذكّر بالدور القيادي الذي لعبه رئيس الطاقم الانتخابي الأمين العام للحزب عوض عبد الفتاح. كما وجه التحية باسم المكتب السياسي لعضو المكتب خالد خليل الذي ترك أعماله الخاصة لأكثر من شهرين ليتفرغ متبرعاً في المساعدة في التدبير المالي والتنظيمي.

وعلى أنغام فرقة "ولعت" العكية، ولّع الحضور من الشباب منفعلين بالأنغام الموسيقية والكلمات، فغنت الفرقة أجمل ما في جعبتها، لتنتهي وصلتها.

ثم جاءت كلمة الشيخ عباس زكور، الذي استقبل بالتصفيق الكبير، فبارك للتجمع بانتصاره، وقال: "هذا النصر له ما بعده، فلا خوف بعد اليوم من تجاوز نسبة الحسم، لا اشاعات ولا أضاليل، لا خوف ولا هزائم وانما بانتظار نصرٍ بعد نصر وقوة بعد قوة وترسيخ للوجود البقاء كبقاء الزعتر والزيتون".

وتابع: "تحية لقيادة التجمع ونوابنا ولـ 84 الف شخص صوتوا لنا، وأنا اريد أن اؤكد على انّ المرحلة القادمة ستختلف بعد قرار رئيس الدولة اعطاء الفرصة لنتنياهو لتشكيل حكومته مع حلفائه الجدد من العنصريين، هذه المرحلة تحتم علينا ان نكون واعين ومؤكدين اننا سنبقى صامدين على ثوابتنا لنفوت كل الفرص للنيل مِنا. وأقول إنّ المؤامرات كانت قوية علينا لكن بالعمل بروح الفريق والجماعة سنكون أقوى، فيد الله مع الجماعة".

وحول تحالفه مع التجمع أكدّ عباس أن النصر أثبت أن التحالف يزيدنا قوة ويثبت رواسخنا، فكلنا يحترم قوميته وحضارته الاسلامية من جميع الطوائف وهكذا يجب ان نبقى.

وغنّت فرقة شباب الجولان باقة من أجمل أغانيها الوطنية لتذكرنا هذه الفرقة بحضور الفنان سميح شقير عبر الكلمات التي وصلت أعماقنا.ومن بين الأناشيد: "لو يوم تنادينا يا الوطن والصوت يردْ/تلقانا عحدودك بالسلاح الما يِصَّدْ/يومن نلقا العدو ما نهابو مهما حشدْ/حقنا المغصوبِ ما نساوم عليه أحدْ/والكون علينا يشهدْ/والكون علينا يشهدْ/ما يسود الطغيانِ/لو بالنارِ وبالزردْ/لو جار علينا الزمن جار جار علينا/لا بد علينا يطل نهار يطل علينا/كرمال عيونك يا الوطن والطير الغَرَدْ/حريتكْ دمنا الما نستغني أبدْ".

وفي كلمته حيا النائب سعيد نفاع المشاركين في الاحتفالات وقال: "قلنا ان جذورنا باقية كالسنديانة وأثبتنا ذلك، عبر فكرنا القومي والتنويري، والدعم اللا محدود الذي حصلنا عليه من كل البلدات العربية، فلنا الكثير من المحبين".

وتابع: "نهدي هذا النصر الى رواد الحركة الوطنية، وانتم الذين تجلسون بيننا، فأنتم جمرة الحركة الوطنية رغم كل العواصف، استطعتم ان تحموا حركتنا وأن تحفظوها، كما عهدناكم. وأهدي هذا النصر الوطني لثكالى غزة، الذين غيروا المعادلة، وأيقظوا العشرات من هوس التصويت للأحزاب الصهيونية".

وبارك النائب نفاع للنساء الإنجاز بفوز حنين.

وختم نفاع بوعده بتواصل انتصارات التجمع واتساع رقعته بهمة هذا الجمهور المحب.

واعتلت فرقة الدام المسرح، لتحقق حلم المئات من الشباب الذي انتظروا هذه الفرصة ويشاركوا في روائع الفرقة التي تعتبر أغانيها آخر صرعة شبابية، لكنّ كلماتها من جذور تراثنا وواقعنا فهي تُعري الوضع العربي المستسلم وتنادي بالحفاظ على الثوابت من خلال الأغنية التي يحفظها الأطفال قبل الكبار "مين ارهابي"، وغيرها من الأغاني التي الهبت المسرح، فما كان من العريف الا ان ترك لجمهور الشباب الاحتفال والفرح بطريقته الخاصة.

واستقبل الحضور بالتصفيق الحار الشخصية الشفاعمرية البارزة المربي أمين عنبتاوي الذي كان له دورٌ كبير في تغيير معادلة الانتخابات في مدينة شفاعمرو، وبفضل قائمته "الأصالة" وكوادره حصل التجمع على التأييد الكبير من أبناء شفاعمرو بكل طوائفه.

وبارك عنبتاوي للتجمعيين بهذا النصر الكبير.

وذكرهم بأنه في مرةٍ سابقة وعدهم بأنه سيلقاهم في نصرٍ قريب، وهذا ما تحقق.

وتابع: "سنبقى مع التجمع والتجمع باقٍ ما بقي طيرٌ في الفضاء وما دام في الجو هواء".

وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس قائمة التجمع ومكمل المسيرة النائب الدكتور جمال زحالقة فقال: قبل شهر في مهرجان انطلاق المعركة الانتخابية من هذه القاعة قلت من على هذه المنصة اننا نشعر بحماس كوادرنا وأنصار التجمع بحلاوة النصر. واليوم نقول: يحق لك يا تجمع ان تحتفل ويحق لكم جميعاً أن تحتفلوا.

واضاف: قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات قلت في مقابلة صحافية إن الحركة الوطنية بخير وقوة التجمع أكثر من 3 مقاعد.. انتهت الانتخابات وحقق التجمع ثلاثة مقاعد وأكثر وطبعاً الحركة الوطنية بخير.

وتابع: لا نريد في هذا المساء أن نحاسب خصومنا السياسيين وأن نرد على مماحكاتهم.. بل سأتطرق إلى ما نحن فعلنا: التجمع تحدى وهو حزب التحديات. وعندما استهدفوا الدكتور عزمي بشارة قلنا كلمة واحدة: نتحداكم. واليوم نقول إن التجمع برجاله ونسائه وشبابه وأصدقائه كان على قدر التحدي. أكدنا أنه من كل تحد يخرج التجمع أقوى واشد عزيمة وهذا ما حصل!.

وأكد على أن هذا النصر لم يأت من فراغ بل لأن الحركة الوطنية لها جذورها وهي نبتت في هذه الأرض الطيبة من واقع الناس وأحلامهم وآمالهم وآلامهم وطرحت مشروعاً جاء من واقعنا الذي نعيشه وانفردت بطرح هذا المشروع.

وأضاف: بعد استهداف الدكتور عزمي بشارة هناك من فرك يديه فرحاً، وقال إن التجمع انتهى لكنهم لم يعرفوا أن لهذا الحزب رجالاً ونساء وشبابا يحمونه، ونحن نفخر بأن التجمع هو أقوى الأحزاب بين الشباب. هم نسوا أن أعضاء التجمع يستُنفرون كلما استفِزوا أكثر، هذا ما حصل في كل قرية ومدينة وبلدة، استنفر التجمع وحقق النصر.. وليس فقط أعضاء التجمع إنما أيضاً أشخاص نعتز بهم ونقدّر دورهم الوطني الذين استنفرتهم المؤامرة على التجمع والمحاولة لضرب الحركة الوطنية. هؤلاء هبّوا وأعلنوا أنهم جنود في المعركة وأنهم يريدون تثبيت الحركة الوطنية على الأرض.. رأيتم كيف استنفر كل الوطنيين. نحن نعتز بكل هؤلاء الوطنيين الذين لم يسمحوا للسلطة بتمرير مؤامرتها.. لذلك نقول إن النصر لم يأت من فراغ. وهذه مناسبة لنوجه التحية والشكر للجميع، لكل من صوت للتجمع وكل من ساند وساعد ودعم وأسدى نصيحة، ولكل من وقف معنا وحمل هذا الحمل الثقيل معنا حتى نحقق النصر الأكيد للحركة الوطنية التي تسير في طريقها حتى تكون التيار المركزي بين جماهيرنا العربية.

تحية لك يا تجمع على نصرك الكبير، قدماً وإلى الأمام نحو نصر آخر، نحو مواصلة مسيرة التحدي والعدالة والحرية، الحرية للجميع. اليوم نصر وغداً أمر وأمامنا تحديات كبيرة في عملنا السياسي والحزبي واجب علينا جميعاً أن نكون على قدرها.

وكان مسك الختام لفرقة العودة التي أنشدت باقة من أغانيها الوطنية وعلى موسيقاها وقف النواب وقادة الحزب على المنصة مرددين الأناشيد، وملوحين بالنصر الكبير الذي حققه التجمع وبكلمات "موطني الجمال والجلال"،و"بلادي بلادي" ترك الحضور القاعة، مبتهجين.

.....................................................................

التعليقات