جلسة عاصفة في الكنيست ضد التجمع وبشارة؛ زحالقة: ثابتون في مواقفنا مهما حرضتم!

شن أعضاء الكنيست من الأحزاب الصهيونية هجوماً تحريضياً ضد التجمع ونوابه وعلى الدكتور عزمي بشارة بزعم أن للتجمع علاقات مع تنظيمات "إرهابية".

جلسة عاصفة في الكنيست ضد التجمع وبشارة؛ زحالقة: ثابتون في مواقفنا مهما حرضتم!
عقدت لجنتا "رقابة الدولة" والكنيست اليوم جلسة مشتركة وخاصة لبحث نشاط التجمع الوطني الديمقراطي المعادي للدولة اليهودية وبادعاء قيامه بتنظيم وتمويل أنشطة ومؤتمرات معادية، وذلك في أعقاب تقديم لائحة إتهام ضد الشاب راوي سلطاني بشبهة التعاون مع حزب الله ونقل معلومات حول تحركات رئيس الأركان الإسرائيلي جابي اشكنازي.

وقدم النائب جمال زحالقة رداً وافيا حول الادعاءات بشان قانون الأحزاب وتمويل ما يسمى بالنشاطات المعادية مثبتاً أن ميزانية التجمع واضحة ومكشوفة وخاضعة للرقابة الرسمية، ولكن أعضاء الكنيست لم يكتفوا بالرد وسرعان ما تحولت الجلسة إلى منصة تحريض وهجوم على التجمع والدكتور عزمي بشارة، بزعم أن للتجمع علاقات خاصة بالمقاومة العربية والفلسطينية وما سموه "منظمات إرهابية"، وبان التجمع يسير على الخط الذي وضعه بشارة والذي كما ادعى عدد من أعضاء الكنيست استغل الكنيست من اجل العمل لتقويض أركان الدولة من الداخل.

أفتتح الجلسة رئيس لجنة "رقابة الدولة" من حزب كاديما، يوئيل حسون، قائلاً إن "نشاط التجمع له صلة مع جهات إرهابية وعلينا القيام بإجراءات للحد من هذا النشاط، لسنا ضد ان يكون للعرب تمثيل سياسي ولكن ليس من النوع الذي يجسده التجمع".

من جهته قال رئيس لجنة الكنيست من حزب الليكود، يريف ليفين، إن "التجمع هو موقع إستبخاري أمامي لحركات المقاومة ولا يمكن السماح لذلك بأن يستمر، فإن هدفهم هو تدمير دولة إسرائيل". ولوح ليفين بصور للدكتور عزمي بشارة من موقع التجمع وبصور لشباب التجمع وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويتظاهرون ضد جرائم الاحتلال، وقال معقباً: "هذا الحزب هو حزب بشارة، الذي يرفض المثول أمام القضاء الإسرائيلي، وحزبه يدعمه بالكامل ولهذا فهو حزب غير شرعي ويجب منعه من دخول الكنيست."

بدوره قال عضو الكنيست اليميني المتطرف آريه إلداد إن لا مكان في دولة إسرائيل لقوميين عرب ومن لا يرغب للعيش في دولة يهودية فعليه مغادرتها. وأضاف الداد بان لكل منظمة مسلحة ذراع سياسي، والتجمع هو الذراع السياسي لحركات المقاومة العربية التي اسماها "منظمات إرهابية".

رئيس لجنة التربية والتعليم، زبولون أورليف قال معقباً على النقاش بأنه "يجب عدم وضع اللوم على التجمع بل على أنفسنا لأننا لم نقم بما هو لازم لمنع نشاط أحزاب مثل التجمع ومعاقبة كل من يحمل مواقف مثل التجمع". ودعا اورليف الى عقد جلسة خاصة لسن قوانين أكثر تشدداً في كل ما يتعلق بما اسماه "الدفاع عن يهودية الدولة في وجه أعدائها وفي مقدمتهم حزب التجمع". وأعرب رئيس لجنة القانون والدستور، دافيد روتم عن دعمه لمقترحات أورليف وانتقد بشدة المحكمة العليا الإسرائيلية لأنها لم تشطب قائمة التجمع وتمنعه من خوض الانتخابات.

وقال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، إن التجمع حزب سياسي شرعي يعمل وفق القانون، وأن الحزب ملتزم ببرنامجه السياسي ويثقف شبيبته على العزة القومية والنضال السياسي الجماهيري الذي ليس له أي بعد أمني. وأعتبر زحالقة الحملة على التجمع بأنها محاولة معادية للديمقراطية بهدف ضربه لأسباب سياسية. وأوضح زحالقة: "ليس سراً أننا لسنا صهاينة وليس سراً أننا ضد الصهيونية، ولا يسدي لنا أحد معروفا من خلال تمثلينا في الكنيست، فمواطنتنا نابعة من كوننا أهل البلاد الأصليين.

وأضاف: "نحن حزب له مواقفه سياسية واضحة، وإذا كانت هذه المواقف تغضبكم، فلتغضبوا. فالعنصري يغضبه الحديث عن المساواة بين البشر، والمحتل يغضبه النضال ضد الإحتلال والشوفيني المتطرف يغضبه الحديث عن حقوق الشعوب".

وأكد زحالقة أن التجمع والدكتور عزمي بشارة يتعرضان لملاحقة سياسية منذ سنوات بسبب التحدي القومي التحدي الديمقراطي الذي فرضاه على المؤسسة الصهيونية، وتلفيق التهم الأمنية هو جزء من الملاحقة السياسية. هنا حاول اعضاء الكنيست مقاطعة زحالقة وانهالوا عليه بالأسئلة حول العلاقة مع الدكتور عزمي بشارة وزيارة أعضاء التجمع له, ورد عليهم زحالقة بأن بشارة هو قائد الحركة الوطنية وبأن من الطبيعي ان تكون لنا علاقة واتصال معه، ليس لبشارة اليوم أي صفة تنظيمية في التجمع لكن العلاقة السياسية والاجتماعية معه مستمرة ولن تتوقف. لقد لاحقتم بشارة لأنه طرح تحديات أفقدت المؤسسة الإسرائيلية صوابها ولم تستطع تحملها فقررت التخلص منه وحسم النقاش معه في غرف التحقيق كما تفعل الدول الدكتاتورية عادة". وخلص زحالقة إلى القول إن" التجمع ثابت في مواقفه مهما حرضتم".

وقال النائب سعيد نفاع إن كافة أنشطة التجمع شرعية وأن سجلاتات المالية مكشوفة أمام مراقب الدولة، ونفى أن يكون التجمع مول مشاركة أعضاء شبيبة التجمع في مؤتمر الشباب القومي في المغرب.


وأضاف نفاع أن الإدعاءات حول نشاطات التجمع بحثت في السابق أمام المحكمة العليا، وأن النقاش اليوم دوافعه سياسية تحريضية نابعة من كراهية وعداء للعرب. وأكد نفاع أن التحريض والملاحقة السياسة المستمرة ضد التجمع لن تغيير من مواقف التجمع السياسية.

وعلق النائب زحالقة على الجلسة قائلاً: "الأجواء في الكنيست مسمومة ضد التجمع والتيار القومي عموماً. هناك هوس حقيقي حول يهودية إسرائيل وهم يعتبرون التجمع رأس حربة في تحدي وفضح نظام الدولة اليهودية، لذا يستهدفونه ويستغلون كل فرصة للتحريض عليه ومحاولة ضربه ومحاصرته، لكن التجمع ثابت وماض في مسيرة التحدي وهو يعتمد على قاعدة شعبية ثابتة وعلى التفاف كل الشرفاء الوطنيين حوله. ويا جبل ما يهزك ريح!".

وقال الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي، عوض عبد الفتاح، «أنَّ هناك أوساطاً إسرائيلية واسعة تتربص بالتجمع لاستغلال كل قضية لتضخيمها وربطها به. وخاصة أن هناك شغفاً وأُمنية لإزاحة التجمع عن الساحة السياسية في الداخل». وأوضح أن ما يجري اليوم هو «تتمة للحملة التي بدأت تُشن على التجمع منذ السنوات الأولى. بعدما تبين حجم التحدي الأيديولوجي الذي يطرحه هذا الحزب. وهو تحدٍّ لا تستطيع أن تصمد أمامه الصهيونية بسبب فكرها العنصري والكولونيالي».

وأضاف عبد الفتاح أن هذا يندرج ضمن «سياسة التصعيد تجاه فلسطينيي الـ 48 ككل، بسبب انتشار هذا الخطاب السياسي بين هذه الجماهير. فصار العرب بنظر المؤسسة خطراً أمنياً، لا خطراً ديموغرافياً فقط».

على صعيد متصل بثت القناة العاشرة الإسرائيلية تقريراً ملفقاً ادعت فيه ان شبيبة التجمع زارت لبنان والتقت بالمقاومة وبثت صوراً لوفد شبيبة التجمع في المغرب وادعت أنها التقطت في لبنان، وادعت القناة بان الشاب المعتقل راوي سلطاني تدرب على السلاح ونشرت صورة له وهو يحمل السلاح، وقدم والد راوي المحامي التجمعي فؤاد سلطاني شكوى ضد القناة العاشرة موضحاً ان صورة ابنه التقطت قبل أكثر من خمس سنوات في موقع لقوات الأمم المتحدة في الجولان كما يظهر في الصورة نفسها حيث شارات الأمم المتحدة واضحة للعيان.


التعليقات