الناصرة تحيي ذكرى الشهداء؛ حنين زعبي: لقد انقلبت الآية.. من فرض الخيار ما بين مواطنتنا وانتمائنا، إلى وضع إسرائيل أمام الاختيار الحقيقي ما بين يهوديتها وديمقراطيتها

-

الناصرة تحيي ذكرى الشهداء؛ حنين زعبي: لقد انقلبت الآية.. من فرض الخيار ما بين مواطنتنا وانتمائنا، إلى وضع إسرائيل أمام الاختيار الحقيقي ما بين يهوديتها وديمقراطيتها

 

أحيت الناصرة، مساء أمس الأربعاء، الذكرى العاشرة لسقوط شهدائها في هبة القدس والأقصى، وذلك في ندوة سياسية عقدها فرع التجمع في المدينة، حضرها العشرات، وشارك فيها د. محمود يزبك، وسكرتير فرع الناصرة وائل عمري، عضو البلدية يوسف نخاش والنائبة حنين زغبي.

 

وبعد أن رحب يوسف نخاش بالحضور، افتتح الندوة بدقيقة وقوف حدادا على أرواح الشهداء. وأكد بعدها على أن الهبة أثبتت أن المشروع الإسرائيلي بتدجين العرب قد سقط وفش. كما أكد على وحدة القضية الفلسطينية من جانبي الخط الأخضر


 

أما وائل عمري فقد استذكر أحداث الهبة الشعبية بتفاصيلها كشاهد عيان، وخاصة الأحداث في مدينة الناصرة. وأكد على عمليات القنص المتعمدة التي تعرض لها شبان الناصرة خلال المظاهرات، وروى قصة إصابته الشخصية بعيار مطاطي.

 

وأضاف وائل عمري أن الهبة أكدت أن الشعب العربي الفلسطيني في الداخل حي، وأن مشروع الأسرلة قد فشل بالرغم من بعض الخروقات. وحذر عمري من تداعيات المخطط الإسرائيلي بنشر أعمال العنف في المجتمع العربي التي نرى إسقاطاتها اليوم.

 

وقال: "لم أكن أعرف الشهداء شخصيًا ولكني اليوم عبر تواصلنا مع عائلاتهم أشعر وكأنني عرفتهم كل حياتي. أهل الشهداء هم أهلنا وعلينا تكريمهم."

 

وأنهى عمري بالدعوة لأكبر مشاركة في الفعاليات لإحياء الذكرى،  وهي مسيرة المشاعل التي ينظمها التجمع في الناصرة  التي تسير في أماكن سقوط الشهداء وزيارة أضرحة الشهداء والمشاركة في المسيرة المركزية في كفركنا وإنجاح الإضراب.

 

وكرر عمري الاقتراح الذي يقترحه فرع التجمع وذوو الشهداء على البلدية بتسمية معالم وشوارع في الناصرة على اسم الشهداء وإقامة نصب تذكاري لهم.

 


 

 

يزبك: الشهداء سقطوا نيابة عن كل جماهيرنا العربية

 

وفي مداخلته  تحدث د. محمود يزبك عن جهود جمعية "عدالة" لفتح ملفات قتل شهداء هبة أكتوبر والقدس والأقصى من جديد، وإحالة القتلة المجرمين من أفراد الشرطة للعدالة. وقال "فضحنا تقصير لجنة أور الإسرائيلية التي حققت في أحداث أكتوبر وعملت على تمييع القضيّة وتبرئة القتلة. وبعد أن اطلعنا مؤسسات قانونية دولية على تقرير لجنة أور أدانت هذه المؤسسات هذا التقرير المنحاز والغير منصف. ونحن في "عدالة" وبعد مضي عشر سنوات على الجريمة، نسعى لإثارة الموضوع بالتعاون مع لجنة المتابعة العربيّة العليا".

 

 

 

وخلص الدكتور يزبك الى القول إن الشهداء هم الذين سقطوا نيابة عن كل جماهيرنا العربية. ولذلك يجب تخليد ذكراهم كما تفعل الشعوب الحيّة التي تحترم نفسها بإطلاق أسماء الشهداء على معالم ومواقع بارزة في المدن والقرى العربية. وتحدث عن تقصير البلدية في قضية تخليد أسماء وذكر الشهداء. وطالب بالإسراع بمعالجة هذا الأمر وبدون تأجيل

 

كما تطرق إلى لجنة التعليم العربي المنبثقة عن لجنة المتابعة وعن تقصيرها في إصدار المواد والنشرات في الذكرى العاشرة لأحداث أكتوبر من أجل تعريف الأجيال الصاعدة وإطلاعها على الوقائع التي جرت قبل عشر سنوات.

وتحدث عن تجربته كمحاضر للتاريخ في جامعة حيفا وكيف أن الأجيال العربية الصاعدة تعاني من مشكلة الهوية وهنا يأتي دور السياسيين والأحزاب العربية. وطالب بضرورة الحفاظ على اللغة العربية قبل أن تضيع".

 

 

 

 

 

 

تكريم المحامي عزيز شحادة

 

ومن ثم كانت فقرة تكريم الشخصية الوطنية النصراوية المحامي عزيز شحادة، حيث قدم السيد باسم حماد، عضو اللجنة المركزية للتجمع، نبذة عن انجازات ونضال المحامي شحادة، قدم له من بعدها درعا تكريميا.

 

وألقى عزيز شحادة كلمة قصيرة شكر فيها التجمع "الذي حافظ ويحافظ على الهوية العربية الفلسطينية والشعلة الوطنية في هذا الزمن العصيب." وأضاف: "نعتز بانتمائنا لشعبنا الفلسطيني، وواجب علينا أن نكون قدوة للأجيال القادمة ليحافظوا على عروبتنا، لذا واجب علينا أن نحافظ على التجمع".

وأنهى شحادة بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على الهوية العربية، كما حيّا أهالي الشهداء.


 

 

زعبي: الهبة سطرت محطة اخرى من تاريخنا

 

وفي الختام كانت كلمة النائبة حنين زعبي التي افتتحت بالقول: "إن هبة القدس والأقصى والشهداء الذين سقطوا فتح الملف الحقيقي بيننا وبين الدولة، العلاقة معها هي عمليا علاقة صراع مع مشروع صهيوني عنصري، ينفي حقي على وطني، ويعترف لي بحقوق مواطنة مهاجرة، ومن الدرجة الثانية. نحن ضحية لهذا المشروع الصهيوني، لكننا رفضنا دور الضحية الصامتة، واخترنا عبر يوم الأرض، أم السحالي، الروحة وانتفاضة القدس والأقصى دور الضحية التي تحمل التحدي، وفي أكتوبر قلنا أمرين أولا أننا ضحية مستعدة لدفع ثمن مشروع تحديها للقمع والعنصرية الممارسة ضدها، وثانيا أننا نحمل عقلية وكبرياء وكرامة أصحاب الوطن، والخدمات والميزانيات هي ليست سقف مطالبنا.

 

وأضافت أنه قبل المعنى السياسي لانتفاضة القدس والأقصى، علينا أن نقف عند القيمة المعنوية التي تعطيها هذه المحطة- المنعطف للشباب، فهي تمثل الكبرياء والعنفوان والكرامة، وهي رسالة للمؤسسة الإسرائيلية أن واقع الجيتو والقمع اليومي لم يستطع أن يقتل النفوس الحرة والكريمة.

 

وأنهت بأننا علينا أن نستثمر جو المحاسبة الدولية لجرائم الحرب الإسرائيلية، والتي بدأت في غولدستون ولم تنته، وأن العالم لم تعد تفاجئه حقيقة وجود فلسطينيين في إسرائيل، بالتالي علينا إعادة فتح ملف شهداء الانتفاضة من الداخل، والمطالبة بمحاكمة المجرمين.

 

وقالت إن المنعطف الذي تشكله الانتفاضة الثانية يتجلى في تغيير السياسات الإسرائيلية نحو ثلاث أمور: صب الجهود السياسية الدولية والمحلية على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وعلى تعزيز وفرض هذه الصبغة، متجلية بقوانين الولاء، النكبة، الأراضي، وكافة الممارسات العنصرية تجاه العرب المواطنين، ثانيا: محاولات الفرز ما بين معتدل و"متطرف" بين التيارات العربية الفاعلة، وثالثا: علنية الاعتراف بكل تيار لا يعترف بإسرائيل كدولة يهودية كـ"خطر استراتيجي"، رابعا: تشديد ملاحقة القيادات الوطنية التي تعتبر "خطرا استراتيجيا". ويأتي مخطط الخدمة المدنية تحت هذا البند، في عملية نسف لإمكانية تطوير قيادات وطنية أو قاعدة لها.

 

وأنهت قائلة: " لقد فشلت دولة إسرائيل في بلورة موديل "العربي الإسرائيلي" وأثبتت جماهيرنا في أكتوبر 2000 أنها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.  ردنا على سياسة نتانياهو بالاعتراف بيهودية الدولة هو التمسّك بدولة المواطنين التي طرحها التجمع".

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات