مخيم الهوية التاسع للتجمع يختتم فعالياته على شرف ثورة 23 يوليو

-

مخيم الهوية التاسع للتجمع يختتم فعالياته على شرف  ثورة 23 يوليو
في ذكرى ثورة الضباط الاحرار 23 يوليو التي قادها الخالد جمال عبد الناصر،اختتم مخيم الهوية التاسع للتجمع فعالياته مساء الثلاثاء من هذا الاسبوع، وذلك بحضور المئات من الطلاب والشباب المشاركين والمئات من الاهالي القادمين من اقصى جنوب النقب الى اقصى شمال الجليل، الى جانب عدد من كوادر وقيادات الحزب على رأسهم أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح الذي تحدث امام الطلاب والاهالي قائلا :
انتم الرهان الاخير .. اتيتم لتقلبوا المعادلة، ولتقولوا لمن استهدف انتمائكم وعزتكم وكرامتكم، إن رهانكم في اسرلتنا وتشويهنا خاسر..وما هذا الحضور وهذه المشاركة بالمئات منكم الا التواصل الذي نبتغيه في جيل عزيز وكريم في وطنه، يمضي حاملا الراية يحافظ على هويته و انتمائه العروبي والفلسطيني،ويعرف كيف ينتزع حقه في المواطنة والحياة على ارض الاباء والاجداد دون توسل او استجداء.

وأضاف: أما في هذا اليوم وانتم تتواصلون مع تاريخكم وحضارتكم لا بد وان نستذكر رجلا وقائدا كبيرا سقط على مذبح عزة الامة وكرامتها،عندما ابتغى القائد جمال عبد الناصر، النضال سبيلا للتحرر من الهيمنة الاستعمارية على مصر وعلى الأمة، وسعيه لتحقيق الامن القومي وتحقيق العدل الاجتماعي في العمل ونظام التعليم المجاني وتوزيع الاراضي على الفلاحين والتخلص من الاقطاعية الجاثمة على صدر الفقراء وانجاز الوحدة المتعثرة،إلا أن القوى الاستعمارية تصدت عام 56 للمشروع الناصري من خلال حربها على مصر مما اعاق من عملية المضي به ومن ثم جاءت الضربة القاصمة للمشروع برحيل عبد الناصر واستقدام رجالات قادت مصر الى حل سياسي منفرد خارج الحاضنة العربية وتكريس التشرذم والتبعية في غياب شبه تام للارادة الجامعة .

اما عن الاهالي، فقد تحدثت مريم سليمان حول تقديرها واعجابها بهذا العمل الجبار الذي يستحق كل الثناء من خلال السعي الحثيث لمواصلة مشروع لا زال رائده القائد عزمي بشارة حاضرا فيه بقوة رغم منفاه القسري بالقول:
جاء هذا المخيم استمرارا لنهج التجمع الوطني للحفاظ على الانتماء وتكريسا للهوية العربية الفلسطينية، وذلك من خلال المضامين التثقيفية الى جانب الفعاليات الابداعية في الفنون والرياضة وورشات العمل التي اشرف عليها طاقم مؤهل من المرشدين والمشرفين، والتي تهدف بمجملها الى بناء وصقل الشخصية المستقلة والاعتماد على الذات، كما انني سعيدة بالحضور القوي للقائد المؤسس عزمي بشارة في هذا المخيم رغم غيابه في منفاه القسري، وهذا ان دل على شيئ انما على حجم وقوة ما اسسه في الذهن والوجدان، ونحن لن ننساه بل سيبقى فكره البوصلة التي تسترشد بها سفينة التجمع في هذا البحر المتلاطم بالمؤامرات والمهاترات السياسية، وبالتالي لا يسعني الا ان نتقدم باسم جميع الاهالي بالشكر والتقدير الى جميع افراد الطاقم المجند والذي واصل الليل بالنهار في سبيل انجاح هذا العمل الجبار.

المشرف العام على المخيم د. روضة عطالله ترى ان الهوية والذاكرة والتاكيد على اصلانية الوجود العربي الفلسطيني في الوطن وما لها من استحقاقات، هي هواجس كل التجمعيين، وما مخيم الهوية الا واحدة من الادوات. وتقول: إن الحفاظ على الهوية الثقافية هي جزء من الحفاظ على الذاكرة الجماعية لا سيما وأن ابناءنا لايعيشون كباقي الاقليات، ولا يعاملون كأصلانيين في المواضيع التي تعلم في المدارس، بما يتعلق بمكونات الهوية الثقافية مثل تاريخ شعبهم ولغتهم القومية، الفنون على انواعها،الموسيقى العربية، ادباء و شعراء فلسطين الذين عاشوا قبل عام 48 ومكونات اخرى، بل يتعرضون للتشوه في مكونات الشخصية والهوية، ليتأسرلوا في السياسات الاسرائيلية المدروسة لتحويل اجيالنا القادمة الى فاقدي هوية. وهذا الوضع يجب ان يواجه ببرامج بديلة للحفاظ على هويتنا، والمرشدون قرروا في هذا المخيم ان يكون عزمي بشارة القائد المؤسس حاضرا بقوة تضامنا مع قائدهم ووفاء لمسيرته .
واستطيع ان الخص القول ان التجمع ليس انه فقط له اثر ايجابي بل ان طروحاته انقذت احيانا هويتنا من الاسرلة وحافظنا على هذا التحدي في طرح قضية المواطنة كتحدي للصهيونية ومن ناحية ثانية دخلنا في تحدي مع ديمقراطية الدولة بطرح موضوع المواطنة وهذا كان التحدي الاكبر وان جيل الشباب هو الاكثر تاثرا بهذا الخطاب اذ على سبيل المثال نلاحظ ان 80 بالمئة من المشاركين في مسيرة العودة هم من الشباب.

مركز المخيم حنا حوراني: مخيم الهوية يختلف عن سائر المخيمات فهو يركز اساسا على المضامين التي تشكل فسيفساء هويتنا كعرب وفلسطينيين في هذه البلاد كاهلها الاصليين،ونضيف لها مركبات من مجالات الفنون واللغة والشعر والتعرف على شخصيات مهمة كان لها تاثير على مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية والتيار القومي، كما ياتي هذا المخيم في سياق استمرار محاولات السلطة المتكررة والمكثفة لاسرلة شبابنا وعزلهم عن قضيتهم وعن هموم شعبهم، ولهذا يتم التركيز في هذا المخيم على برامج تكون كفيلة بخلق جيل قادم يكون قادر على استنهاض الهمم ومواجهة التحديات.

اما حول انطباعات الاهالي فرأى البعض الكثير ما يستحق شرف الالتحاق بمثل هذه المخيمات خصوصا بما يحتوي من مضامين تحصن الاجيال امام الاسرلة والتشوه،وقال رزق ابو ربيع:
هذا المخيم خمسة نجوم فيه ما يثير الاعتزاز، فمن حيث المضامين فهو مختلف كليا عن كل ما شاركوا ابنائي في مخيمات سابقة نظمتها مؤسسات وسلطات محلية، وأرى الى جانب البرامج الترفيهية والسهر على راحة الاطفال هو التثقيف والعمل على تعزيز الانتماء،كما ان زاوية الحواسيب وفعالياتها هي اضافة موفقة على البرامج خصوصا أنها موجهة ومراقبة، الى جانب اختيار الموقع المناسب واعداد المرشدين اعدادا جيدا مما اشعرني ان ابنائي في اجواء صحية وايدي امينة وانا اشكر الجميع على هذا الجهد الخاص والاستثنائي.

المرشدة بيروت حمود: مجموعة الفعاليات تنوعت بتنوع الاجيال، بين فعاليات ثقافية وفنون وايقاعات موسيقية وورشات تراثية،اشرف عليه مختصون منهم من وصل من مدينة القدس، هذا الى جانب فعاليات تثقيفية والتعرف على معالم الوطن وبعض الاحداث والرموز التاريخية، لتعريف الطلاب على اسهاماتهم الكفاحية والثقافية في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني وبطبيعة الحال والتي لاتقل اهمية هي العلاقات الاجتماعية بين ابناء الوطن الواحد من النقب والمثلث والجليل، وبالتالي اقول مثلما تربينا في هذا الحزب وتمثلنا فكره وقيمه نتمنى ان نكون على قدر المهمات والمسؤوليات لمتابعة المسيرة من اجل رفعة شعبنا ومجتمعنا.

المرشد نضال بشارة:
أنا بدوري متطوع الى جانب العشرات من زملائي المرشدين والمشرفين وهذه ميزة مهمة بعد تلاشي وغياب لقيمة العمل التطوعي، والحزب يعطيني هذه الافضلية وهذه الفرصة لاقدم اسهاماتي في هذه الخدمة المشرفة رغم ان هذا العمل يتطلب مسؤولية كبيرة والحزب يربي فينا هذه المسؤولية وينمي روح التطوع والعطاء،
اما الميزة الثانية فان مخيم الهوية يشدد على المضامين الثقافية والسياسية، وربما ننفرد فيها عن سائر المخيمات الاخرى

من الاهالي علي ابو ربيع يقول:
اشعر بنشوة الارتباط بالجذور وان التربية الوطنية بالنسبة لنا على راس سلم الاولويات وعلى اطفالنا ان يعرفوا كم هو امتداد جذورنا عميقة في هذه البلاد، لان هذا الوجود يفرض حق ابنائنا في الحياة على هذه الارض مثل سائر البشر، أي ليعرفوا كيف حصلت نكبتنا ولماذا نحن موجودون هنا ولماذا علينا العمل لانتزاع حقنا كاملا، ومن حيث البرامج والمسؤولية والطاقم فهو رائع واتمنى من الله ان يديم هذه الروح وهذه السواعد لمواصلة المسيرة.

اختتم المهرجان الاحتفالي بعرض باقات من المواهب والابداعات الواعدة، قدم خلالها الاطفال المشاركين عددا من القصائد الوطنية لشاعر فلسطين محمود درويش وعمر الفرا ونزار قباني الى جانب مواهب عزف على الة القيثار والقانون التي نالت اعجاب الحضور، اما مسك الختام فقد تالقت وكعادتها سلام ابو امنة وفرقتها الموسيقية في عرض مجموعة من الاغاني الملتزمة حيث تميزت في الحضور والاداء.

..................

التعليقات