في ندوة على شرف يوم الأرض في النقب: لنجدد العهد مع الأرض والإنسان..

مشاركة نسائية واسعة في الندوة وتأكيد على أهمية دور المرأة النضالي * عبد الفتاح: الهوية الجماعية لأي شعب هي مصدر بقائه واستمراره كجماعة متميزة ومصدر قوة..

في ندوة على شرف يوم الأرض في النقب: لنجدد العهد مع الأرض والإنسان..
تحت عنوان "لنجدد العهد مع الأرض والإنسان" نظم التجمع الوطني الديمقراطي واتحاد المرأة التقدمي، يوم أمس الأول، الأحد 28/03/2010، ندوة على شرق يوم الأرض، وذلك في الخيمة المقامة بجانب المركز الجماهيري – رهط في النقب.

شاركت في الندوة مجموعة نساء من القرى غير المعترف بها ( الاطرش ) ومجموعة نساء من اللقية، وممثلات عن معظم الجمعيات النسائية في رهط والقرى المحيطة.

افتتح الندوة وتولى عرافتها عضو اللجنة المركزية للتجمع بد الكريم العتايقة، حيث أشار إلى أهمية الندوات والمؤتمرات والمهرجانات، واعتبرها رافعة للوعي الوطني لدى الجيل الشاب بوصفه من يخوض معارك المستقبل في مواجهة السياسات الإسرائيلية التي تمارس ضد شعبنا في كافة أماكن تواجده.

ومن جهتها فقد حذر السيد إبراهيم الحسنات، رئيس جمعية "كفى" من مخططات المصادرة ونهب الأرض، وطالب أهالي رهط برفض المخطط المسمى "رهط جنوب" ورفض كل مخططات الدولة التي تهدف إلى حشر عرب النقب على أقل ما يمكن من مساحة أرض، حيث خصصت الدولة قطع أراض بمساحة 400 متر للعائلة، وهذا يتنافى مع متطلبات العائلة العربية في النقب بوجه خاص.

كما تحدثت ممثلة القرى غير المعترف بها السيدة مريم الاطرش حيث شرحت المعاناة اليومية التي يعاني منها أهالي هذه القرى والأوضاع اللا إنسانية فيها.

وتحدثت عن جمعية "سيدرة" النسائية السيدة حنان الصانع، حيث أكدت على أن النساء العربيات يتعرضن إلى أبشع صنوف الاضطهاد في كافة الميادين، مشيرة إلى دور النساء العربيات البدويات اللواتي سلبن الهوية والكيان أكثر مع مصادرة الأراضي .

وقالت إن مصادرة الأرض لم تنته في العام 1976، بل هي مستمرة حتى اليوم في النقب، والمعاناة يعيشها عرب النقب في كل يوم وفي كل ساعة، سواء في القرى غير المعترف بها أم في القرى المعترف بها أيضا، وذلك من خلال القمع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتربوي وهدم البيوت ورش المحاصيل.

ودعت إلى توحيد الصفوف، وأكدت على ضرورة دعم المجتمع للمرأة، وتشجيعها على المشاركة السياسية من جهة أن تحرر المرأة يعني تحرر المجتمع.

ومن ثم ألقت الطفلة يمامة الصانع قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وتحدثت بعدها ممثلة "منتدى معا" هند الصانع، حيث قالت إنه في ظل الاحتلال والأسلاك الشائكة وسيطرة بعض العادات والتقاليد الموروثة فإن المرأة الفلسطينية في النقب لا تزال ممنوعة من أن تتخطى عتبة المنزل لتقتحم فضاء الحياة العامة، وتساهم في تغيير تصورات المجتمع حول المرأة الفلسطينية في النقب. وأنهت حديثها بسؤال "ماذا أعطت الأحزاب السياسية للمرأة الفلسطينية عامة، والمرأة في النقب خاصة؟".

أما منى الحبانين مركزة اتحاد المرأة في النقب فحيت جميع المشاركين، مؤكدة على مواصلة النضال والنشاط الدؤوب، وطالبت القوى السياسية والاجتماعية تكثيف ارتباطها بقضايا الأرض والمسكن كقضايا مفصلية في حياتنا.

وتلتها مركزة اتحاد المرأة أميمة مصالحة التي حيت نضال النساء في النقب وانخراطهن في النضال الوطني وبشكل خاص الدفاع عن الأرض.

وفي نهاية الندوة دعا الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، إلى تطوير الهيئات القطرية التمثيلية في مواجهة السلطة الإسرائيلية ومخططاتها الإجرامية وإقامة اللجان الشعبية في كل قرية ومدينة عربية، وإلى تطوير وتفعيل اللجان القائمة في إطار تنظيم المجتمع العربي على أساس قومي.

وقال "إن الهوية الوطنية بالنسبة للإنسان المقهور والخاضع لنظام عنصري أو كولونيالي تشكل عنصرًا مركزيًا في مسيرة نضاله وبقائه في وطنه. فالهوية هي لغة وتاريخ ومشاعر مُشتركة ناتجة عن العيش المشترك والنضال المشترك على أرض لمدة طويلة من الزمن تتبلور خلالها عناصر الهوية".

وأضاف أن الهوية الجماعية لأي شعب هي مصدر بقائه واستمراره كجماعة متميزة، ومصدر قوة في مواجهة النظام الكولونيالي الإسرائيلي الذي يسعى إلى تدمير هويتنا العربية الفلسطينية لتسهيل السيطرة علينا".

وتابع "لذلك فإن يوم الأرض، يشكل محطة محورية في تاريخ بقائنا وفي تاريخ تبلور هويتنا، إذ تصرفنا في هذا اليوم كجماعة واحدة، كشعب موحد، لأول مرة منذ عام 1948، في مواجهة مخططات مصادرة الأرض ومصادرة الهوية".

وخلص إلى أنه من واجبنا كأحزاب ومدارس وعائلات تربية الأجيال الجديدة وتعليمها تاريخ شعبنا، ومعاركه الوطنية لتكون قادرة على بناء حاضرها ومستقبلها ودحر المخططات العنصرية والتصفوية.
....

التعليقات