"مدى الكرمل" يناقش "أدوات العمل السياسي... بين الموجود والممكن"

-

نظم مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية بالتعاون مع جمعية ابن خلدون – الجمعية العربية للبحث والتطوير، الأسبوع الماضي ندوة لمناقشة أدوات العمل السياسي للفلسطينيين في الداخل بين الموجود والممكن. وقد شارك في الندوة كل من د. فوزي الأسمر، د. رائف زريق، د. محمد أبو النمر والمحامية عبير بكر، وأدار الندوة الصحافي وديع عووادة.

افتتح الندوة الصحافي وديع عواودة بطرح مجوعة من الأسئلة، وقال بضرورة معاينة التجربة السياسية للفلسطينيين في الداخل، وإعادة النظر في مجمل الأهداف والممارسة السياسية، وفحص مدى ملاءمة أدوات العمل السياسي وجدواها. كما تساءل حول التوازنات بين العمل السياسي البرلماني والاحتجاج الشعبي، وحول التعددية السياسية في مجتمعنا والمرجعية التي تستند اليها.

تجربة حركة الأرض...

أول المتحدثين كان د. فوزي الأسمر الذي تحدث عن تجربة حركة الأرض التي كان أحد مؤسسيها. وقال الأسمر إنّ حركة الأرض كانت بمثابة ثورة شعبية حظيت بتأييد شعبي واسع وتركت تأثيرا قويا على المجتمع الفلسطيني. وأضاف أنّ الخط السياسي الواضح الذي تبنته حركة الأرض قد أخاف إسرائيل وجعلها تعمل على إخراج الحركة خارج القانون، وخصوصاً موقفها من القومية والوحدة العربية. كما انتقد الأسمر الفئوية الداخلية. وبرأيه فالسؤال الأساسي الذي يجب طرحه هو: ما هو الهدف الأساسي من النضال الحالي، وهل يوجد لدينا طرح شامل وواضح؟

اسرائيل وفائض الخوف الوجودي...

بدوره قال د. رائف زريق في مستهل مشاركته إن "الحالة الإسرائيلية تعاني في مسألتين: أولا، فائض من الشعور بالقوة متمثلة بالقوة العسكرية؛ وثانيا، فائض من الخوف الوجودي من المستقبل. لذلك على كل مشروع نضالي سياسي أن يأخذ هذه الأمور بالحسبان". وشدد زريق على أهمية أدوات العمل السياسي لكونها واضحة وعينية ومباشرة. وقال إنّ الأدوات هي محك العمل السياسي. وفي الوقت ذاته حذر زريق من خطورة تقديس الأدوات، وقال: صحيح أن الذوات هي التي تصنع الأدوات، لكن الأدوات تؤثر على الذوات إلى درجة عدم التمكن من الفصل بين الذات الفاعلة وبين الأدوات التي تصنعها.

وانتقد د. زريق ما أسماه "عدم حساسية خطاب النواب العرب للجمهور اليهودي في إسرائيل"، وقال: توجد فجوة كبيرة بين الممارسة السياسية وبين الخطاب المتبع، وشدد على ضرورة "رفع مستوى الممارسة وخفض سقف الخطاب".

الإتكال على العمل القانوني...

تحدثت المحامية عبير بكر من مركز "عدالة" الحقوقي عن الجانب القانوني، وقالت إنّ جزء من نجاح مركز "عدالة" هو ضعف العمل السياسي "ما دفع الناس للاتكال على المرافعة القانونية". كما قالت بكر إن "ثمة إفراط في الاعتماد على الجانب القضائي"، ثم استعرضت بعض النماذج من خلال عملها كمحامية في مركز عدالة.

آخر المتحدثين كان د. محمد أبو النمر الذي قارن بين نضال الفلسطينيين في إسرائيل وحالتهم وبين نضال مجموعات أخرى من السكان الأصلانيين في العالم، مثل الفلبين والولايات المتحدة. هذا وتناول د. أبو النمر في محاضرته ثلاثة محاور أساسية التي من الممكن أن تستعملها الأقليات: العمل البرلماني؛ المجتمع المدني؛ المقاومة المدنية.

وفي استعراضه للتجربة المحلية قال إن هناك العديد من التساؤلات حول نجاعة العمل البرلماني، وأن ثمة فجوة بين القيادات وبين الجمهور، كما توجد فجوة وعدم تواصل، برأيـه، بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الجمهور. كما انتقد د. أبو النمر حالة الطائفية والعائلية المستشرية في مجتمعنا وحالة العنف المجتمعي التي تهدد النسيج الاجتماعي. وركز على أهمية الجبهة الداخلية والتي قد تشكل مصدرا للاحباط لدى الجمهور، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على النضال السياسي. ورغم انتقاداته للعمل البرلماني، قال إنه لا يمكننا الاستغناء عنه. وركز د. ابو النمر على النضال المدني، وقال انه جانب مهم ومكمل للنضال السياسي، لكنه لا يشكل بديلا له.
...

التعليقات